حمدي دوبلة
-مطلع هذا الاسبوع دشنت الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني أعمال التخطيط العمراني وأعمال السجل العقاري العيني في منطقة بيت نعامة والمساجد بمديرية بني مطر محافظة صنعاء تحت شعار رؤية مستقبلية وضمان للملكية..كما اعلنت مباشرة استقبال المالكين للأراضي في تلك المنطقة لتقديم محرراتهم ووثائقهم لمطابقتها واستلام الخارطة العقارية وأصدار وثيقة الملكية للعقار في خطوة اجرائية وعملية كمايقول مسئولو الهيئة لترجمة توجهات الدولة لايجاد مدن ذات تخطيط عمراني حديث.
-كانت العاصمة صنعاء قد شهدت اوائل اكتوبر الماضي تدشين المخطط الاستراتيجي العام لصنعاء الكبرى ( أمانة – صنعاء) وذلك تنفيذا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والذي سينفذ على ست مراحل متزامنة ومزمنة بهدف تلافي العشوائية في التخطيط ووضع حد لعمليات نهب الأراضي وحماية الملكية العامة والخاصة.
-هذه الخطوات الايجابية تؤكد مجددا الحاجة الماسة لمعالجة ملف المدن والجمعيات السكنية ومنها الجمعية السكنية الخاصة بالاعلاميين التي لاتزال تراوح مكانها دون احداث اختراقات وتقدمات لهذا الملف الشائك رغم سنوات طويلة من الانتظار ومن الاعلاميين من قضى نحبه ومنهم من ينتظر هذا الانفراج بعيون ملؤها الرجاء وهي تتطلع الى اجراء حاسم يعيد الحق الضائع ويرسم الابتسامة على شفاه المنتظرين ويفرح قلوبا اصابها الياس والاحباط بفعل عثرات السنين وخيبات الزمن المتعاقبة.
-ليس ذلك فحسب فقد رفع مشروع المخطط العام لصنعاء الكبرى سقف طموحات البسطاء وراحوا يمنون انفسهم بوجود مدن سكنية حديثة ذات مواصفات فنية عالية المستوى بعد أن يتم توزيع قطع من الاراضي على الموظفين من تلك المساحات الواسعة والتباب والجبال المحيطة بالعاصمة والتي ظلت لعقود تحمل اسماء رموز الانظمة السابقة فتلك تبة فلان وتلك هضبة علان وذلك جبل زعطان وأقاموا حولها الاسوار قبل ان يولوا هاربين ..والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا لايتم توزيع تلك الاراضي وهي من املاك الدولة على المواطنين والشروع في بناء مجمعات و مدن سكنية على ان يتم خصم تكاليف البناء من مرتباتهم وبالتالي ترجمة اهداف المشروع الحضري العظيم على ارض الواقع والمتمثلة في رسم وجه اليمن المشرق والحضاري واظهار صنعاء الكبرى بالمظهر اللائق الذي تستحقه كعاصمة الدولة اليمنية ورمز حضارتها العريقة وكذلك وضع حد للعبث في التوسع العمراني والعشوائيات في البناء ..فهل ياترى ستتحق الاماني ونرى “مدن الاحلام” المأمولة وقد اصبحت حقيقة على الارض ؟
-هذا السقف الكبير من الاحلام والذي ياتي مع قرب استهلال عام جديد يتناغم الى حد كبير مع الطموحات الكبيرة التي اعلنتها حكومة الانقاذ ممثلة في هيئة الاراضي بإيجاد وتنفيذ مشروع المخطط العام وفق معايير عالمية للتخطيط العمراني والحضاري والحضري للمدن الحديثة.
“نقلا عن صحيفة الثورة”