اليمن الحرالاخباري/لقاء/معين حنش
— أكد رئيس لجنة السجون ومستشار هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية الاستاذ فهد ناصر غثايه أن توجيهات السيد القائدعبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه كانت لها الأثر الكبير في تحسين اوضاع السجون وتقديم الخدمات المطلوبة لهم بأفضلحال.
وأوضح رئيس لجنة السجون أن اللجنة افرجت عمن يمكن الافراج عنه حيث كانت تفرج عن الفين سجين في بعض السنوات ، مشيرا إلى أنالسجون المركزية تحولت بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة إلى اصلاح وتأهيل ورعاية تنفيذا لتوجيهات واهتمام القيادة الثورية.. مبينا بأنه لايزال امام ادارة السجون وامام الجهات المختصة بالسجون الكثير لعمله للتطوير والتحسين بشكل اكبر وافضل.
— وتطرق الاستاذ فهد ناصر غثايه في مقابلة خاصة لموقع اليمن الحر الأخباري إلى أن اللجنة قامت بصياغة وثيقة إلتزام يتعهد فيهاالقائمون على السجون بعدم الإساءة أو الاستغلال للسجناء وأي ممارسات تكشف ينال مرتكبوها العقاب والجزاء الرادع وفقا للدينوالقانون ، وأن السجون باتت أماكن لإصلاح السجناء وإعادة تأهيلهم ثقافياً وعلمياً ومهنياً، علماً أن الكثير ممن تم الافراج عنهم اصبحواافراداً صالحين في المجتمع ومدافعين عن كرامة وعزة هذا الشعب.
— وأشار رئيس لجنة السجون مستشار هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية بأنه تم إعادة تفعيل المعامل المهنية في الاصلاحياتالمركزية في الأمانة واغلب المحافظات واصبح بإمكان السجين ان يتعلم الحرف اليدوية مثل حياكة الجلديات والنجارة والحدادة والخياطةوغيرها من الحرف، واصبح هناك معرض كبير لبيع المنتجات التي يصنعها السجناء للمواطنين.. التفاصيل في ثنايا هذا اللقاء:
صنعاءنيوز / معين محمد حنش
* في البداية نرحب بالاخ الاستاذ فهد ناصر غثايه رئيس لجنة السجون مستشار هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية .. في البداية لوتحدثنا عن اهم الأسباب التي أنشأت لأجلها اللجنة ومتى أنشأت؟ وما هي نشاطاتها؟
— الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، في البداية نشكر لكم هذه الاستضافة الكريمة والتيتدل على اهتمامكم كما يسعدنا ان نكون معكم في هذه المقابلة ونسأل الله التوفيق والسداد.
— اما بالنسبة للجنة السجون فالحقيقة عند نجاح الثورة المباركة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة والخالدة، وبعد ان تخلص الناسمن النظام السابق المرتهن كان من اول اهتمامات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ان يرفع الظلم عن كاهلالناس في شتى المجالات ومن تلك المجالات السجون.
فوجه بإنشاء لجنة تهتم بالسجون في أوائل العام 2016م وكان الأخ المجاهد السيد يحيى بدر الدين الحوثي على رأس اللجنة آنذاك وعددمن الاخوة المجاهدين والقضاة وكنت من ضمن العاملين فيها آنذاك وهكذا عملت اللجنةوقامت بجهود جبارة تشكر عليها حتى منتصف العام2017م عند ذلك توليت رئاسة اللجنة.
وللعلم فأن لجنة السجون جهة رقابية وتنفيذية وكل
هذه الجهود هي بالتعاون مع الجهات المختصة والتي لها كل الشكر على التعاون المستمر
كما أن لجنة السجون أنشأت نظرا َ للمرحلة التي تمر بها البلاد وهي عون للجهات التنفيذية حتى تتحسن احوال البلاد.
قاضي وأعضاء
ماهي اختصاصات ومهام لجنة السجون وهل حققت دورها في تحسين اوضاع السجون والسجناء؟
— للعلم فان لجنة السجون دورها رقابي و تنفيذي بالتعاون مع الجهات المعنية والتي لها كل الشكر على التعاون المستمر وتختص اللجنة في متابعة أوضاع السجناء والسجون والقيام بزيارات ميدانية للسجون والتواصل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحسين وتطوير أوضاعالسجون والعمل على توفير الظروف المعيشية المناسبة للسجناء بما يحفظ كرامتهم الإنسانية، وهذا هو العمل المحوري واختصاصها، وبعدذلك عملنا لها خطة عمل واعتمدنا مركز شكاوى او بالمعنى الاصح عمليات وخصصنا ارقام تستقبل أي شكاوى او بلاغات من قبل المواطنينحول السجناء وتعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وشكلنا فريق نزول ميداني يتكون من قاضي وأعضاء يقوم بالنزولالميداني المستمر للسجون في الأمانة والمحافظات الحرة للاطلاع على أوضاع السجون والسجناء ودراسة ملفاتهم والعمل على حل أيإشكاليات بالإضافة الى القيام بالمساعدة حسب الامكان في توفير الاحتياجات الضرورية للسجون اثناء النزول الميداني الذي تقوم بهاللجنة.
— كما تساهم اللجنة في متابعة قضايا السجناء والافراج عنهم او متابعة التصرف في قضاياهم في حال تأخرها او تعثرها، وكذلك تساهماللجنة في مساعي حل بعض القضايا اجتماعياً، وتقوم بإجراء دراسات ميدانية حول اوضاع السجون.
كما كان لها جانب صحي يتولاه آنذاك الأخ المرحوم / إبراهيم الدولة رحمة الله عليه
كذلك كان لها جانب ثقافي ومختص هذا الجانب هو الأخ / حسين المختفي
(الأثر الكبير)
* لقد أصدر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، العديد من التوصيات والتوجيهات للاهتمام بالسجون والرعاية للسجناء في كافةالمجالات برأيك هل نفذت هذه التوجيهات؟
— السيد القائد يحفظه الله وبأكثر من خطاب ومناسبة أكد على ضرورة الاهتمام بالسجون وتصحيح أوضاعها ورعاية السجناء والاهتمامبهم، وكان لهذه التوجيهات وهذا الاهتمام الأثر الكبير في ارض الواقع، ورغم الصعوبات وظروف العدوان على بلدنا الا ان الاهتمام بالسجونوالسجناء متواصل وفاعل سواء من قبل الجانب الأمني او الجانب القضائي.
نقلة نوعية
* كيف تقيمون الوضع الحالي للسجون بشكل عام في كافة الجوانب بعد ثورة 21 سبتمبر هل أصبحت افضل منذ قبل ؟ وما التحسن الذيلاحظتموه فيها؟
— في الحقيقة منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة اولت القيادة الثورية والسياسية الاهتمام الكبير بالسجناء وهناك جهود كبيرةجداً بذلت وتبذل في تحسين أوضاع السجون والاهتمام بالسجناء ورعايتهم، — وقد حدثت بفضل الله نقلة نوعية جداً في السجون عن ماكانت عليه في عهد النظام السابق، حيث كانت السجون قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة عبارة عن أوكار لتفريخ المجرمين،وكذلك يعاني فيها السجناء من الفساد والظلم والابتزاز والاضطهاد بالرغم ان الإمكانيات آنذاك كانت كبيرة مقارنة بأمكانيات الدولة الان فيظل العدوان والحصار. — اما الان فقد أصبحت الاصلاحيات أماكن لإصلاح السجناء وإعادة تأهيلهم ثقافياً وعلمياً ومهنياً، حيث تقام فيهابرامج إعادة التأهيل الثقافي واصبح هناك اهتمام كبير بالقرآن الكريم واصبح يتخرج منها حفظة لكتاب الله وكذلك يتخرج منها طلبة فيمختلف المراحل التعليمية وكذلك طلبة دراسات عليا وهذا ما ازعج العدوان ومرتزقته فالطغاة وادواتهم هم مرآة ترى من خلال استيائهم فاعليةعملك، وكذلك تم إعادة تفعيل ،،
المعامل المهنية في الاصلاحيات المركزية في الأمانة واغلب المحافظات واصبح بإمكان السجين ان يتعلم الحرف اليدوية مثل حياكة الجلدياتوالنجارة والحدادة والخياطة وغيرها من الحرف، واصبح هناك معرض كبير لبيع المنتجات التي يصنعها السجناء للمواطنين، كل ذلك كان فيظل توجيهات واهتمام القيادة الثورية والسياسية ولايزال امامنا وامام الجهات المختصة بالسجون الكثير لعمله للتطوير والتحسين بشكل اكبروافضل.
