السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / عقول يمنية في المهجر ..(رحلة البحث عن الذات .)

عقول يمنية في المهجر ..(رحلة البحث عن الذات .)

 

اليمن الحر الاخباري/تحقيق/ أشجان بجاش حليص – نورا رجاء

في الوقت الذي اعتاد فيه بعض الناس الرضى بالقليل الممكن الموجود في البلاد في ظل تردي الأوضاع فيها ،رأى آخرون في الهجرة ضوءًا أخضر يشير إلى إمكانية نيل حياة أخرى أفضل..
وكغيرهم من الشعوب النامية ،لم يكن اليمنيون استثناءً في مسألة تنامي رغبة الشباب وذوي الكفاءات من الناس في مغادرة بلدانهم التي لم تتسع لأحلامهم ،ولم يحصلوا فيها على الحياة التي تمنوها خصوصًا في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه اليمن .وحينما أدركوا إمكانية تحقق طموحاتهم في بلاد أخرى،قرروا اللحاق بها ،فهاجروا .فمنهم من هاجر لتعليم أفضل ولم يعد إلى بلده بعد ذلك ،وهناك من العقول وأصحاب الكفاءات من العلماء من وجد غايته في بلاد المهجر ..

فهل كانت أسبابهم التي دعتهم لذلك كافية ؟
ما الدوافع ،وما أثر ذلك القرار على حياتهم؟ ،وما السلبيات التي يمكن أن تترتب عن انتشار هذه الظاهرة في اليمن ؟

لا يمكن النظر إلى هذه الظاهرة بمعزل عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والاضطرابات السياسية التي تعيشها اليمن منذ سنوات ،والتي ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة مما جعل اليمن توصف بالبيئة الطاردة التي تدفع الكثير من طلاب العلم والخريجين وأصحاب الكفاءات إلى الهجرة .
حيث تشير تقارير رسمية إلى أن نحو 30 ألف شخص من حملة المؤهلات الجامعية و الشهادات العليا والمعاهد المتوسطة يعملون في دول الجوار وبعض الدول الأخرى.

أسباب ودوافع

شهدت اليمن في السنوات الأخيرة عددًا من العوامل التي أدت إلى شعور الفرد فيها بعدم الاستقرار مما خلق لديه ضرورة إيجاد حل ،تمثل عند البعض بقرار الهجرة .
فالاضطرابات الأمنية وانخفاض مستوى المعيشة وتدني مستويات الدخل للفرد وانقطاع أجور فئات كثيرة في المجتمع ،وعدم توفر بيئة ملائمة للتقدم العلمي ،وعدم تقدير البحوث العلمية دفع المبدعين إلى البحث عن بيئة أفضل تُقدر فيها إمكانياتهم ولا يحرمون فيها من حقوقهم والامتيازات التي يستحقونها ،وهذا ما وجدوه في دول المهجر. فهي بالمقارنة مع بلدهم الأصلي تعد بيئة مثالية تقدم أجورًا مغرية ،وتعليمًا جيدًا ، وتولي اهتمامًا بالعقول مما يمنحهم قدرًا من التقدير المعنوي الذي يحتل مرتبة مهمة ضمن احتياجات الإنسان .

يقول محمد الفقيه أستاذ الاتصال بكلية الإعلام جامعة صنعاء” نظرًا للمشكلات المادية والاجتماعية التي تعاني منها اليمن يقل إبداع هؤلاء الأشخاص في اليمن ويزيد في البيئات الجديدة لأنها تشجع على العلم و البحث والدراسة “وأضاف الفقيه بأن أحد زملائه سافر إلى ألمانيا ودرس الطب هناك وحصل على المرتبة الأولى على الدفعة وما إن عاد إلى اليمن ظل يبحث عن فرص ويجري في دهاليز وزارة الخدمة ووزارة الصحة ووزارة المالية حتى ضاق به الأمر وعاد إلى ألمانيا وها هو الآن أستاذ طب الأطفال وهو أحد المبدعين اليمنيين هناك.

استقطاب أم سرقة كفاءات ؟

تعمل معظم الدول المتقدمة على استقطاب العقول من الطلاب والموهوبين والمبدعين وذوي الكفاءات العلمية،

تقول الطالبة ليلى السعيدي ” فوجئت بمنحة غير متوقعة في ولاية كاليفورنيا ، لدراسة الطب هناك ومع التشجيع المستمر نلت المرتبة الأولى على الدفعة على غرار عدم قبولي في كلية الطب في اليمن.”

