حمدي دوبلة
-اواخر الشهر الماضي اعلنت الكوريتان الشمالية والجنوبية عن تحسن في علاقاتهما الثنائية واستئناف قنوات التواصل بينهما لاول مرة منذ فترة طويلة مع تبادل الرسائل والاتصالات بين المسئولين في البلدين الشقيقين, وتفاءل الشعبان في البلدين المنقسمين خيرا في ان ينعكس هذا التقارب على تخفيف القيود والمعاناة التي يتعرض لها الكوريون في الشطرين خاصة مع تاكيدات المسئولين في بيونغ يانغ وسيول على اتخاذ خطوات كبيرة نحو استعادة الثقة المتبادلة وتعزيز جهود المصالحة.. لكن ما جرى بعد ساعات فقط من هذا الاعلان ان التوتر عاد بقوة بين البلدين وفي شبه الجزيرة الكورية برمتها ليقضي على كل التفاؤل والآمال في كسر الجمود وتحقيق التقارب والسبب ببساطة كان اجراءا امريكيا بسيطا خلط الحابل بالنابل وعصف بالاماني وأعاد الامور الى نقطة الصفر.
-سارعت واشنطن اثر تلك الأنباء الى الاعلان عن مناورة عسكرية امريكية كورية جنوبية كبرى في شبه الجزيرة الكورية وكأن السلام المأمول بين الكوريتين قد أستفز مشاعرها وأطار النوم من عينيها فأرادت ان تدفن هذه التوجهات وهي في المهد وبالفعل كان لها ماارادت وعاد التوتر بين البلدين الى سابق عهده ان لم يكن اعظم واشد وأخطر.
-هذا هو دأب امريكا في العالم وهذا ماكرست كل جهودها لاجله وهو اشعال الحرائق والتهيئة للمجازر وسفك الدماء على اكبر نطاق ممكن على سطح الكوكب بينما لاتنفك تتشدق وتتغنى بالسلام وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان في أغرب مفارقة في التاريخ البشري.
-امريكا هي العدو الاول للسلام والانسانية وكل الشواهد القديمة والحديثة تؤكد هذه الحقيقة كما انها لاتفهم غير لغة القوة ولاتنظر بعين الاحترام للضعفاء ورأيناها بالامس كيف ولَت هاربة امام انتصارات حركة طالبان التي اعلنت سيطرتها خلال الساعات الماضية على كل ارجاء افغانستان بعد ان تركت لها امريكا الساحة ملقية باللوم على ضعف وعجز حكومة كابول .
-اليوم امريكا وحدها من تصر على استمرار العدوان على اليمن وهي دون غيرها من تقف حجر عثرة امام جهود السلام ووضع لهذه المهزلة التي توشك ان تكمل عامها السابع ولو ارادت كما اشار الى ذلك السيد القائد في خطابه الاخير بمناسبة العام الهجري الجديد لأوقفت الحرب في يوم واحد ولكنها تغلب صفقات السلاح وابتزاز انظمة العار والخيانة في المنطقة للحصول على مزيد من المليارات حتى اذا افرغت خزائن الاعراب ستتخلى عنهم كما تخلت عن مرتزقتها في افغانستان بعد اكثر من عشرين عاما من عبثها في ذلك البلد الاسلامي وفي ذلك عبرة لكل من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.
-التطورات الدراماتيكية في الساحة الافغانية تنطوي على الكثير من العبر والدروس وأولها كما اكد الاخ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني في المفاوضات ان كل احتلال له نهاية طال الوقت أم قصر وان كل من يستقوي بالاجنبي على ابناء شعبه لن يجني غير الخسران والذل والعار ولعنات التاريخ .
– لقد كان مصير كل من سار في هذا الدرب عبر التاريخ الانساني الهوان والمذلة وفقدان احترام البعيد قبل القريب وما مصير حكومة افغانستان الهاربة منا ببعيد , فهل من معتبر؟!
للمختصين
يشكو المواطنون في حي سعوان بامانة العاصمة من استمرار انبعاث الادخنة من موقع حريق مخزن الحبيشي رغم مرور اكثر من اسبوعين على الحادثة وقد بات هذا الدخان يمثل خطرا حقيقيا على المواطنين وخاصة مرضى الربو والجهاز التنفسي , مارأي المختصين في وزارات الداخلية والصحة والبيئة وامانة العاصمة؟
نقلا عن صحيفة الثورة