السبت , يونيو 14 2025
الرئيسية / اراء / .. قاماتهم وقاماتنا ..

.. قاماتهم وقاماتنا ..

حسن الوريث

فى الوقت الذي تحول فيه دول العالم بيوت ومقرات شعرائهم ومبدعيهم إلى متاحف ومزارات تكريما لهم وتخليدا لابداعاتهم وعطائهم ، يحدث في صنعاء عكس ذلك تماما فبالرغم من قرب منزل شاعر اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني من مبنى وزارة الثقافة والسياحة في قلب العاصمة صنعاء إلا ان المبنى انهار وتحول إلى مجرد أطلال ومكب للقمامة ومطمع لجيرانه الذين بدأ بعضهم بالزحف على مساحات من منزل علم من اعلام اليمن ..

على العكس في بلدان العالم تعمل كل دولة على تخليد ادبائها وشعرائها ومبدعيها من خلال الاهتمام بتراثهم وتحويل بيوتهم إلى متاحف ومزارات ثقافية وادبية ولعل أبرز دليل منزل الشاعر الكبير احمد شوقي الذي تحول إلى متحف يقصده ملايين الناس ليس من مصر بل من كل البلدان ..

مما لاشك فيه ان إهمال هامة أدبية وفكرية بحجم عبد الله البردوني ليس مجرد تقصير في حق مبدع بل هو إجحاف بحق تاريخ وذاكرة أمة فنحن في أحلك الظروف نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى استلهام رؤى هؤلاء العظام الذين أضاءوا لنا الدروب بكلماتهم الصادقة ..

التساؤلات التي تفرض نفسها هنا .. هل اهمال منزل شاعرنا الكبير وتراثه مقصود ومتعمد ؟؟؟ ام انه عجز وغباء من حكوماتنا السابقة واللاحقة ؟؟؟ وأين وزارة الثقافة والسياحة من كل مايحدث ليس لتراث شاعرنا الكبير عبد الله البردوني ولكن لكافة أدباء وشعراء اليمن ومبدعيها؟؟؟ وأين هي المؤسسات الثقافية التي يجب أن تتولى حفظ ونشر تراثه؟؟؟ وأين المبادرات التي تعيد إحياء شعره في الأجيال الجديدة ؟؟؟ وأين التكريم اللائق الذي يعكس قيمة هذا الشاعر الكبير في وجدان أمته؟؟؟ ..
إن إعادة الاعتبار للبردوني مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع: الحكومة، المؤسسات الثقافية، المثقفين، والإعلام. يجب أن تتحول أقوال التقدير إلى أفعال ملموسة، وأن يُعاد إحياء إرثه من خلال .. تحويل منزله إلى متحف يضم مخطوطاته، مقتنياته الشخصية، ويسلط الضوء على مسيرته الإبداعية وإدراج أعماله الأدبية في المناهج التعليمية لتعريف الطلاب على شعره وفكره منذ المراحل التعليمية الأولى وايضا من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وندوات تحتفي بإبداعاته وتحلل رؤاه وتكليف فريق لترجمة أعماله إلى لغات عالمية بما يسهم في تعريف العالم بعبقريته وإطلاق جوائز باسمه لتشجيع المبدعين اليمنيين في مختلف المجالات الأدبية والفكرية .. ان الاهتمام بهذه الهامة الكبيرة يعد حافزًا للنهوض بالثقافة اليمنية وإعادة الاعتبار لكل مبدع ومفكر وهب حياته لخدمة هذا الوطن .. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويظل منزل شاعرنا الكبير مهمل وشاهدًا على تقصير يطال رموز اليمن وهاماته ؟؟؟ ….

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

الكيان الى زوال!

الياس فاخوري* اسرائيل الى زوال – هل تحاول اسرائيل حياكة أسطورة الموساد والأمن الاسرائيلي لتكتب …