الأربعاء , أبريل 30 2025
الرئيسية / اراء / العلاقات العربية الإيرانية.. إلى أين؟

العلاقات العربية الإيرانية.. إلى أين؟

مظفر عثمان ابداح*
يبدو أنه يعاد تشكيل المنطقة وموازين القوى فيها وذلك بالتوازي مع النظام الدولي الذي بدأ يظهر شيئًا فشيئًا، وتعتبر إيران من الدول ذات الأهمية في المنطقة، حيث أعادت مكانتها في العالم خاصة بعد إسقاط حكم الشاه عام 1979 والاستقلال التام عن الغرب، بدأت بنسج قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، لذلك أصبحت اليوم لاعبًا أساسيًا في المنطقة، ولا يمكن إقصاءها في الظروف الراهنة، كما بدأت تظهر اليوم عن رغبتها بتغير كبير في نظرتها السياسية في المنطقة والعالم، ولم تكتفِ بالشركات السياسية في المنطقة فحسب، بل قامت بإنشاء اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين مدتها 25 سنة، وقامت بتوقيع اتفاقية شراكة مع روسيا لمدة 20 سنة أيضًا، وكذلك تدعو لإقامة علاقات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، وتطمح للاتفاق مع الجانب الأمريكي دون شروط مسبقة مما يعني أنها بدأت بالانفتاح على العالم.
العلاقات العربية الإيرانية
اختلفت طبيعة العلاقات العربية الإيرانية حيث انقسمت طبيعة تلك العلاقات حسب مصالح كل دولة فبعض الدول قامت بعلاقات قوية مع إيران، مثل النظام السابق في سوريا، ولبنان والعراق وحكومة اليمن في صنعاء، وبعض الدول التي حافظت على الحياد في علاقتها مع إيران، وقامت بعض الدول معها علاقات اقتصادية وسياسية، مثل عُمان والجزائر وتونس وليبيا، وهناك دول أخذت موقف معادٍ لها مثل السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
ووردت أحاديث مكررة عن إنشاء تحالف عربي ضد إيران وذلك لتدخلها في المنطقة، حيث يرى البعض أن إيران استغلت العديد من الأزمات في المنطقة العربية وتمادي الكيان الاسرائيلي وتدخل الغرب بالشرق الأوسط، وذلك بسبب التمزق العربي داخليًا وعدم توحيد الصف العربي لاتخاذ موقف مُوّحد نحو إقامة علاقات مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل وعدم تدخل أي دولة بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي مبادرة صينية وقّعت كل من السعودية وإيران اتفاق عام2023 لعودة العلاقات بين البلدين بعد أن انقطعت منذ عام 2016، ويُعتبر ذلك الاتفاق نواة لعودة العلاقات العربية الإيرانية، والابتعاد عن الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة فإيران لا تمثل الشيعة كلهم فهي دولة وليست طائفة، لذلك يمكن إقامة علاقات مع إيران، فأقصاؤها عن المنطقة ليس حلًا، ففي حوار سابق مع جريدة الرأي أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أن الأردن يريد علاقات طيبة مع إيران، مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

العلاقات الإيرانية الأمريكية
يبدو أن إيران وأمريكا على أعتاب اتفاق جديد، بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفترته الرئاسية الأولى عام2018م بإلغاء الاتفاق الذي وقع عام2015م في مدينة لوزان في سويسرا وكان ذلك الاتفاق بالشراكة مع عدة دول هي: الصين، روسيا، المانيا، فرنسا، بريطانيا، والذي ينص على التزام إيران بالبرنامج النووي السلمي، وتخصيب اليورانيوم لا يزيد عن ما نسبته 5%، ووقف العقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران، إلا أن الكيان الاسرائيلي رفضه وأقنع البيت الأبيض بإلغاء ذلك الاتفاق، وبعد أن انسحبت أمريكا من الاتفاق قامت إيران برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وتلك نسبة مرتفعة ولا أعتقد أن إيران ستخفض تلك النسبة إلى ما كانت عليه سابقًا، لكن اليوم هناك مفاوضات جديدة، ويبدو أن الاتفاق قريبٌ جدًا، حيث أن البلدين لا يرغبان بالحرب، فهذا السيناريو سيكون له تبعات كبيرة على البلدين، منها:
1- إيقاف تام لمضيق هرمز وباب المندب وتعرض الأسطول البحري الأمريكي في المنطقة للخطر.

2- ستضرب الولايات المتحدة كل المفاعل النووية الإيرانية وضرب البنية التحتية العسكرية الإيرانية مما يعني دمار واسع في إيران.
3- ستقوم إيران وحلفاؤها بضرب القواعد العسكرية في المنطقة مما سيُعرض البنية التحتية الأمريكية في المنطقة للخطر.
4- اضطراب كبير في الأسواق العالمية وخصوصًا أسواق النفط.
وفي ضوء هذه المؤشرات لا أتوقع أن يقوم أي طرف بالبدء، على الأقل في الوقت الراهن، بالحرب لما لتلك الحرب من أضرار اقتصادية وعسكرية وسياسية واجتماعية على المنطقة.
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الفشل الأمريكي الذريع في اليمن!

عبد الفتاح البنوس* تواصل الولايات المتحدة الأمريكية عدوانها الهمجي على بلادنا من خلال الغارات الجوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *