الإثنين , فبراير 17 2025
الرئيسية / اراء / الضفة  تنتظر مروان البرغوثي!

الضفة  تنتظر مروان البرغوثي!

مازیار شکوری*
لقد انتهت حرب عاصفة الأقصى بانتصار حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ومحور المقاومة، وتمكنت حماس من تحويل غزة إلى فيتنام وستالينغراد بالنسبة للإسرائيليين وإغراقهم في هذا المستنقع، كما أدى الانتصار على الميدان إلى انتصار في المفاوضات، وتمكنت حماس من فرض شروطها على العدو المحتل، وبدأت عملية تبادل الأسرى، وتظهر الصور الصادرة من غزة والضفة الغربية احتفال الفلسطينيين بالنصر. ولكن المهم أن حرب عاصفة الأقصى انتهت الآن، ولكن المقاومة والنضال لم ينته بعد ويجب أن يستمرا حتى تحرير فلسطين بالكامل من النهر إلى البحر. لقد كانت عاصفة الأقصى انتصاراً تمهيدياً، وبالتالي يجب على حماس والحركات السياسية والمسلحة الفلسطينية الأخرى أن تستغل هذا الانتصار التمهيدي لتحقيق انتصارات لاحقة واقتحام معاقل العدو واحدة تلو الأخرى.
الآن جاء دور إعادة إعمار غزة التي يجب أن تتم، ولكن هناك حرب أخرى تدور في الساحة السياسية بين المقاومة الفلسطينية والأعداء، والتي أعلنها العدو هدفاً وعمل من أجلها منذ اليوم الأول لحرب عاصفة الأقصى. لقد قدم العدو أو أعداء المقاومة مراراً وتكراراً خططاً مختلفة لحكم وإدارة غزة بعد انتهاء حرب عاصفة الأقصى، وكان هناك نقطة مشتركة في كل هذه الخطط وهي إبعاد حماس عن حكومة ما بعد حرب عاصفة الأقصى في غزة. وقد طرحت خطط مختلفة من قبل السعوديين والإماراتيين والأميركيين والإسرائيليين، بعضها اقترح إدارة غزة بواسطة قوات دولية، وبعضها اقترح إدارة غزة بواسطة حكومات عربية، وبعضها اقترح إدارة غزة بواسطة الإسرائيليين، وبالطبع كان الأشد سخافة من كل الخطط أن بعضها اقترح إدارة غزة بواسطة السلطة الفلسطينية وعصابة محمود عباس.
ولكن صور حضور أهالي غزة والضفة مع إعلان وقف إطلاق النار وفرض شروط حماس في اتفاقيات وقف إطلاق النار وخلال الجولة الأولى من تبادل الأسرى أظهرت أنه باستثناء حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، لا يتمتع أي شخص أو حكومة أو حركة سياسية بشرعية سياسية وشعبية جماهيرية بين أبناء الشعب الفلسطيني. وخرج الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية إلى الشوارع رافعين أعلام حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وكتائب أبو علي مصطفى، ورددوا شعارات دفاعاً عن كتائب القسام وسرايا القدس. كما أعلن شعار “احنا رجال محمد ضيف” للعالم الخط السياسي للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ولكن المثير للاهتمام أن محمود عباس قال مؤخراً:
“السلطة الفلسطينية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار والسلطة مستعدة لأخذ كافة المسؤوليات في قطاع غزة وضمان وحدة الاراضي الفلسطينية”
السؤال هو كيف يمكن لمحمود عباس وعصابته الخائنة التي هي خادمة للإسرائيليين والتي وقفت مع العدو ضد المقاومة والفلسطينيين خلال هذه الحرب في الضفة الغربية، ووقعت اشتباكات كثيرة بين عصابة عباس والشعب، أن تدعو لوقف إطلاق النار؟!
هل محمود عباس غبي إلى الحد الذي يجعله يعتقد أن حكمه لغزة سيضمن وحدة الأراضي الفلسطينية؟!
هل لا يفهم محمود عباس أن الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة أو غيرها من الدول يعترف به مرتزقاً لإسرائيل؟!
