ناهد بدران *
لي فيكَ عمرٌ قد تلاشى مسرعا
و ربيعُ فجرٍ راحلٍ ما ودّعا
و حديثُ روحٍ أُخْمدَتْ أنفاسها
بردُ الفصولِ على الوتينِ تربّعا
أبتاهُ في مجرى دمي شِعراً غدا
يسقيكَ أنفاسَ الحياةِ مِنَ الدُّعا
فأراكَ تشربُ منْ شغافيَ نبضةً
و تنيرُ في سطرٍ كبا و تصدّعا
كلّ اللّغاتِ ضريحها في غصّتي
و خيالِ طيفٍ في الهزيعِ تربّعا
همستْ بهِ كلّ القصائدِ و ارتعت
من نور وجهٍ في الأصيلِ تمنّعا
ذكراكَ ذكرٌ استقي منهُ الهدى
من بعدِ شجوٍ في الوجيفِ تقطّعا
يا ليتَ شعريَ قدْ وسمتُ برعشةٍ
وجدٌ تمكّنَ كمْ بكى و تضرّعا
اسألْ فؤاديَ أيُّ كأسٍ اترعتْ
حكَمَ الزّمانُ بلوعةٍ فتجرّعا
ذبلَ الوتينُ فبعدَ كفّكَ يابسٌ
غصنُ السّحابِ و كان ديْماً انصعا
من لي إذا عزفَ الحنينُ بمهجتي
و ترُ المشاعرِ بالنّشازِ تطبّعا
و بمنْ ألوذُ و دارُ أهليَ أعرضتْ
موجٌ طغى و على اللقاءِ ترفعا
*شاعرة سورية