لكن ما بين النجاحات التي يحققها المهاجرون هناك باسم بلدانهم ،والآثار المترتبة عن زيادة معدلات هجرة العقول كنقص عدد الكفاءات في البلدان الأصلية للمهاجرين وإضعاف الأوضاع الاقتصادية وغيرها من الأوضاع الداخلية في البلاد ،تنشأ مساحة جدلية عما إذا كان ذلك استقطابًا ورعاية للعقول أم أنها سرقة ممنهجة تهدف إلى إضعاف البنى التحتية للبلد الذي يتم استقطاب العقول منه .

وعلى هذا الموضوع علق الأستاذ محمد الفقيه بأنه في خلال الأوضاع الراهنة يمكن أن يكون لاستقطاب الكفاءات أبعاد سياسية ونوايا مبطنة تجاه البلد الأصلي للمهاجرين ”

بينما يرى “يوسف الأصبحي” وهو أحد اليمنيين في المهجر ،أن الأمر لا يمكن أن يوصف بالسرقة ،ذلك أن الهجرة في هذه الحالة قرار اختياري ،
نتج عن أسباب ودوافع نتجت عن وعيه بأنه في بلد لا يقدر مكانته ،ولو أنه مكث فيها لما استطاع أن يبدع أو يطور من ذاته نظرًا لشحة الدعم المادي والمعنوي.

(خيرنا لغيرنا )!

تشير تقارير منظمة العمل العربية ،إلى أن 70 في المائة من العلماء الذين يسافرون للتخصّص وأكثر من نصف الطلاب العرب الذين يتلقون دراساتهم العليا في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم .

“خيرنا لغيرنا ” هكذا علق عبده الأكوع عضو هيئة التدريس المساعد بكلية الاعلام معبرًا عن رأيه حول الخسارة التي تتكبدها اليمن جراء هجرة كفاءاتها الذين يرى -هو وآخرون غيرُه- أنه كان من الأجدر بهم أن يعودوا إليها لينهضوا بها ،بدلًا من أن تذهب خيراتها لبلد آخر.

ومن جهة أخرى ،يتبنى المهاجرون وأصحاب الكفاءات، رأيًا آخر في هذا الشأن .
و تمثل الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل الحرب وانقطاع الرواتب ،الحجة الأولى التي يرد بها هؤلاء على كل من يتهمهم بنكران فضل بلادهم عليهم .
ويقف في صف هؤلاء عدد من الأكاديميين وأصحاب المواهب من الذين لا زالوا في اليمن ،معبرين عن ذلك بقولهم إنه لو أتيحت لهم الفرصة فلن يتوانوا لحظة عن اتخاذ قرار الهجرة .

فها هو الدكتور” رصين بن صالح” ،أحد أكاديميي كلية الإعلام في جامعة صنعاء يقول “لو أتيحت لي فرصة الهجرة سأهاجر حتمًا ! وهذا ليس من المؤسف في شيء ، فالعلم-والإبداع عمومًا-ليس حكرًا على دولة الميلاد والجنسية ،ومن لا يقدر المبدعين لا يستحقهم ”
ويضيف الدكتور “العباقرة والنوابغ والموهوبون يستحقون حياة كريمة ووضعا استثنائيا ”

(في المهجر )

هناك وجدوا أنفسهم ،التحموا بذواتهم ،وحظوا بالتقدير الذي تمنوا أن يحاطوا به في وطنهم الذي يسوؤهم ما آل إليه حاله ،منهمكين في تحقيق ما يطمحون إليه ،حاملين انتماءهم لليمن في محافلهم محاولين رفع اسمها وآملين أن تجد الأجيال القادمة فيها ما لم يجدوه هم .أن تنتهي النزاعات،وتنتعش البلاد من جديد ، وتنهض في كل المجالات،

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الاعلام الدولي : عملية اليمن في “تل ابيب” أهانت “اسرائيل” وأعادت لـ”يافا” اسمها الحقيقي

اليمن الحر الاخباري/متابعات على مدار الايام الماضية طغت عملية القوات المسلحة اليمنية التي ضربت قلب …