إنجازات ملموسة
* ما هي ابرز إنجازات واعمال اللجنة في الاصلاحيات المركزية والسجون الاحتياطية؟
— بالنسبة للجنة السجون عملها يضم الاصلاحيات المركزية والسجون الاحتياطية وكذلك بقية السجون وأماكن التوقيف الأخرى في عمومالمحافظات الحرة، وبالنسبة لأبرز إنجازات واعمال اللجنة فالحمد لله وفي ظل عناية ومتابعة القيادة الثورية والسياسية وكذلك بالتنسيقوالتعاون مع الجهات المختصة وعلى سبيل المثال لا الحصر.، فمنذ بداية عملها باشرت اللجنة عملها واصلحت أوضاع السجون وافرجت عمنيمكن الافراج عنه حيث كانت تفرج عن الفين سجين في بعض السنوات وتبني سجون بالتعاون المستمر مع الجهات المختصة، وقد تمكنابفضل الله من متابعة وتنفيذ خطة الاحتياجات الثقافية لأغلب السجون لفترة تزيد على اربع سنوات ثم تلى ذلك التنسيق والتعاون مع وزارةالداخلية حيث تم تركيب منظومة شاشات وصوتيات ووحدات تحكم بالشاشات وتوفير أجهزة كمبيوتر محمول و هاردات لأغلب السجون وتمتفعليها في برامج التأهيل الثقافي، وفي العام المنصرم 1445ه تلقت اللجنة عبر قسم العمليات فيها المتاح للمواطنين عبر الاتصال بالأرقام 775881111 – 714881111 — فقد تلقت اللجنة اكثر من 649 بلاغ حول تنسيق زيارات لأهالي سجناء وتقديم رعاية صحية لهم وغيرهاوتم بفضل الله المتابعة والتعامل مع هذه
البلاغات وتم الافراج عن 87 سجين من خلال متابعة هذه البلاغات. — كذلك قامت اللجنة بالنزول الميداني لزيارة السجون في اغلبالمحافظات الحرة وتم بفضل الله المتابعة والافراج عن 251 سجين واحالة 578 سجين للجهات المختصة، بالإضافة الى توفير عدد منالشاشات والصوتيات والمصاحف والملازم والكتب الثقافية والدينية لبعض السجون الاخرى.
.. كذلك تم في العام المنصرم متابعة مشروع استكمال المبنى الجديد للإصلاحية المركزية بمحافظة الحديدة بالتنسيق مع قيادة السلطةالمحلية والمكاتب التنفيذية بالمحافظة ومصلحة التأهيل والإصلاح وإدارة امن المحافظة وبفضل الله تم افتتاح عنابر جديدة للنزلاء وتم التخفيفمن حالة الازدحام التي كانت تشهدها الإصلاحية، بالإضافة الى متابعة سير العمل الثقافي في السجون بشكل مستمر وتقديم مبالغ ماليةاعانة للثقافيين العاملين في السجون قدر المستطاع و قامت اللجنة بمتابعة إقامة الفعاليات الدينية والثقافية والوطنية في السجون وهذهالفعاليات تم تغطيها إعلاميا وتوثيقها من قبل مختلف القنوات الوطنية ووسائل التواصل الاجتماعي, وكذلك قامت اللجنة بمتابعة وانشاءخلوات شرعية في السجون الاحتياطية بالامانة التي لم يكن بها خلوات شرعية وتم بفضل الله انشاءها ويستفيد منها حاليا نزلاء تلكالسجون، بالإضافة الى متابعة ترميم بعض السجون وبفضل الله تم ترميمها مثل احتياطي علايه وهبرة بالأمانة وبناء ملاحق في احتياطيالمعلمي بالأمانة، وتم خلال العام الماضي عقد عدة اجتماعات مع الأخ وزير العدل والأخ النائب العام وكذلك مع رؤساء ووكلاء النياباتلمناقشة أوضاع السجناء وتم الخروج بتوصيات ومعالجات وتقوم اللجنة بمتابعة تنفيذ مخرجات تلك الاجتماعات.
كتاب توثيق لجرائم العدوان
* وماذا عن جرائم العدوان ؟
— قامت اللجنة بإعداد كتاب يوثق جرائم العدوان السعودي الأمريكي الاماراتي بحق السجون والسجناء والذي يضم احصائيات عدديةدقيقة لما تسبب به العدوان من خسائر بشرية ومادية من العام 2015 وحتى العام 2022م في السجون والكتاب باللغتين العربيةوالانجليزية وهو الآن جاهز للنشر، . وتقوم اللجنة بمتابعة الجهات المختصة لتنفيذ التوصيات التي تقررها اللجنة اثناء النزول الميدانيالمستمر للسجون، وكذلك قامت اللجنة بإعداد مواد توعوية مرئية تعالج بعض الظواهر السلبية التي تم ملاحظتها بين أوساط السجناء اوبالنسبة للقائمين على السجون, وهناك ايضاً بعض الحالات الإنسانية التي تدخلت فيها اللجنة مثل حالة ثلاثة سجناء باكستانيين امضوابالحبس حوالي 18 عاماً وانقطعت بهم السبل بعد ان تقدم بهم العمر ولا يوجد من يتابع قضيتهم فتم الرفع بقضيتهم من قبل اللجنة وجاءتوجيه القيادة الثورية والسياسية بالافراج عنهم ومساعدتهم من قبل الهيئة العامة للزكاة بمبالغ مالية وترحيلهم الى بلادهم وتم بفضل اللهالمتابعة والافراج عنهم وترحيلهم. وكذلك تم المتابعة عبر تقارير اللجنة السنوية وصدرت توجيهات الأخ المشير مهدي المشاط للجهات المختصةبمجانية المياه والكهرباء للسجون وبشكل دائم.
