الإثنين , سبتمبر 16 2024
الرئيسية / اراء / الاعراب اشد كفرا ..

الاعراب اشد كفرا ..

حمدي دوبلة
من اغرب المفارقات والعجائب التي رايناها خلال العدوان الصهيوني الاخير على قطاع غزة وحتى من قبل ذلك ومن بعده ان ينبري بعض العرب والمسلمين مدافعين عن مايسمونه الحق الاسرائيلي ومنددين بكل وقاحة وابتذال بالارهاب الذي يمارسه الفلسطينيون على الابرياء الآمنين في الاراضي الاسرائيلية في الوقت الذي نسمع ونرى فيه صهاينة منصفين يستنكرون في العلن الجرائم البشعة التي اقترفها الارهابي بنيامين نتنياهو وقتله الاطفال والنساء الفلسطينيين عمدا وهدمه البيوت على روؤس اهلها وتدميره الممنهج لكل مقومات الحياة في قطاع غزة المحاصر والذي يفتقر في الاساس الى كل الخدمات الاساسية دون ان يحقق بعدوانه الخبيث وهجمته الشرسة ادنى المطلوب من الامان والاستقرار لقطعان مستوطنيه.
-لااعلم كيف يكون مشاعر هولاء الاعراب ممن يظهرون على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ويتم تسويقهم على انهم باحثين ومهتمين وخبراء واعلاميين واحيانا علماء دين عندما يشاهدون المظاهرات الاحتجاجية وقد خرجت ليس فقط في امريكا وبريطانيا وغيرها من بلدان الغرب المتواطئ في سياساته مع اسرائيل ولكن في تل ابيب وغيرها من مدن العدو وهي تندد بجرائم جيش الاحتلال الصهيوني بحق اطفال ونساء وشيوخ غزة وترفع مطالب واضحة بضرورة مسائلة المتورطين في تلك المجازر المروعة التي طالت الابرياء والمدنيين من ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل وخربت عليهم سبل حياتهم .. حقا لا ادري ان كانوا يحتقرون ويلعنون انفسهم ويتمنون ان تبتلعهم الارض خجلا من قبح وابتذال مايقولون ومايتفوهون به من تفاهات عندما يسمعون اعلاميين صهاينة وحتى من اوساط الساسة الاسرائيليين وهم يوجهون سهام النقد والتنديد بسياسات حكومتهم وممارساتها الاجرامية ضد اشقائهم العرب والمسلمين في فلسطين المحتلة!
– عندما نسمع تخرصات من تلك التي يطلقها امثال ذلك الكائن الذي يصف نفسه بالمفكر الخليجي وهو يشكك في عروبة وانتماء الشعب الفلسطيني ويتساءل من أين جاءوا وعن مااذا كانوا من اصل روماني اوفينقي ويستغرب صبر وحلم نتنياهو عليهم ولماذا لايقوم بتصفية واسعة النطاق بحقهم وينصحه بان يبيد الفلسطينيين عن بكرة ابيهم نعي جيدا مستوى ماوصلت اليه ثقافة الخنوع والاستسلام السائدة في كثير من البلدان العربية التي كرست كل امكانياتها وعملت لعقود طويلة على تكريس هذه الثقافة التي لم تعد مقتصرة كما هو واضح على اشخاص اونخب او فئات معينة من شذٌاذ الآفاق في المجتمع العربي وانما باتت تعبرصراحة عن توجه ورغبات وتطلعات انظمة سياسية وبلدان عربية استطاعت بفعل ممارسات سنين طويلة من الانهزام والانبطاح من تدجين شعوبها وجعلها بهذا المستوى المخز والمنحط فكرا وثقافة
-رد الفعل الرسمى للانظمة العربية ازاء العدوان الصهيوني الاخير على قطاع غزة لم يتسم فقط بالضعف والعجزالتام عن الاستجابة الفعالة لمساندة الاشقاء ولو بالموقف السياسي او الدبلوماسي اوحتى الاعلامي بل تجاوز ذلك في اغلب الاحيان الى دعم وتاييد وتبني موقف العدو وبدا ذلك جليا في سياسة ولغة ورسائل وسائل الاعلام التابعة لتلك البلدان على غرار اعلام السعودية والامارات التي سوقت وتبنت العدوان وجندت نفسها لتبريره والاساءة لرجال المقاومة اكثر ممافعلت الكثير من وسائل اعلام العدو الصهيوني غير مدركة بان ذلك لن يفيد العدو شيئا ولن يضير ابطال المقاومة الباسلة التي خاضت ببسالة منقطعة النظير معركة مقدسة ضد محتل غاصب للارض والمقدسات ولاتزال ومعها القلة من شرفاء هذه الامة تخوض معركة التحرر والاستقلال وفق حق مكفول في جميع الديانات السماوية وكافة المواثيق الدولية ولاعزاء للمنبطحين من احفاد الاعراب الذين وصفهم الخالق العظيم في القران الكريم بانهم “اشد كفرا ونفاقا واجدر ألايعلموا حدود ماانزل الله”.
نقلا عن صحيفة الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

مصر وإسرائيل وفلسطين!

د. عبدالله الأشعل* منذ نشأة المشروع الصهيونى واعلانه فى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر …