اليمن الحر الاخباري/متابعات
يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الصفح والعفو و بالتسامح يتحقق السلام الداخلي والمجتمعي وعلى مر الزمان ارتبط شهر رمضان المبارك بالتسامح والتعايش بين ابناء المجتمع بمختلف توجهاتهم
التسامح في العرف القبلي
في بلد قبلي مثل بلادنا ماكان ليستقر او يشهد نشوء حضارات انسانية ذائعة الصيت عبر تاريخه العريق مالم يكن ابناؤه يؤمنون بمبدأ التسامح والتعايش ويُعلون من شأن هذا المبدأ الانساني العظيم في حياتهم وشئونهم العامة والخاصة
لقد ارتبط التسامح بشهر رمضان المبارك حيث لا يحل هذا الشهر الكريم في كثير من القرى الا وقد سامحت بين الخصوم وكانت اليمن ولاتزال الى يومنا من أكثر الدول العربية من حيث نفوذ القبيلة التقليدي ويقدَر باحثون ومهتمون نسبة اليمنيين الذين ينتمون مباشرة لإحدى القبائل بأكثرمن 85% من اجمالي عدد السكان فيما يشير الباحثون الاجتماعيون الى ان اعداد القبائل اليمنية تبلغ نحو خمسمائة قبيلة ومنها ينحدر معظم ابناء البلاد وكلهم يحتكمون لأعراف وتقاليد القبيلة وطقوسها الخاصة والتي تنطوي في معظمها على قيم العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات والالام.
وللقبيلة اليمنية واعرافها الاصيلة حيث يجعلون من شهر رمضان شهرا للتسامح والعفو والتي تعد بمثابة القوانين غير المكتوبة حضورا واسعا في الوقت الراهن كما كان في الماضي البعيد على صعيد ارساء السلام وتعزيز الامن والسكينة العامة بين القبائل وأفرادها والتغلب على كثير من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراعات والثارات وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية السلبية التي عادة ماتكون من اعظم العوائق والعقبات امام استقرار وتقدم الامم والشعوب .
وظل ذلك الحضور الايجابي بالتسامح في شهر رمضان كما يقول الدكتور محمد السعيدي اخصائي علم النفس التربوي موجودا ومازال في كل المناطق ..ويضيف الدكتور السعيدي بان التسامح والعفو قبل شهر رمضان في العرف القبلي ظل على الدوام الرديف والداعم الفعلي للاستقرار على صعيد اصلاح ذات البين وانهاء الخلافات بين ابناء المجتمع وصيام شهر رمضان ببدن خالي من الاحقاد
ويلجأ معظم اليمنيين الى العرف القبلي واحكامه السريعة والحاسمة لحل خلافاتهم وخصوماتهم نظرا لما يوفره هذا القانون غير المكتوب من معالجات عاجلة ومرضية لكل الاطراف مع تغليب قاعدة التسامح وجبر الضرر ونزع البغضاء وتصفية القلوب قبل الصيام
هذه الاعراف القبلية لا يقتصر وجودها وسريان مفعولها على ابناء القبائل وشيوخ العشائر وانما تمثل ثقافة مجتمعية واسعة ويقول الشيخ/حميد الضاوي وهو احد مشايخ بمنطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء بان اي مسئول في القضاء اوالأمن لايمكن ان يباشر النظر في اي قضية خصومة الا بعد ان يعرض على المتخاصمين الصلح والاحتكام الى العرف القبلي كونه اكثر نجاعة في الحسم والفصل وهذا العرض بمثابة النصيحة الثمينة للفرقاء لتوفير كثير من الجهد والمال ويشير الشيخ الضاوي ان غالبية قضايا الخصومات يتم حلها قبليا بعد وصولها مباشرة الى الاقسام والمحاكم بسبب مايحققه العرف القبلي من حلول وسطية تعلو فيها قيم ومبادئ التسامح الانساني وذلك بقناعة وتراض من قبل جميع الاطراف وعادة لا يحل شهر رمضان الا وقد انتهيت العديد من القضايا وحلت وديا
الضرورة الغائبة
وعلى كل مناحي الحياة العامة والخاصة يجب ان يكون التسامح هو المبدأ الانساني الذي نستقبل به شهر رمضان المبارك وجعل هذا الشهر الكريم تذكيرا للتسامح وجعله واقعا معيشا في حياة الناس ليعم السلام والاستقرار كل ربوع البلاد التي عُرفت على مدى العصور بانها بلاد العربية السعيدة
ويؤكد المختصون الاجتماعيون بان البلاد في الوقت الحالي في حاجة ماسة واكثر من اي وقت مضى إلى التمسك بثقافة التسامح في جميع المجالات وبالتالي توحيد الجهود للعمل في سبيل نشر وإشاعة ثقافة التسامح مشيرين الى انه لايمكن فهم ثقافة التسامح بمعزل عن اطار الحياة العامه والمجتمعية والفكريه باعتبار ان التسامح يؤدي الى السلام وانهاء النزاع والخلاف بين الناس وازالة البغضاء وأن المعنى الحقيقي للتسامح يتمثل في القبول والتعايش واحترام الاراء ويجب تعزيز هذه الثقافة بين ابناء المجتمع باكمله.
*نقلا عن الثورة