بقلم مطهر الاشموري*
حينما ضرب العراق بعض الصواريخ إلى إسرائيل خلال احتلال الكويت، طلبت أمريكا من إسرائيل أن لا ترد على بغداد وألتزمت إسرائيل بالأمر الأمريكي ونفذته وكانت أمريكا الواجهة في تلك الحرب.
مع تغير الظروف بما في ذلك في الشارع العربي، فإسرائيل تصبح هي الواجهة في العدوان على غزة وربطاً بها لبنان وسوريا، فيما أمريكا هي العدوان والحرب والإبادة والإجرام لتتحول في أداء ولعب الأدوار إلى وسيط، والحل الذي تقدمه كوسيط هو فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني والمقاومة وأطراف محور المقاومة..
إذا أمريكا فرضت بالقوة الاستسلام في العراق، فالوضع قد يحتاج إلى وساطة أمريكية لفرض الاستسلام على المقاومة ومحور المقاومة، كما يريد نتنياهو وحكومته الإرهابية المتطرفة.
عندما أسمع عن مجيء وزير خارجية أمريكا للمنطقة، وعندما يأتي ما يسمى “مبعوث أمريكي” إلى بيروت فهم إنما يأتون لفرض الاستسلام من خلال ما يسمونه العمل الدبلوماسي..
كل ذلك مسلّم به كسياسة أمريكية عدائية ضد المنطقة وشعوبها، ومع ذلك علينا أن نفهم وأن نعي بأن اللجوء لهذا المسمى “العمل الدبلوماسي أمريكياً” فذلك يؤكد فقدان الثقة أمريكياً باستحالة تحقيق الأهداف الأمريكية ميدانياً بواجهة إسرائيل..
إسرائيل كواجهة تقوم بالتدمير الأوسع والإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان كإرهاب وإجرام، وأمريكا تستثمر ذلك للضغط من أجل فرض الاستسلام من خلال الوساطة أو العمل الدبلوماسي..
وأمريكا تمارس كل قدرات الضغوط من خلال الداخل الفلسطيني اللبناني أو من خلال المنطقة والأنظمة العميلة، حتى أن وسائل إعلام تنطق بالعربية وتسمى عربية ولكنها أدوات تفعيل عبرية صهيونية أكثر من الإعلام العبري الصهيوني..
هذا ما تريد أمريكا استثماره واستعماله لفرض الاستسلام على المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن أيضاً..
إسرائيل اعتادت الاعتماد على الميدان لتنتصر في حروبها مع العرب، ومجيء حزب الله غير تدريجياً هذا الأمر ووصل إلى الذروة في انتصار 2006م من خلال الميدان فوق ضجيج وهدير إعلام عربي متعبرن ومتصهين بأكثر مما يمارس الآن في هذه الحرب المفصلية، وبالتالي فلجوء أمريكا إلى تكثيف دور هذا الإعلام العربي العميل والخائن والمشارك في جرائم إسرائيل إنما يأتي من عدم الثقة على حسم يُحقق في الميدان لصالح الكيان الصهيوني..
بات معروفاً أن الكيان الصهيوني سيواصل المزيد من الدمار والمزيد من الإجرام والمزيد من الإبادة ظناً أنه بكل ذلك سيوصل كل حركات المقاومة ومحور المقاومة إلى الإحباط والاستسلام..
إذا لم تتمكن أمريكا وواجهتها إسرائيل بكل هذا التدمير والإجرام والإبادة من دفع المقاومة ومحورها إلى “الاستسلام” كما يمنون أنفسهم فإن الانتصار في الميدان سيكون حتماً لصالح المقاومة ومحور المقاومة خاصة وإسرائيل الدولة والمجتمع والجبهة الداخلية هي في وضع خلخلة واختلال عميق وهي تستنزف مع مرور الوقت بما لا يستطاع حمله أو تحمله..
إذا كل ما تعمله أمريكا من مخادعة القيام بدور وساطة ووسيط هي مجرد لعبة وضغوط لدفعنا باتجاه نتيجة هي المحال، فلدينا أوراق لنلعب معها في إطار الدبلوماسية كما يطرح، ولكن يجب المزيد من الجهد لتقوية وتحصين الحاضنة الشعبية للمقاومة على مستوى المنطقة مع تأكيد المسار والسير باستراتيجيا المقاومة والرهان على الميدان وليس على أي شيء آخر..
إسرائيل التي وصلت بيروت واجتاحتها 1982م خلال عشرة أيام فقط لم تستطع خلال أربعة أسابيع حتى هذه اللحظة التوغل مائة متر في جنوب لبنان..
مشكلتنا لم تعد في الاجتياحات وإنما في توسيع الإجرام إلى الإبادة الجماعية وفي توسيع الدمار والتدمير، وبقدر الصمود أمام كل ذلك وتصعيد الإنجازات والانتصارات الميدانية فإن حكومة التطرف والإجرام الصهيونية وزعيمة الإجرام والناشرة للحروب في العالم لن يجدوا غير القبول بما تم القبول به عام 2006م..
كلما مر الوقت وتضاعفت مجازر الإبادة الجماعية وزاد وانتشر حجم الدمار والتدمير فالمجتمع العالمي الشعبي سيزداد حركة وتحركاً..
حتى ما يسمى المجتمع الدولي الميئوس من فاعليته وتفعيله وفق المواثيق والقوانين، إن ظل مكبلاً أمريكياً وغربياً فالمتغيرات الدولية والصراعات الدولية ستتحرك دولياً وحتى صراعياً من أجل مصالحها بل ومن أجل وجودها ومستقبلها..
الرهان على الميدان هو من ينتصر وسينبثق منه تشكل وتشكيل مستقبل العالم.!!
*نقلا عن صحيفة الثورة
شاهد أيضاً
مجاهدو القسام يجهزون على 15 جنديا صهيونيا من المسافة صفر ببيت لاهيا
اليمن الحر الاخباري/متابعات أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس”، مساء اليوم الخميس، …