د. سلام العبيدي*
البيت الأبيض يُؤجل لأسبوعين الموعد النهائي لاتخاذ القرار بشأن انخراط الولايات المتحدة في العدوان الاسرائيلي على إيران. هذا يُذكرنا بشكل واضح بوضع أوكرانيا – حيث كانت هناك أيضًا مواعيد نهائية مدتها 14 يومًا حددها دونالد ترامب لإرغام موسكو وكييف على وقف القتال والجلوس على مائدة التفاوض.
حتى آخر لحظة كان صقور امريكا واثقين من أن سيد البيت الأبيض تحت ضغطهم أصبح مستعدًا لقصف إيران. لكن حدث خلل ما. ترامب لا يخرج من وضع “الغموض الاستراتيجي”. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الاتصالات غير الرسمية مع إيران قد استؤنفت. وقد تجرى جولات جديدة من المفاوضات، بالرغم من رفض طهران لها قبل أن يتوقف العدوان الاسرائيلي. في الوقت الحالي، الرئيس الأمريكي يتظاهر فقط بأنه يصغي إلى الصقور. لكنه لا يكشف أوراقه ويناور.
حتى إن البيت الأبيض بدأ عمدًا بتسمية ترامب “الرئيس صانع السلام”. وهذا أيضًا تلميح لعدم الرغبة في زيادة أكثر لمخاطر التورط في صراع لا يمكن التنبؤ بخواتيمه. لكن مناورات الرئيس الأمريكي أصبحت شبه مكشوفة ويمكن التنبؤ بها مسبقاً: أولًا، يتم رسم صورة لضربة حتمية، ثم في اللحظة الأخيرة يُتخذ قرار بالذهاب إلى المفاوضات بدلًا من ذلك.
الأسبوعان الحاليان من الإمهال قد يمتدان بعد ذلك إلى أسبوعين آخرين. وهكذا إلى ما لا نهاية، كما حدث بالفعل في المسار الأوكراني. في الوقت الحالي، يحسب فريق ترامب المخاطر، ويجس نبض الرأي العام في الولايات المتحدة، ويراقب الصراع بين “حزب الحرب – الصقور” و”حزب السلام – الحمائم”. كما يراقب فعالية إجراءات إسرائيل وإيران في تبادل القصف الصاروخي والجوي.
“حزب الحرب” قد أفسد سمعته بشكل ملحوظ، يكفي أن نتذكر المقابلة المهينة للسناتور تيد كروز التي دافع فيها بغباء وجهل للحقائق التاريخية والدينية عن حق إسرائيل في القتل والأجرام. الدعم للأجندة المتشددة في المجتمع الأمريكي سيستمر في الانخفاض. وضعف “حزب الحرب” قد يسهل الحياة للبراغماتيين والواقعيين ليس فقط في اتجاه الشرق الأوسط. ولكن أيضًا، على سبيل المثال، في العلاقات مع الصين وروسيا.
*كاتب عراقي
