بقلم / شامل حلمي
يجهل الكثير من الناس حقيقة “النجمة السداسية”، والتي يطلق عليها اسم “ختم سليمان” و”الرمز اليهودي”، ويعتقد كثيرون بسبب وجودها على علم إسرائيل أنها رمز صهيوني..
ولكن هل تعلم ان النجمة السداسية هي زخرفة إسلامية تم استخدامها في العديد من الآثار الإسلامية..
ومن الأمثلة للمساجد والآثار الإسلامية التي انتشرت بها زخارف النجمة السداسية وكذلك الطبق النجمي الذي يعد تطورا لشكل الزخرفة السداسية النجمة السداسية، كانت على محراب خشبي بمتحف الفن الإسلامي – العصر الفاطمي 12 ميلادي – 6 هجري ثم تطور في العصر الأيوبي متمثل في تركيبة خشبية – 574 هجري وفي منبر جامع الصالح من عمل الأمير باكتمر الجوكندار – 699- هجري ثم ظهر الشكل الحديث في منبر جامع الطنبغا المرداني بشارع التبانة – 740 هجري ، ثم استمر التطور في هذا الزخرف حتى العصر المملوكي الشركسي وأقرب الأمثلة الناضجة موجود في منبر مدرسة الأمير قمباس الاسحاقي – (في القاهرة شارع الدرب الأحمر) – 883 هجري ومنبر السلطان الغوري بشارع الغورية 910 هجري، جامع السلطان المؤيد، السلطان حسن بميدان القلعة، بيت السحيمي بالدرب الأصفر، بيت زينب خاتون خلف الأزهر، سبيل محمد علي بشارع المعز بالإضافة إلى العديد من الأمثلة الأخرى، ونستخلص من ذلك أن هذه الزخرفة هي ابتكار للفنان المسلم ولا علاقة بينها وبين ما يدور حاليا في الربط بينها وبين “نجمة داود” التي هي فكرة من ترويج الحركة الصهيونية..
فاذا ما ذهبنا للآثار العثمانية لوجدنا النجمة السداسية على راية قائد الأسطول العثماني بارباروس خير الدين باشا، والتي تعود إلى فترة ما بين 1470-1546.
ويمثل السيف الذي يعلو النجمة سيف الإمام علي ذو الفقار. كما تكتب في أربعة جوانب أسماء الخلفاء الراشدين؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. كما مكتوب عليه (نصر من الله وفتح قريب)، وهذا الرمز منتشر في تركيا.
كما استخدم العثمانيون زخرفة النجمة السداسية في تزيين مساجدهم أيضا. حتى داخل متحف قصر توب كابي الواقع في مدينة إسطنبول تظهر النجمة السداسية بشكل واضح.
يقول الدكتور جمال عبد الرحيم استاذ الفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة : إن من المعروف أن شكل النجمة السداسية زخرفة إسلامية من اختراع الفنان المسلم مثل غيرها من الزخارف والأشكال الهندسية الأخرى وكان الغرض من ذلك تحقيقا للنظرية المعروفة في علم الفنون الإسلامية وهي الهروب من فراغ الزخارف أو تحريم ظهور رسوم زخارف الكائنات الحية ومن هنا كنا لابد للفنان المسلم من أن يظهر أنواعا أخرى من الزخارف بعيدة عن رسوم الكائنات الحية المحرم وجودها ولا سيما في المنشآت الدينية وهذا ما جعله يبدع في أنواع زخارف أخرى وهي الزخارف الهندسية بصفة عامة والأشكال السداسية بصفة خاصة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هذه الزخرفة ما هي إلا بدايات لتصوير زخرفة هندسية متقنة ورائعة انتشرت في العصر المملوكي ألا وهي زخرفة الطبق النجمي لأن الزخرفة السداسية تتكون من 6 رؤوس وهي جزء من الترس المكون للطبق النجمي حيث إن الطبق النجمي يتكون من ترس ولوزات وكندات ومن الملاحظ على الأطباق النجمية المملوكية أن الترس أصبح له 24 رأسا أي أنه عبارة عن ثمانية مثلثات ونجد أن هذه الزخرفة قد ظهرت في العمائر الدينية والمدنية وأن هناك أمثلة على الأخشاب ترجع إلى الفترة الأموية – القرن الثاني الهجري – السابع والثامن الميلادي ، أما على العمائر فقد وجدت هذه الزخرفة ولأول مرة في مصر على الواجهات الداخلية العلوية لجامع أحمد بن طولون والذي يرجع إلى 265 هجري – القرن التاسع الميلادي ثم انتشر وجود هذه الزخرفة إما بشكلها المعتاد المثلثين النجمة السداسية أو بالتطور 8 مثلثات – 6 مثلثات ويضيف الدكتور جمال أن المعابد اليهودية القديمة تخلو من النجمة السداسية فهي لم تظهر إلا في معابدهم الحديثة أو بعد الترميمات الحديثة لبعض المعابد وأدخلت بواسطة بعض الجهات المسئولة أو تحت إشرافنا مثل وزارة الثقافة وذلك كوسيلة من وسائل الجذب السياحي فقط لا غير.
اما الدكتور احمد الصاوي استاذ الآثار الإسلامية فيقول : إن النجمة السداسية شكل هندسي قبل ظهور الحركة الصهيونية كرمز من رموزها وقد ظهرت النجمة السداسية في الآثار الإسلامية منذ نحو 600 أو 700 سنة وانتشرت بوضوح في بلاد المغرب فليس هناك صلة واضحة أو ليس هناك ما يدل على أي ارتباط بين النجمة السداسية والديانة اليهودية.
شاهد أيضاً
يمن ستركتشر يشارك في معرض صنعاء الأول للتمليك والتطوير العقاري لتعزيز الصناعة المحلية
اليمن الحرالاخباري/صنعاء .. يشارك مصنع يمن ستركتشر في معرض صنعاء الأول للتمليك والتطوير العقاري …