علي الشرجي
– ليس هناك ما هو أسوأ من الحروب على الدول والشعوب وربما الحسنة الوحيدة لها هي إعادة فرز مواقف الأحزاب والنخب وتحديد معادن الرجال في أشد المراحل القاسية التي تمر بها الأوطان.
– والمشهد اليمني نموذج محزن لفداحة مأساة الحروب التي حملت معها كل الكوارث والسلبيات والأخطار الماحقة على الأرض والإنسان تتعدى تدمير مقدرات الشعب وتجويعه وقتله إلى الشروع بتقسيمه واحتلاله.. اللعنة على الحرب التي تفقد البعض إحساسه بنفسه وبوجوده!!
– ستظل حكاية جزيرة ميون اليمنية المحتلة ومن قبل أرخبيل سقطرى ،أم المآسي اليمنية بعد أن ثبت الوجود الإسرائيلي فيها وتقديمها على طبق من ذهب بأدوات إماراتية سعودية وتواطؤ بعض المرتزقة الواهمين بتحرير صنعاء من اليمنيين عن طريق تل أبيب وأبو ظبي.. أي شرف هذا أن تبيع وطنك لعدوك!؟
– إن التفريط بسيادة اليمن على ميون حارسة باب المندب وصمام أمان البحر الأحمر – كما يفترض- يعتبر من أسوأ مظاهر ونتائج الحرب والعدوان على اليمن، كما يعتبر الوجود الصهيوني الأمريكي في ميون وغيرها من الجزر اليمنية في مثل هذا التوقيت الحساس في مقدمة مهددات الأمن القومي العربي التي تكشر بأنيابها حول المضايق والخلجان والبحار العربية.
– ميون تدق ناقوس الخطر يا عرب البحر الأحمر.. ميون ستغير مفاهيم السياسة ومفاتيح البحار!!
– ولا غرابة ان تتعمد دول تحالف العدوان بدعم أمريكي إسرائيلي بريطاني إطالة أمد الحرب في اليمن وتعقيد الوضع الإنساني طالما هناك مشاريع ووقائع احتلالية تجري على قدم وساق في البحرين الأحمر والعربي من خلال تهجير السكان الأصليين كما في جزيرة ميون والشروع ببناء قواعد عسكرية إسرائيلية على مرأى ومسمع الجميع.
– لم يعد ذلك خافيا على أحد واتحدى حكومة فنادق الرياض أن تنفي ذلك أو تعارضه.. فيما القوى الوطنية الحية منشغلة بمواجهة تحديات العدوان والحصار وهذا لا يعفيها من اتخاذ موقف سريع.
– كما هو انشغال مصر وما أدراك ما مصر بأزمات لا تحسد عليها من سد النهضة الأثيوبي إلى قناة السويس وليبيا والتي لا يجب أن تشغلها عن خطورة التواجد الإسرائيلي في باب المندب وتهديد ذلك مباشرة على أمنها القومي في البحر الأحمر وقناة السويس.. فإذا كان النيل يعني لمصر الغذاء فالقناة هي الأمن والفلوس.
– لا أعتقد أن جمهورية مصر العربية غافلة عن مستجدات الوضع في باب المندب فهي أكثر حساسية واستشعارا لخطورة إسرائيل في ميون والذي لا يقل خطورة عن انقطاع مجرى النيل والذي لن يحدث بأية حال بالسياسة أو بالقوة.
– وللدول المطبعة مع العدو التاريخي للأمة أقول: إن وجود تل أبيب في باب المندب وسقطرى ومضيق هرمز أخطر مليون مرة من كل أسلحة العالم على حاضر ومستقبل العرب.
– ميون الأسيرة ستعود إلى حضن الوطن عاجلاً أم آجلاً.
– ميون ستبقى في حدقات عيون كل أحرار اليمن.. ووضعها الطارئ لن يدوم مادام في البلاد من يقول: ربي الله.. حيا على خير الجهاد.
– ولا نامت أعين المرتزقة والمطبعين والمحتلين.
نقلا عن الثورة