عباس يسمع أفضل من أي أحد أصوات “أرحل أرحل یا عباس” و “ماجد فرج یا خائن” و يعرف كم هو مكروه بين الشعب الفلسطيني، و لكن عندما يتحدث عن حكم غزة، فهذا يعني أنه تلقى أوامر من الإسرائيليين للإدلاء بمثل هذا التصريح السخيف. الإسرائيليون والأميركيون والحكومات الخائنة في المنطقة يريدون اختبار شعب غزة والمقاومة بكلام عباس ومعرفة ماذا سيكون رد فعل الفلسطينيين والمقاومة على عودة عباس إلى حكم غزة!
يتذكر عباس عام 2008، عندما اضطر أرييل شارون، بسبب نضالات حركة حماس وشعب غزة، إلى إصدار أمر بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وبعد انسحاب الإسرائيليين من غزة، سلموها لعباس وعصابته من المرتزقة. فازت حماس في الانتخابات، وهُزم عباس وعصابته من المرتزقة، لكنهم لم يقبلوا نتائج الانتخابات. أدى هذا الرفض إلى حرب أهلية بين الشعب ومرتزقة عباس، وفي النهاية طردت حماس وشعب غزة محمود عباس والمنظمة القمعية لمحمد دحلان من غزة. يتذكر محمود عباس تلك الأيام جيدًا، لكن أي شخص عميل ومرتزق للإسرائيليين يجب أن يتبع أوامر أسياده.
أنا طبعا لا أنتقد عباس شخصيا ولا أعتبره خائناً لأن محمود عباس بهائي ويقوم بواجباته الاستعمارية.
البهائية ديانة زائفة ابتدعها الاستعمار في إيران، ونُفي زعيمها “بهاء الله” الذي أطلق على نفسه لقب “من یظهره الله” وكان يؤمن بنسخ الإسلام إلى فلسطين التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية العثمانية. وإلى جانب بهاء الله، نُفي أيضاً عدد كبير من أتباعه الإيرانيين إلى فلسطين. وكانت حيفا وعكا من بين المدن التي عاش فيها أتباع الديانة البهائية الاستعمارية. وكانت عائلة محمود عباس أيضاً من بين العائلات الإيرانية التي نُفيت إلى فلسطين.
إن ابن “بهاء الله” المدعو “عبد البهاء” أو “عباس أفندي” والذي خلفه وأصبح زعيم البهائيين بعد وفاة والده، هو أحد الشخصيات المركزية في المؤسسة الاستعمارية البهائية، وقد تعاون مع الاستعمار أثناء احتلال فلسطين وانهيار الدولة العثمانية، وفي النهاية نجح في الحصول على لقب “السير” من الاستعمار البريطاني، ولقبه الاستعمار البريطاني بـ “السير عبد البهاء عباس”. في ذلك الوقت لم تكن هناك كرة قدم، لذا يمكننا القول إنه كان مدرب فريق مانشستر يونايتد لكرة القدم مثل أليكس فيرجسون، الذي أطلق عليه هذا اللقب لشرفه التدريبي. ولا شك أن إطلاق هذا اللقب على عباس أفندي كان بسبب خدماته للاستعمار البريطاني أثناء احتلال فلسطين، إن عمل الدين البهائي الزائف هو خدمة الاستعمار كمنظمة.
أما عن طبيعة التنظيم البهائي الاستعماري فيكفي أن ننظر إلى القانون رقم 263 لسنة 1960م بحل التنظيم البهائي والذي أصدره المرحوم جمال عبد الناصر، حيث جاء في هذا الحكم:
“قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة
بالقانون رقم 263 لسنة 1960
فى شأن حل المحافل البهائية
باسم الأمة
رئيس الجمهورية
بعد الاطلاع على الدستور المؤقت؛
وعلى القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ؛
وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 1174 لسنة 1958 باستمرار إعلان حالة الطوارئ؛
قـرر القانون الاتى:
مادة 1 – تحل جميع المحافل البهائية ومراكزها الموجودة بإقليمى الجمهورية ويوقف نشاطها.
ويحظر على الأفراد والمؤسسات والهيئات القيام بأى نشاط مما كانت تباشره هذه المحافل والمراكز.
ولوزير الداخلية إصدار القرارات اللازمة لإنهاء نشاط تلك المحافل والمراكز.
مادة 2 – تؤول أموال وموجودات المحافل البهائية ومراكزها إلى الجهات التى يعينها وزير الداخلية بقرار يصدره، وله تعيين حارس على الأموال والمستندات والأوراق المملوكة لها.
