الثلاثاء , مايو 13 2025
الرئيسية / اراء / تونس والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!

تونس والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!

أمل سبتي*
في ظل التحولات السياسية الإقليمية والدولية، يواجه الرئيس التونسي قيس سعيد تحديات غير مسبوقة على صعيد العلاقات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة والتحالف الأمريكي الإسرائيلي. يجد سعيد نفسه في مواجهة ضغوط متزايدة من هذه القوى التي تسعى إلى التأثير على مواقف تونس الإقليمية والدولية. المواقف السياسية التي يتخذها قيس سعيد، والتي كانت تشمل دعمه لنظام الأسد في سوريا، إضافة إلى سياسة الاستقلالية التي ينتهجها، تضع تونس في صراع مباشر مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية. في هذا السياق، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأزمة ستشكل بداية لمرحلة جديدة من السيادة التونسية، خاصة مع تصاعد التهديدات التي يواجهها النظام التونسي من قبل السيناتور الأمريكي جو ويلسون.

الضغط الأمريكي الإسرائيلي على تونس: صراع المصالح والتهديدات المتصاعدة
تاريخ العلاقات التونسية الأمريكية شهد تحولًا كبيرًا بعد الثورة التونسية في 2011، حيث كانت تونس تعتبر من الدول التي تحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي والأمني. لكن، مع وصول قيس سعيد إلى السلطة في 2019، بدأت هذه العلاقات تشهد بعض التوترات بسبب مواقف سعيد المبدئية التي ترفض التدخلات الأجنبية في شؤون تونس الداخلية.
أحد أبرز الملفات التي أثارت التوتر بين تونس والولايات المتحدة كان دعم الرئيس التونسي لنظام بشار الأسد في سوريا. في الوقت الذي تصاعدت فيه الضغوط الغربية على الأسد بسبب دعمه للمقاومة، جاء موقف قيس سعيد ليكون بمثابة إعلان رفض لتلك الضغوط الغربية، مما أثار استياء واشنطن وفتح جبهة جديدة من النزاع الدبلوماسي بين البلدين.
إضافة إلى ذلك، يضاف إلى هذه المواقف السياسية الموقف من التحالف الأمريكي الإسرائيلي، الذي يشهد تحولات متسارعة في المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. تونس، تحت قيادة قيس سعيد، تواصل موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية وتدعو إلى مقاومة السياسات الإسرائيلية في المنطقة. هذا الموقف يعارض بشدة سياسات التحالف الأمريكي الإسرائيلي، مما يضع تونس في مواجهة مع القوى الغربية.
قيس سعيد في مواجهة التدخلات الأجنبية: تمسكه بالسيادة التونسية
منذ توليه منصب الرئاسة، ظهر قيس سعيد كمؤيد قوي للسيادة الوطنية والتأكيد على عدم السماح بأي تدخلات أجنبية في الشؤون التونسية. رغم الضغوط الأمريكية والدولية، تمسك الرئيس سعيد برفض التدخلات السياسية والاقتصادية التي قد تضر بسيادة بلاده. وفي عدة مناسبات، شدد على أن تونس ستكون حرة في اتخاذ قراراتها دون الخضوع لضغوط الخارج.
على المستوى الداخلي، يعكس هذا الموقف رغبة قيس سعيد في إعادة بناء النظام السياسي في تونس بعيدًا عن الأجندات الأجنبية، وهو ما تجسد في سياسته القوية تجاه مجلس النواب والحركات السياسية التي يراها غير متوافقة مع مصالح الشعب التونسي. هذه السياسة تُظهر تمسكًا حازمًا بالسيادة الوطنية، وهو ما جعل تونس تبدو أكثر استقلالية في الوقت الذي كانت فيه القوى الغربية تحاول فرض هيمنتها عليها.
تهديدات السيناتور جو ويلسون: تصعيد التوترات بين تونس وواشنطن
أحد أبرز التصعيدات الأخيرة في العلاقات التونسية الأمريكية جاء من السيناتور الأمريكي جو ويلسون، الذي هدد بشكل علني بإسقاط نظام قيس سعيد. في تصريحاته على وسائل الإعلام، شدد ويلسون على أن تونس لن تتمكن من الاستمرار في سياسة مستقلة بعيدًا عن الولايات المتحدة. هذه التصريحات تعكس تصعيدًا في الضغط الأمريكي على تونس، كما تثير تساؤلات حول كيفية تعامل الرئيس التونسي مع هذا التهديد.
ويلسون، الذي يعتبر من أبرز الداعمين للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، أشار إلى أن رفض تونس لسياسات واشنطن يمكن أن يؤثر سلبًا على الدعم المالي الأمريكي لتونس، خاصة في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية في البلاد. هذه التصريحات تشير إلى محاولات لتقويض مواقف سعيد، إلا أن الرئيس التونسي لم يظهر أي تراجع أمام هذه الضغوط، مؤكدًا مرة أخرى التزامه بالحفاظ على استقلال تونس.
أزمة جديدة في العلاقات التونسية الأمريكية: نحو مرحلة جديدة من القوة السياسية لتونس؟
التوترات الحالية بين تونس وواشنطن قد تقود إلى تحول في العلاقات بين البلدين. مع تصاعد الضغوط، يبدو أن قيس سعيد عازم على الحفاظ على سيادة تونس، وهو ما قد يؤدي إلى تعزيز استقلال البلاد في السنوات القادمة. من الممكن أن يكون هذا التصعيد بداية لمرحلة جديدة من القوة السياسية لتونس، حيث قد يتمكن قيس سعيد من إعادة بناء علاقات تونس الخارجية وفقًا لمصالحها الوطنية، بعيدًا عن الضغوط الدولية.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها تونس في هذا السياق، يبقى أن الموقف الثابت للرئيس قيس سعيد قد يساهم في تعزيز وضع البلاد في الساحة الدولية، على الرغم من المحاولات الأمريكية لتقويض حكمه. قد تفتح هذه الأزمة الباب أمام تونس لتطوير علاقات جديدة مع الدول التي تتقاطع مصالحها مع السيادة التونسية، مما يعزز مكانتها السياسية في المنطقة.
الخاتمة: هل تنجح تونس في الحفاظ على سيادتها؟
إذن، هل يتمكن قيس سعيد من مواجهة الضغوط الأمريكية ودولة ترامب؟ الإجابة ربما تكون في قدرة تونس على الحفاظ على استقلالها السياسي والإقليمي، حتى في وجه أكبر القوى العالمية. في هذا السياق، يبقى أن تونس ستظل متمسكة بمواقفها السيادية، ورفضها للتدخلات الخارجية. إن تصعيد المواقف بين تونس وواشنطن قد يكون بمثابة فرصة لتونس لتعزيز قوتها السياسية على الساحة الدولية.
من المؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لتونس. فإذا استطاع قيس سعيد أن يثبت قدرته على الوقوف في وجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، فقد يشهد العالم ولادة قوة سياسية جديدة في المنطقة، تكون قادرة على اتخاذ قراراتها السيادية بعيدًا عن أي تدخلات. تونس، إذًا، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من القوة والقدرة على رسم سياساتها بنفسها، بعيدًا عن تأثيرات القوى الكبرى.
*كاتبة تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ودائع العرب!

  بشارة مرهج* من أهم القضايا العالقة بين لبنان و العرب قضية الاموال الطائلة التي …