— وكذلك تقوم اللجنة بمتابعة الجانب الصحي في السجون حيث وتم متابعة بناء مستوصفات ووحدات صحية في اغلب السجون وعلىرأسها الإصلاحية المركزية بالأمانة والذي اصبح فيه مستوصف يقدم الرعاية الطبية للسجناء وكذلك يقوم بأجراء بعض العمليات الجراحية،وكذلك تم متابعة جانب التغذية للسجناء وتم على أثر ذلك زياده المبلغ المخصص لمصلحه التأهيل والاصلاح ليتم شراء لحوم وخضروات ولوبشكل أسبوعي في السجون المركزية و في اغلب السجون وكذلك بقية الخدمات الأخرى.
نقلة نوعية حصلت في السجون
* هل انتم راضون عن وضع الاصلاحيات المركزية والسجون الاحتياطية
فيما يقدمونه للسجناء في كافة المجالات؟ وهل عملتم على متابعة الإجراءات الكفيلة بالحد من أي انتهاكات لحقوق السجناء؟
— في البداية وقبل ان نجيب على هذا السؤال يجب ان نشير الى ان اغلب السجون في البلاد مبانيها قديمة حيث ان بعضها تم بناؤه فيالسبعينات والثمانينات وكذلك سعتها محدودة، ومع تزايد النمو السكاني أصبحت مشكلة الازدحام هي ابرز الظواهر التي نجدها فيالسجون وهذه الظاهرة تشكل تحدي كبير امام الجهات المختصة والقائمين على هذه السجون في توفير الرعاية والخدمات للسجناء بالشكلالمطلوب.،هذا التحدي يضاف اليه الظروف التي اوجدها العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي على بلدنا من حصار واضرار بالجانبالاقتصادي للبلاد وإيجاد خلايا وحرب ناعمة وتشجيع وإيجاد المشاكل والتشجيع عليها وتغذية الصراعات كل هذه التحديات كان لابد منبذل جهود كبيرة من قبل الجميع للتعامل معها والعمل على توفير الرعاية والخدمات للسجناء، ومن خلال واقع السجون اليوم نرى نجاحاًكبيراً في مواجهة هذه التحديات وكما اسلفنا هناك نقلة نوعية حصلت في السجون وما زال الوضع يتطلب المزيد من الجهود للتطويروالتحسين من واقع السجون بشكل اكبر وافضل. ولا زلنا نحرص ونتابع لتكون بالمستوى المطلوب
— وبشكل عام الان السجون وضعها جيد، اما بالنسبة للانتهاكات وحقوق السجناء كان السجناء في عهد النظام السابق يعانون منالتعذيب والاضطهاد والانتهاك لكرامتهم وانسانيتهم وحقوقهم فقد كانوا يعذبون ويقتلون السجناء إرضاء لأمريكا وإسرائيل والكل يعرف ذلكتماماً كما هو حاصل الان في سجون المرتزقة وخير مثال على ذلك ما يظهر كل فترة من جرائم ارتكبت بحق السجناء في سجونهم، وبفضلالله منذ ثورة 21 سبتمبر دخلت الثقافة القرآنية للسجون وتم الحد بشكل كبير من هذه الظواهر التي تمس بكرامة او حقوق أي سجين كونديننا الإسلامي يحرم التعذيب في السجون، واصبح أي انسان تسول له نفسه بالاضرار بأي سجين يحاسب ويعاقب وينال جزاءه. والآنيقبع في السجن الكثير من السجناء لهذا السبب
— وقد قامت اللجنة بعمل حملة توعية حول تحريم التعذيب في
السجون وقامت بتوزيع ملصقات توعوية تحتوي على عبارات من محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليهحول تحريم التعذيب في السجون.، وكذلك قامت اللجنة بصياغة وثيقة التزام لكل العاملين في السجون وقد تم مراجعتها والموافقة عليها منالقيادة الثورية والسياسية، حيث في هذه الوثيقة يتعهد كل العاملين في السجون او من لهم علاقة بها بعدم القيام بأي اعمال او تصرفاتمخلة بالأمانة او فيها إساءة او استغلال للسجناء، وقد تم انزالها وبصم عليها كل من له علاقة بالسجون والسجناء ويوجد نسخ في مكتبالمفتش العام بوزارة الداخلية ، مع العلم اننا كذلك نقوم بزيارة السجون الخاصة بالاسرى بشكل مستمر لتفقد أوضاعهم والمفارقة العجيبة انسجون الاسرى عندنا افضل من السجون العادية في تقديم الخدمات، وهذا يدل على القيم الايمانية والإنسانية التي تحملها المسيرة القرآنيةالمباركة.
