السبت , ديسمبر 13 2025
الرئيسية / اراء / الأقصى ..ياله من عار !

الأقصى ..ياله من عار !

د. محمد أبو بكر*
سؤال يتبادر إلى الذهن دائما ؛ ماذا لو تمّ هدم المسجد الأقصى من قبل اليمين الصهيوني، فهل ستتحرّك أمّة الإسلام، أمّة النبي محمد، أمّة القرآن؟ في السابق حرقوا المسجد قبل أكثر من خمسة وخمسين عاما، وقبل أسابيع قليلة أغلقوا كافة الغرف في الحرم الإبراهيمي الشريف، ماذا جرى؟ لا شيء بالطبع، لأننا باختصار رفعنا منذ زمن طويل راية الإستسلام والخنوع والبلادة، ناهيك عن الذلّ والهوان الذي يلفّ الأمة بأجمعها من المغرب حتى أندونيسيا.
يوم أمس الأثنين، كان الإقتحام الأميز للأقصى، تدنيس واستباحة على مرأى كلّ العالم الإسلامي وحكّامه، شتموا النبي محمد بأقذع الشتائم، وكانت العبارة الشهيرة التي لا تغيب عن الفكر الصهيوني .. محمد مات خلّف بنات! ياله من عار والأمّة غارقة في تفاهاتها ومساخرها، وحفلاتها ومجونها، هل هذه هي الأمّة الإسلامية التي وصل تعدادها إلى مايقارب الملياري إنسان؟
اليمين الصهيوني يثق بأنّ هذه هي الفرصة الذهبية له لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل، وهم يدركون بأنّ هذه الفرصة ربما لا تتاح لهم بعد اليوم، وأجزم بأننا نعيش ونشهد الحلقة الأخيرة، وقريبا قد نسمع خبرا عاجلا عبر الفضائيات مفاده .. المسجد الأقصى جرى هدمه وتدميره.
شخصيا؛ أتوقّع ذلك، الخبر لن يهزّني أبدا، سأعبّر عن انزعاجي، وأشتم هذه اللحظات التي نعيشها، ثمّ أذهب لتناول فنجان القهوة والسيجارة، وكأنّ حدثا عاديا نشاهده عبر الشاشات، فجرائم غزة باتت خبرا عابرا، والأشلاء اعتدنا على رؤيتها، وتدمير البيوت والخيام على رؤوس الفلسطينيين في غزة لم يعد يعني العرب ولا المسلمين، نحن أمّة تستحق السحق، نعيش أسوأ أنواع الذلّ، رضينا بهذا الوضع، لم يعد للخليفة المعتصم مكان بيننا اليوم، رغم كلّ ما يحدث في القدس وغزة والضفة.
ad
الأقصى في طريقه للهدم، هذا أمر بات محسوما، شعرت بحالة لم تنتابني قبل ذلك، وطموح اليمين الصهيوني لن يقف عند حدود هدم القبلة الأولى للمسلمين، فالعيون الصهيونية ترنو باتجاه خيبر، وربما أبعد من ذلك.
الخليفة المعتصم حرّك الجيوش الإسلامية لأجل إمرأة واحدة، وكم من ماجدة فلسطينية صرخت بأعلى صوتها .. وااااعرباه، واااااإسلاماه، ولا من يجيب النداء، عار على هذه الأمة ما يجري في غزة والأقصى، وعار عليها وهي تشاهد شخصا تافها مثل إيتمار بن غفير يدنّس الأقصى وساحاته ويشتم الرسول الكريم ولا تتحرّك نخوتنا وشهامتنا ومروءتنا ورجولتنا.
أنا قلت .. رجولتنا ؟ لقد فقدناها تماما، ولا ينبغي بعد اليوم أن نتحدّث عن رجولة العرب أو المسلمين، واللعنة علينا جميعا، ولا أستثني أحدا، وأنا أوّلكم !
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …