د. محسن القزويني*
يتجه اليمن بعد التقدم الذي احرزه اللواء عيدروس الزبيدي في شبوة وحضرموت والمهرة الى احد الخيارين اما حرب اهلية لا تبقي ولا تذر كما هو الحال في السودان اليوم وليبيا بالامس ، او الى توحيد اليمن بكامله كما كان قبل 1990.
ويتوقف ذلك على اولا وقبل كل شيء على حكمة القادة العسكريين الذين يتولون مسؤولية ادارة اليمن شماله وجنوبه ، شرقه وغربه.
فالاحتكام الى العقل هو الخيار الصحيح لتجنيب اليمن اراقة دماء جديدة في حرب لها بداية و لا نهاية لها وربما ستطول لعشرات السنين ولن تنتهي الا بتقسيم البلاد الى ثلاثة اجزاء .والعامل الثاني : في تقرير مصير اليمن هو موقف الدول الاقليمية المحيطة باليمن كالمملكة العربية السعودية والامارات المتحدة والجمهورية الاسلامية في ايران فاذا استطاعت هذه الدول الثلاث ان تستوعب الاحداث والتطورات وتجّنب المنطقة مخاطر التدخل الصهيوني الذي سال لعابه لما جرى مؤخرا في اليمن ، وربما سيجدها فرصة ذهبية للانقضاض على خصمه اللدود جماعة انصار الله .
إنَّ ما حدث في اليمن شيءٌ خطير وهو بحاجة الى كثير من اللحمة الوطنية من ابناء الشعب اليمني ، والى نبذ اي صوت يدعو الى تقسيم البلاد لان التقسيم لو حصل سيكون بداية لحرب اهلية مدمِّرة، وبحاجة ايضا الى موقف اقليمي واممي يدعو الى التهدئة، وخفض التصعيد، والعمل على توحيد اليمن ليعود شماله وهو يعانق جنوبه في روحٍ من الاخوة بعد اكثر من عقدٍ من المعاناة والماسي التي شاهدها اليمن منذ 1914 .
إنَّ تحويل الغصة الى فرصة هي مهمة كل المعنيين بالشأن اليمني من فصائل واحزاب وعشائر يمنية ومن الدول الثلاث المعنية بالمشهد اليمني ، وفعلا اخذ صوت العقل يعلو على صوت المدافع ، إذ تناقلت الاخبار عن اجتماع سعودي ايراني تم في طهران برعاية الصين تقرر فيه الاخذ بالحل السياسي الشامل في اليمن تحت اشراف الامم المتحدة يقوم هذا الحل على المبادئ الاتية: 1-اعتماد قرارات مجلس الامن الدولي بخصوص اليمن.
2- الحفاظ على وحدة وسيادة اليمن .
3- تشجيع الحوار بين الاطراف المتصارعة.
4- وقف اطلاق النار في جميع الجبهات اليمنية.
5- ايصال المساعدات الانسانية الى المحتاجين من ابناء الشعب اليمني ، وفي الجانب الاخر نقل موقع (عدن نيوز) الاخباري عن اجتماع تم بين حركة انصار الله والمجلس الانتقالي الجنوبي في القاهرة برعايه دولة الامارات المتحدة وهذا مؤشر اخر -ان صح الخبر- يؤكد بان اليمن ماضٍ نحو الخيار الثاني وهو الوحدة الوطنية التي تجمع اليمن في اطارٍ وطني شامل وهو ما يطمح اليه الجميع من فصائل سياسية ودول اقليمية وامم متحدة التي رعت الشعب اليمني خلال فتره الحرب ولا زالت ، وقد آن الاوان لينعم اليمن بثرواته الكثيرة التي يمتلكها كالنفط والغاز في( حضر موت) والمعادن (كالذهب والزنك والرصاص والنحاس والحديد والرخام والجرانيت)، بالاضافة الى ثرواته الزراعية( كالبن والتمر والعسل والحبوب والفواكه) اضافة الى ثرواته البحرية الغنية بالاسماك، وشواطئه الطويلة واثاره التاريخية التي تجعل من اليمن وجهة سياحية ذات قيمة اقتصادية كبرى.
آن الاوان ليعود اليمن ليصبح دولة متحضرة يتعايش فيها الجميع في اطار الوطن الواحد ليقف اليوم في مصاف الدول المستقرة الغنية في منطقتنا العربية الاسلامية.
*كاتب عراقي
اليمن الحر الأخباري لسان حال حزب اليمن الحر ورابطه ابناء اليمن الحر