مادة 3 – على كل من يكون مدينا أو حائزا لأى مال من الأموال التى لهذه المحافل والمراكز أن يقدم عنها إقرارا للحارس المشار اليه فى المادة السابقة خلال أسبوعين، وعليه أن يسلمها اليه فى الميعاد الذى يحدده.
وكذلك يجب على كل من يدعى استحقاقه لأية أموال أو حقوق عينية أو شخصية قبل هذه المحافل والمراكز أن يتقدم للحارس بالإقرار بما يدعيه مشفوعا بما قد يكون لديه من عقود أو مستندات خلال الميعاد المنصوص عليه فى الفقرة السابقة وإلا سقط حقه فى المطالبة بما يدعيه.
ويجوز للحارس إلغاء العقود المبرمة مع تلك المحافل والمراكز دون أن يترتب على هذا الإلغاء أى حق فى التعويض.
مادة 4 – كل مخالفة لأحكام هذا القانون يعاقب مرتكبها بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تجاوز مائة جنيه أو ألف ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين.
مادة 5 – ينشر هذا القانون فى الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ نشره”
لماذا أعلن الراحل جمال عبد الناصر حالة الطوارئ في بداية الأمر بحل التنظيم البهائي في مصر؟!
لأن الراحل جمال عبد الناصر ودول المنطقة كانت في حالة طوارئ لمحاربة الاستعمار، وكانت المنظمة البهائية تعمل في التجسس لصالح الاستعمار في هذه الحالة الطارئة.
محمود عباس من نفس الدين الباطل والتنظيم الاستعماري ويجب أن يقوم بواجباته الاستعمارية. نادرًا ما يسمي العرب أولادهم عباس، خاصة حول فلسطين والأردن وسوريا، ولكن لماذا اختارت عائلة محمود عباس اسم عباس؟! اختيار هذا الاسم مشتق من اسم “السير عبد البهاء عباس”.
ولنترك خلفية عباس جانباً ولندعه يرحل، ولكن قضية القتال ومواصلة المقاومة واقتحام الخنادق واحدة تلو الأخرى مهمة جداً. والآن يجب على الحركات السياسية الفلسطينية ووسائل الإعلام أن تمارس ضغوطاً كبيرة على عباس حتى لا يتمكن العدو من جلبه إلى غزة ليحكمها. ويجب على المقاومة أن تأخذ زمام المبادرة من العدو وتفكر في طرد محمود عباس وعصابته الخائنة من الضفة الغربية. والآن فرصة طيبة لأن مروان البرغوثي سيخرج من السجن، ومع شعبيته بين الشعب الفلسطيني والمقاومة يستطيع أن يجمع حوله كل الفصائل الفلسطينية لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية. ومروان البرغوثي خيار جدير بطرد محمود عباس وعصابته المرتزقة من الضفة الغربية.
وخاصة أن مروان البرغوثي عضو في حركة فتح وسيجلب معه بسهولة الجناح العسكري وجسم حركة فتح اللذين سئما محمود عباس وخياناته. وإذا كنتم تتذكرون، ففي خضم حرب عاصفة الأقصى اغتال الإسرائيليون خليل المقدح، قائد الجناح العسكري لحركة فتح، في صيدا. وكان الإسرائيليون يعتقدون أن خليل المقدح له علاقات مع إيران، وكان مشغولاً بتزويد الضفة الغربية بالسلاح. ولم يقبل خليل المقدح باتفاقية أوسلو الخيانية حتى يوم استشهاده، واستشهد في النهاية.
إن وجود خليل المقدح ومنير المقدح في حركة فتح يدل على أن الجناح العسكري لحركة فتح والجسم السياسي لهذه المنظمة ليسا مع محمود عباس، ومع إطلاق سراح مروان البرغوثي ودعمه فإن حركة فتح بأكملها والجناح العسكري سوف يدعمان مروان البرغوثي أيضاً، ولا يمكن لمحمود عباس أن يستغل حركة فتح كأداة.
إن طرد منظمة محمود عباس وماجد فرج القمعية من الضفة الغربية يجب أن يكون على أجندة المقاومة الفلسطينية، ويجب علينا جميعاً دعم مروان البرغوثي كخليفة لرئاسة السلطة الفلسطينية.
*كاتب ايراني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

لا لتحييد غزّة..!

فؤاد البطاينة* بعيدا عن الاستغفال السخيف. الهجرة الطوعية مباحة ولكن ضمن شروطها التي تميزها عن …