لدينا رؤية
هل تملكون رؤية وخطط مستقبلية للنهوض باوضاعالسجون؟
اولاً : نحن لا نريد وجود سجون من الأساس والسيد حفظه الله قال في احد الخطابات اننا نسعى في المستقبل لإلغائها لكن في الوضعالراهن لا نستطيع ذلك نظراً للظروف الأمنية وتغذية الصراع كما اسلفنا من قبل العدوان
ثانيا نحن من خلال عملنا في مجال السجون لسنوات طويلة، لدينا رؤية وتصور للنهوض بأوضاع السجون وتحسين وتطوير العمل فيها، ونقوم بشكل مستمر بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة حول الاستفادة من الخبرات التي لدينا والتي لدى هذه الجهات في سبيلالرقي باوضاع السجون والسجناء، كون السجون هي مسؤولية الجميع وليس فقط الجهات الرسمية، فنحن نريد ان تكون الاصلاحيات عبارةعن مدرسة تستطيع إعادة تأهيل السجناء واخراجهم للمجتمع كأفراد صالحين منتجين قادرين على المساهمة في مسيرة البناء والتنميةلمجتمعهم وبلادهم.
السجناء والجهات القضائية
* ما هي العوائق والصعوبات التي تواجهونها في تنفيذ مهامكم واعمالكم في كافة المجالات؟
— ان من اكبر الصعوبات والعوائق هو ما قام ويقوم به العدوان الظالم على بلدنا من دمار وحصار والتي نقوم ببذل كل الجهود الممكنةللتغلب عليها بأذن الله، ولكن ايضاً من ابرز العوائق التي نواجهها هي الاشكاليات ما بين السجين والجهات القضائية مثل تأخير وتعثر قديحصل في قضايا بعض السجناء والذي سببه الأبرز قلة الكادر القضائي ، وظاهرة بقاء السجناء المعسرين بالسجون بعد انتهاء فترةمحكوميتهم.
— وهناك جهود جيدة من الهيئة العامة للزكاة فيما يخص السجناء المعسرين ولكن هناك بعض الإجراءات والمعايير التي نتمنى ان يتم النظرفيها من قبل الهيئة مراعاة للسجناء المعسرين خصوصاً من امضوا فترات طويلة في السجون، ومشكلة الازدحام في السجون وكل هذهالعوائق يجري العمل على قدم وساق لوضع حلول عملية لها وتتظافر جهودنا مع جهود باقي الجهات المختصة في ذلك والحمد لله العملالجاري له مؤشرات تبشر بنجاح هذه الجهود بأذن الله.
— كما نرجو تحسين الإجراءات القضائية والأمنية لا ان تشدد، فكل عام تظهر لنا إجراءات اكثر صعوبة والمرجو الاكتفاء بالإجراءات المعمولبها قانوناً مع تحسين الأداء والتسريع فيه فالعدوان على بلدنا لا زال متواصلاً منذ العام 2015م وحتى الان وان شهدت السنوات الأخيرةتهدئة في وتيرة العدوان.
مراكز تأهيل
* من خلال عملكم لسنوات طويلة في مجال السجون واطلاعكم على قضايا وأوضاع السجناء، ما هو الدور المنوط بالسجون كمراكز تأهيلفي
مواجهة مخططات العدوان لتفشي الظواهر الاجرامية وزعزعة الامن ؟
— العدوان على بلدنا استهدف كل شيء سواء بالحرب العسكرية او بالحرب الناعمة وهناك تركيز على الجبهة الداخلية بالذات بعد ان فشلبفضل الله من تحقيق إنجازات بالحرب العسكرية، ومن الجوانب التي يعمل عليها العدوان هي خلق الفوضى ونشر الجريمة بكل أنواعهاوخصوصا ما يتعلق بالفساد الأخلاقي وضرب القيم الايمانية والأخلاقية التي تحصن المجتمع من الفساد الأخلاقي وانهيار القيم الايمانيةوالتقاليد الاصيلة والمحافظة وتحريك الصراع الطائفي وخلق النزاعات والصراعات.، وبفضل الله الجهات الأمنية في بلدنا لها إنجازات كبيرةفي كشف مخططات العدو في هذا الجانب وافشالها وتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة، وهنا تحديداً يأتي دور السجون لكيتقوم بواجبها المنوط بها كمكون من مكونات الجانب الأمني وهذا الدور يوازي ويكمل عمل الجانب الأمني والقضائي في المحافظة على أمنالمجتمع والتصدي لمؤامرات العدوان.
