اليمن الحر الاخباري/متابعات
أعلن رئيس وزراءحكومة الكيان الارهابي/ بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل” تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني الاثنين استشهاد 32 شخصا على الأقل.
الى ذلك، أشار نتانياهو الى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر “لأسباب دبلوماسية”، وذلك غداة إعلانه السماح بدخول “كمية أساسية” من الغذاء الى القطاع بعد شهرين من إطباق الحصار على سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وقال نتانياهو في شريط مصوّر إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع … لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.
وأتت تصريحاته غداة تأكيد الجيش أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الانسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وقال نتنياهو الاثنين “يجب ألا نسمح للسكان بالانزلاق نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء”، مشيرا إلى أن حتى داعمي إسرائيل لن يكونوا متسامحين مع “مشاهد المجاعة الجماعية”.
أفاد تقرير للأمم المتحدة نشر في وقت سابق من أيار/مايو بأن قطاع غزة يواجه مستوى “حرجا” من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بالانزلاق إلى وضع “كارثي”، في ظل منع إسرائيل التام لدخول المساعدات الانسانية.
وكان مكتب نتانياهو أعلن الأحد أن إسرائيل ستسمح بدخول “كمية أساسية” من الأغذية التي لن يسمح لحماس بالاستفادة منها.
وأشار الى أن القرار جاء “بناء على توصية الجيش ونظرا إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بحماس”.
قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن الكثيرين في غزة “يتضوّرون جوعا”، وأن بلاده تسعى إلى “معالجة” الوضع.
وفي الفاتيكان، أكد البابا لاوون الرابع عشر الأحد أنه “يتألم بشكل كبير أمام ما يحدث في قطاع غزة”.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الإثنين من خطر المجاعة في غزة حيث يوجد “مليونا شخص يتضورون جوعا” هناك.
– “حصار” مستشفى –
وندد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باستئناف إدخال المساعدات، معتبرا عبر منصة إكس أن نتنياهو “يرتكب خطأ جسيما من خلال هذه الخطوة… حماس يجب أن تُسحق فقط، وليس أن تمد في الوقت ذاته بالأوكسجين للبقاء على قيد الحياة”.
أما وزير المال بتسلئيل سموطريتش فأكد أنه لن يسمح بوصول المساعدات إلى حماس. وقال إن “ما سيدخل في الأيام المقبلة سيكون الحد الأدنى فقط: بعض المخابز التي تُعد الخبز للناس، ومطابخ مجتمعية تقدم وجبة مطبوخة يوميًا. هذا سيسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة توفير الحماية الدبلوماسية لنا”.
وتؤكد إسرائيل أن هدفها من إطباق الحصار وتوسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها إلى الافراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
ميدانيا، قال الجيش الإسرائيلي الاثنين إن قواته “استهدفت أكثر من 160 هدفا خلال الساعات الأخيرة”.
وأصدر الجيش أمرا بالإخلاء “الفوري” لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 22 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع منذ فجر الاثنين.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس “نقل 22 شهيدا على الأقل إثر غارات شنها فجر اليوم الطيران الحربي الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة”.
وسجلت الحصيلة الأعلى في خان يونس بجنوب القطاع، حيث أفاد بصل عن استشهاد 12 شخصا، بينهم خمسة قضوا في “استهداف لمنزل لعائلة أبو الروس في مدينة حمد” السكنية بغرب المدينة.
وفي خان يونس، قال محمد سرحان واصفا مشهد القصف “وكأنها القيامة، إطلاق نار من جميع الجهات، أحزمة نارية، طيران (إف 16)، ومروحي يقوم بإطلاق النار”.
وأوضح “أقصى ما تمكنا فعله أننا أخذنا الأطفال، لدي طفل (عمره) عام ونصف، وطفل 8 سنوات، أخذتهم إلى أكثر منطقة أمانا”.
وتحدث بصل عن “عدد من الشهداء سقطوا برصاص الاحتلال في ساحة مستشفى الإندونيسي في شمال غزة”، مؤكدا تعذر الوصول إليهم بسبب “استمرار حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى وإطلاق النار عليه”.
وطالت الضربات الإسرائيلية الاثنين “محيط مستشفى ناصر” في خان يونس، بحسب بصل الذي أشار الى أن إحداها استهدفت “غرفة الأمن ومخزن الأدوية”.
وفي مستشفى الأقصى في دير البلح، كان فتى يتحسس وجه جثة أحد أقاربه التي وضعت على الأرض إلى جانب جثث أخرى قرب ثلاجة الموتى.
– “دفعة أو دفعتان” –
وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تحقيق أي اختراق يذكر.
وقال مكتب نتانياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت لشهرين واستئناف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة، فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق.
ويُصر نتانياهو على عدم إنهاء الحرب دون “القضاء بشكل كامل على حماس” التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع.
وقال مصدر مطلع في حماس إنها مستعدة “لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين دفعة واحدة بشرط أن يتم التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار”، مشيرا الى أن إسرائيل تسعى إلى “الإفراج عن أسراها على دفعتين أو دفعة واحدة مقابل هدنة مؤقتة”.
من جهته حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الاثنين، من إعادة احتلال قطاع غزة، معتبرا أن غرق الجيش فيما سماه “وحل غزة” لسنوات “خطأ استراتيجي”.
وقال لابيد في مؤتمر صحفي: “ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في غزة منذ يومين، خاصة في منطقة خان يونس.. لكن الحكومة الإسرائيلية لا تجيب عن سؤال واحد: ما هي الاستراتيجية؟”.
وأضاف: “نحن جميعا ندعم القضاء على حماس، لكنها لن تختفي إذا لم يتم تقديم بديل لحكمها. ما خطة الحكومة الإسرائيلية؟ من يحل محل حماس ويحكم غزة؟”.
وتابع: “إذا كان جنودنا سيقتلون ويصابون في غزة كل يوم لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيجب على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وتقول ذلك بصوت عالٍ”.
وأردف لابيد في إشارة إلى مخططات احتلال قطاع غزة: “إذا كانت أموال الضرائب التي ندفعها ستذهب الآن إلى تمويل تعليم أطفال غزة والنظام الصحي في غزة لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيتعين على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وأن تقول ذلك بصوت عالٍ”.
وحذر زعيم المعارضة الإسرائيلية من عواقب إعادة احتلال قطاع غزة.
وقال: “إن التسبب في غرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة لسنوات هو خطأ استراتيجي، وكارثة اقتصادية، ومأساة سياسية”.
ودعا لابيد بالمقابل إلى وضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
وقال: “قدمت خطة مختلفة تماما، إن الذي يجب أن يدير غزة في السنوات القادمة هي مصر، ويجب على إسرائيل أن تبذل جهدا منسقا مع الأمريكيين، لنقل غزة إلى السيطرة المصرية على مدى 15 سنة المقبلة”.
واعتبر لابيد أن “مصر تعرف كيف تدير غزة”.
وأضاف: “لقد فعلت ذلك من قبل. إنه ليس الحل الأمثل، لكنه الحل الأفضل بين كل الحلول المطروحة على الطاولة. والأمريكيون يعرفون هذا أيضًا”.