الأربعاء , ديسمبر 4 2024
الرئيسية / اراء / المطبعون الجدد

المطبعون الجدد

حمدي دوبلة
الخدمات الجليلة التي قدمتها وتقدمها انظمة الخزي والعار والعمالة في منطقتنا للكيان الصهيوني سرا ومن تحت الطاولة لم تكن كافية لكي يطمئن العدو الغاصب ويشعر بالسكينة والارتياح عندما قررت بعض هذه الانظمة الانتقال بخدماتها من مرحلة السرية الى المجاهرة والمكاشفة وراح يعبر عن مخاوفه من ان يكون هذا التطبيع الجديد باردا على غرار اتفاقيات التطبيع السابقة مع مصر والاردن حيث كان الرفض الشعبي المتنامي في هذين البلدين لوجود الكيان المغتصب على اراضيه السبب الرئيسي في بقاء تلك الاتفاقيات التعيسة اسيرة الادراج ولم تجد طريقا الى الواقع بشكل واضح على الرغم من مرور سنوات طويلة على ابرامها.

-مخاوف الكيان والتي عبر عنها عدد من مسئوليه السياسيين والعسكريين والقلق الذي ابدوه من مااسموه “سلاما” باردا وبقاء الاتفاقيات المبرمة تتارجح على مستوى النخب السياسية دون ان تتجلى واقعا في اوساط شعوب البلدان “المطبعة” حديثا ربما بدات تتلاشى بفعل الحماس الكبير والانسياق المجنون الذي يبديه المطبعون الجدد في النظامين الاماراتي والبحريني واستعدادهم الواضح للذهاب في هذا المستنقع الى ابعد من ما كان يرجوه الصهاينة انفسهم.

-لقد مضت سنوات طويلة على ابرام اتفاقيات التطبيع بين اسرائيل وكل من مصر والاردن لكن لم يشعر المواطن المصري او الاردني باثر لذلك في حياته وظل النفور والاشمئزاز من مجرد ذكر اسم الكيان الشعور الطاغي على غالبية شعبي البلدين وبقي نظامهما يغردان بعيدا عن سرب الجماهير الرافضة لاي شكل من اشكال التقارب مع الصهاينة حتى ولوكان صوريا وصارت تلك الاتفاقيات العقيمة مصدر حرج كبير لتلك الانظمة وهو ماكان له الاثر الجلي في جبح رغبة الساسة في المضي قدما لتوسيع التعاون والشراكة المنشودة وبقي تناولهما الاعلامي للموضوع خجولا وفي نطاق ضيق للغاية.

-“التطبيع” المستجد ربما لن يلقى مصيرا مشابها للتطبيع القديم برغم انه ابرم مع دولتين لاتشكلان اي رقم صعب في خارطة المنطقة الا ان نظامهما يمتلكان رغبة واضحة لتبديد مخاوف اسيادهم في واشنطن وتل ابيب فيما يخص عدم الترحيب والتفاعل المطلوب شعبيا وهي الرغبة التي انعكست في الخطاب الاعلامي المكثف لابراز محاسن “التطبيع” وتسويقه على انه انجاز “مشرف” ومن تلك الاعمال التاريخية التي لايقوم بها الا العظماء والتي من شانها ان تنعكس بردا وسلاما على امن واستقرار المنطقة والعالم كله.

-ليس بغريب ولاهو من المفاجئات ان يكون تعاطي نظامي “ابوظبي”و”المنامة” ومن ورائهما النظام السعودي مع “سوأة” التطبيع مع العدو التاريخي للامة على هذا النحو من التبجح الممجوج والاسفاف المقرف فهم لم يكونوا منذ النشاة والتاسيس الا خداما لمصالح امريكا واسرائيل والنخر الدائم في جسد الامة وهذا الدور الخبيث حتما سيتطور وياخذ اشكالا اخرى في عهد العلانية فيما سيبقى الدور السعودي يمارس الخدمة سرا الى حين ان تتهيا الاجواء ويصدر القرار من البيت الابيض وحتى ذلك الوقت سيبقى حكام الرياض يلمعون” الخيانة “ويكيلون لها المدائح ويخلعون عليها اجمل الالقاب والصفات وقد تجلى ذلك في تغطية الاعلام السعودي للتطبيع الاماراتي البحريني مع الكيان الصهيوني ووصفه اياه بانجاز السلام التاريخي في تمهيد صريح لاعلان التطبيع رسميا وعلى رؤوس الاشهاد بين مملكة سلمان واسرائيل وماارى ذلك ببعيد .
“نقلا عن صحيفة الثورة”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

لعنة البترودولار!

د.طارق ليساوي* أن الدرس الأهم الذي ينبغي ان نستخلصه من ليبيا و سوريا و العراق …