— وللتوضيح اكثر فالأمن يبذل جهود كبيرة في الحفاظ على أمن المجتمع من أي جرائم قد تظهر ويقوم بضبط كل من يرتكب جريمة تخالفالقانون، ويقدمه للجانب القضائي والذي بدوره يقوم بالتحقيق والتأكد من ادانة او براءة أي متهم تم ضبطه من الجهات الأمنية لتحقيقالعدالة اما بإدانة المتهم بالجريمة المنسوبة اليه ومعاقبته او ببراءته منها واخلاء سبيله. — وهنا يأتي دور السجن المتمثل في تتويج جهودالجانب الأمني والقضائي عبر إعادة تأهيل وإصلاح السجناء سواء المحبوسين احتياطيا او المحكومين لكي يتم اعادتهم الى المجتمع كأفرادصالحين لا يعودون الى الجريمة مرة أخرى ولا يشكلون عبء من جديد على الامن والقضاء ولا يشكلون خطرا مرة أخرى على المجتمع بلويساهمون في مسيرة البناء والتنمية في المجتمع.
— فالسجن اذا قام بدوره على اكمل وجه فإنه سيساهم بشكل كبير في مكافحة الجريمة والحد منها وتثبيت الامن و الحفاظ على السكينةالعامة
وافشال مخططات العدو والحفاظ على بنية المجتمع والتنمية فيه، فدور السجن ضمن ما شرحناه يتلخص بتقديم الخدمات للسجناء وحفظكرامتهم والإحسان لهم وبنفس الوقت تقديم برامج إعادة التأهيل الديني والمهني والعملي، وتقديم هدى الله لهم، فالسجين هو انسان قديخطئ ويقع في الذنب ويقع فريسه للحرب الناعمة او هوى النفس او وساوس الشيطان او ضحية لعقائد خاطئة او بسبب ظروف اسرية اواجتماعية او اقتصادية، وهو بأمس الحاجة لتقديم العون له والنظر له بإنسانية ومساعدته للعودة للمسار الصحيح سواء في أيمانه او اخلاقهاو في طريقة تفكيره، واكسابه مهنة تساعده في الحصول على الزرق الحلال بدلاً عن المال الحرام، وكذلك مساعدته في استكمال تعليمه فيمختلف المراحل التعليمية، وبذل كل ما يمكن من اجل إصلاحه وعدم اليأس من إمكانية إعادة إصلاحه فالنفس البشرية بفطرتها تحتاج الىهدى الله وتتقبله وتستجيب له وتتفاعل معه، وللعلم حتى المتهم الذي يثبت براءته يجب ان يكون السجن له بمثابة فرصة لمراجعة النفسوالاحتساب والصبر والثبات والعودة الى الله.
— لذلك فالسجون لها دور محوري ومهم جدا ضمن مكونات الجانب الأمني كونها تشارك في نجاح كل الجهود المبذولة على مستوى الدولةفي الحفاظ على الامن والرقي بالمجتمع.
معايير في السجون
* هنا يأتي سؤال مهم كيف يمكن للسجون ان تقوم بدورها المهم الذي تحدثتم عنه؟
— في كل انحاء العالم السجون لها قوانين وأنظمة ومعايير محددة سواء فيما يتعلق ببنيتها التحتية وتنظيم عملها والخدمات المقدمة فيها اوفيما يتعلق ببرامج إعادة التأهيل والإصلاح التي تقدم فيها، وفي بلادنا ومنذ عشرات السنين لم يتم الاهتمام بجانب المعايير في السجونوعدم
الاهتمام ببنيتها التحتية كما اشرنا سابقاً، ولكن بفضل الله بذلت جهود كبيرة جدا لمعالجة ذلك بحسب الإمكانيات المتاحة للدولة.
، ومن اهم الأشياء التي نرى اخذها بعين الاعتبار لكي تنجح السجون بالقيام بدورها هي الاهتمام بتقديم الخدمات للسجناء فالسجينعندما تتوفر له الخدمات وتحفظ له كرامته سيشعر بالهدوء والاستقرار ويكون نفسياً جاهزا لبدء مرحلة إعادة التأهيل والإصلاح، وكذلكالاحسان للسجناء فالاحسان له دور كبير في جذب اهتمام وتفاعل الانسان وتقبله لما يقدم له من برامج إعادة تأهيل وإصلاح، وكذلكالاهتمام بمعايير اختيار العاملين في السجون فيجب ان يكونوا من اهل الايمان والإحسان والزهد لكي يكونوا قدوة للسجين ويتأثر بهموبمعاملتهم له وسلوكهم امامه وليس العكس فلا يمكن للسجين ان يتقبل نصح وكلام القائمين على السجون وهم امامه يتصرفون بعكس مايقولون فالله سبحانه وتعالى يقول ( كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)، كذلك من المهم جداً الاهتمام بتقديم هدى الله للسجناء.
— فهدى الله هو المحور الأساسي الذي سيجعل السجين يتفاعل ويتقبل ويستفيد من برامج إعادة التأهيل الأخرى، فإذا اقتنع ووجد السجينانه كان على خطأ ووصل الى حالة من الندم والشعور بالذنب تجاه ما سبق من تصرفات او سلوكيات نتجت منه، سيدفعه ذلك للعودة والتوبةالى الله والعزم على تغيير واقعة وتصحيح مسار حياته.، وكذلك من المهم جدا ان يحصل السجين على كامل حقوقه القانونية في مختلفمراحل التقاضي كون أي ظلم او تأخير او عرقلة تنال السجين تسبب في شعورة بالإحباط واليأس والغضب فلا يتقبل ولا يتفاعل مع برامجإعادة التأهيل والإصلاح التي تقدم له داخل السجن.
نظرة دونية للسجين
كيف تقيمون نظرة المجتمع للسجين؟ وما هو دور المجتمع تجاهه
السجين سواء كان في السجن او بعد خروجه من السجن؟
— كما تحدثنا السجين مسؤولية الجميع سواء الجانب الرسمي او الجانب المجتمعي، فالسجين هو جزء من المجتمع لا يمكن انكاره اوتهميشه او تجاهله، وعدم التعامل معه بشكل مسؤول سيؤدي الى بقاءه عبء وخطر على المجتمع. خصوصا نظرة المجتمع الى السجين فهيتمثل جزء مهم من عملية إعادة تأهيله واصلاحه، فالمجتمع اذا تقبل فكرة إعادة دمج السجين كفرد صالح داخل المجتمع خصوصا بعد ان تمإصلاحه وإعادة تأهيله فإن ذلك سيساعد على نجاح الجهود التي بذلت على السجين لإعادة إصلاحه وسيجعل السجين يشعر بالاستقرارداخل المجتمع ويشجعه لعدم العودة مرى أخرى الى أي سلوك اجرامي.، اما اذا ظلت نظرة المجتمع للسجين نظرة سوداء لا تتقبله وتنظر اليهبالريبة والمقت والكرة فسيشكل ذلك دافع لدى السجين للحقد على المجتمع والعودة مرة أخرى للسلوك الاجرامي. بالمختصر المفيد يجبالتعامل هذه المسألة انطلاقاً من قوله تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون) الشورى ( 25) .. — ايضاً هناك دور مهم للمجتمع تجاه السجناء داخل السجون مثل مراعاة اسر السجناء التي فقدت عائلها بسبب حبسه ومواساتها والاهتمامبها وعدم النظر لها بعين الدونية او الازدراء او السخرية بسبب حبس احد افرادها والحكم على الاسرة كاملة بذنب واحد منها.، وكذلك التجارواهل الخير عليهم تقديم المساعدة للسجناء المعسرين ومساعدة الجهات الرسمية في ذلك، وكذلك على المجتمع أي يساهم في مساعي حلالقضايا اجتماعياً فهناك الكثير من القضايا التي تتطلب فقط تحرك اجتماعي لحلها والسعي للصلح فيها.
وضع السجينات حاليا
* من القضايا الحساسة اجتماعيا في بلدنا مسألة السجينات من النساء؟ كيف ترون وضع السجينات حاليا؟
— بالفعل شعبنا شعب محافظ خصوصا فيما يتعلق بالمرأة ولا يتقبل مسألة ارتكابها لجريمة او دخولها في اصلاحيات لإعادة تأهيلها
واصلاحها، وفي الحقيقة هذا الجانب يحتاج من المجتمع أن ينظر للمسألة من منظور ايماني انساني واقعي، فقبل ان نتكلم عن السجيناتيجب ان نعرف ان المرأة لا تصل الى حد ارتكاب جريمة الا في ظل وجود أسباب دفعت بها الى ذلك مثل التفكك الاسري او عدم الاهتمامبتربيتها التربية الايمانية الصحيحة وفي حالات أخرى تركها لتكون ضحية للحرب الناعمة بمختلف وسائلها وتركها تدخل عالم التواصلالاجتماعي بدون و ، جود رقابة ومتابعة من الاهل لتقويم سلوكها وارشادها والاهتمام بها، بالإضافة الى أسباب أخرى غير ذلك.
فهذه الأشياء السالفة الذكر توقع المرأة الضعيفة في مصائد الشيطان وبعد ذلك يتفاجئ الأهل ويتبرؤون منها مع انهم للأسباب آنفاً يقععليهم جزء كبير من المسؤولية فلو كانوا مهتمين لما وصلت الأمور لما وصلت اليه.
— وهنا يجب الاهتمام بالمرأة من قبل الاهل وهي بينهم والحفاظ عليها ومتابعتها، وفي حال ارتكبت أي جريمة فيجب كذلك عدم تركهاوالتخلي عنها والشعور بالعار تجاهها فهذا التصرف لن يصلح ما قد وقع بل سيساهم في تفاقهم المشكلة وضياع المرأة ومستقبلها وارتكابالجرائم مجددا ، ويجب على المجتمع ان يتعامل التعامل الصحيح والنظرة الصحيحة لهذه المسألة .، ولتكن نظرتنا ومقاييسنا قرآنية ونسالاولي الذكر في المسألة كما قال الله في القرآن الكريم بعيداً عن نظرة العادات والتقاليد
— اما بالنسبة لوضع السجينات في بلادنا.، فالحمد لله عدد السجينات لازال قليل، وهناك اهتمام كبير بفئة السجينات والمحافظة علىحقوقهن وخصوصيتهن وتقديم الخدمات لهن، وكذلك تقديم برامج إعادة التأهيل الديني والثقافي لهن، وكذلك إعادة التأهيل المهني بمايناسبهن من حرف مثل الخياطة وصناعة العطور والبخور، وكل ما نعانيه في الحقيقة هو الغياب الكبير لدور المجتمع ونظرته القاصرةوالقاسية تجاه السجينة.
كلمة أخيرة
هل لكم من كلمة أخيرة تودون توجيهها للمجتمع؟
اذا كان لنا من كلمة فهي رسالة للمجتمع ان يتقوا الله فتقوى الله صمام امان للناس من الاقدام على أي جريمة وأن يحرصوا على مساعدةبعضهم البعض لتقويم ابناءهم فنحن أبناء شعب واحد، وكل خلل يشاهده الناس يجب ان يلاحظوا ذلك فيما بينهم وكل جار ينصح أبناءجيرانه ويتناصحون فيما بينهم لا ان يشاهد الجار أبناء جيرانه ينحرفون او يريدون الاقدام على خطأ ويسكت!! بل ينصحهم فلعل بعضالجيران كلامه مؤثر للبعض اكثر من الأقارب لأجل الله وإصلاح عباده، ويجب على الناس ان يكون لديهم نظرة سليمه حول مسألة النصح فلاينفعلوا من النصح كما يفعل البعض وللأسف فقد جاء في الأثر (المرء مرآة أخيه) ولا ننسى ان يتم التناصح بين الناس في الخفاء وليسبالظاهر بين الناس فذلك افضل، ثانياً: يجب ان يتعامل الناس مع ابناءهم من تلك القاعدة القرآنية العظيمة التي وردت على لسان نبي اللهزكريا عليه السلام ( أنى لك هذا) فعلى الإباء ان يسألوا ابناءهم وكل اقاربهم ويحرصوا كل الحرص على المال الحلال والمهنة الكريمةفالبعض وللإسف اكبر همه ان يأتي له ابنه او قريبه بالمال من أي مكان فلا يهم ذلك ولا يسأله من أين لك هذا، كذلك يجب على الأباء انيبعدوا ابناءهم عن رفقاء السوء ويهتموا باولادهم اهتماماً بالغاً حتى يخلق لنا مجتمعاً صالحاً مستقبلاً.
وعلى المجتمع كذلك التقليل من الثغرات وان يبعدوا مسألة الكبر وحمية الجاهلية التي ذمها الله في القرآن الكريم وعدم تضخيم المشكلات لأنالله علمنا في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أدفع بالتي هي احسن) فالبعض وللأسف اذا شاهد مشكلة زادها سعيراً واشتعالاً.
فيا شعبنا العظيم أنتم امل المستضعفين في هذا العالم فالله الله في كظم الغيظ وتهدأت الناس بعضهم بعضا، وتلافي الأخطاء سالفة الذكرفهذه نصيحتي التي أرى انها ستحد من الجريمة بشكل كبير فكفانا سجوناً وسجناء.