حمدي دوبلة
-في بعض الاحيان ينتابك شعور بالشفقة على حال النظام السعودي وما وصل اليه من بؤس وارتباك وهو يجوب الشرق والغرب بحثا عن ابرام صفقات جديدة يحصل بموجبها على اسلحة حديثة تضمن له الامن والسلام من نيران صواريخ الشعب اليمني البسيطة والمصنعة محليا وبأقل الامكانيات المتاحة وفي ظل العدوان والحصار المتواصلين من قبل الشقيقة الكبرى التي تلهث وراء الامن المفقود منذ سبع سنين عجاف.
-نظام بن سلمان الذي دفع للولايات المتحدة المليارات وراء المليارات اصبح مهووسا الى درجة السعار والجنون باقتناء السلاح المتطور وعلى شراء احدث منظومات الدفاعات الجوية وقاده هذا الهوس مؤخرا الى روسيا في تجرؤ واضح على سيده الامريكي الذي امتعض بشدة وابدى تبرما كبيرا من خروج المملكة غير المعهود عن خط المسار المرسوم لها من قبل البيت الابيض
-آخر محطات الرياض في هذا البحث المضني عن السلاح كانت الاسبوع الماضي في روسيا حيث ابرمت صفقة دسمة مع السلطات هناك للحصول على منظومة ” اباكان” الخاصة باعتراض الصواريخ البالستية مقابل اموال طائلة وتغنى الروس طويلا بقدرات ومواصفات هذه المنظومة وكيف انها قادرة على التصدي الناجح للصواريخ بعكس انظمة باتريوت الامريكية التي صاحبها الفشل طوال الفترة الماضية في تامين المملكة وضمان سلامتها ومضى الخبراء العسكريون في موسكو يقارنون بين المنظومتين اباكان وباتريوت وكيف ان هذه الاخيرة قد اخفقت امام صواريخ اليمن وكأنهم واثقون من قدرة منظومتهم الدفاعية في تحقيق مافشلت فيه منظومة الباتريوت .
-هذا الامرغير المسبوق من قبل السعودية ازعج السيد الامريكي كثيرا واذا به يهدد المملكة التائهة بوضعها تحت طائلة البند 231 من قانون عقوبات “كاتسا” لمكافحة أعداء أمريكا. ويعني باولئك الاعداء روسيا والصين بحسب تصنيف ادارة بايدن التي ترى بان اراضي السعودية اماكن عسكرية حصرية على واشنطن ويجب ان تظل كذلك .
-الموضوع كله كمابات واضحا لايتعلق بابعاد استراتيجية بعيدة المدى بين القوى الدولية بقدر ماهو محاولة كل طرف الاستئثار بأكبر قدر ممكن من المال السعودي خاصة مع الانفاق الجنوني من قبل بن سلمان على صفقات السلاح على مختلف مصانع الاسلحة في كل البلدان بدون قيود او تحفظات
-لن يفهم هذا النظام المتعجرف ابدا ان المنظومة الروسية الجديدة لن تكون بافضل من الامريكية ولن توفر حماية لمملكة اسرة سعود مادام انها تواصل عدوانها الظالم على اشقائها وجيرانها كما ان امانها لن يتحقق واقعا على الارض بطرد العمال اليمنيين من اراضيها ولا بامتلاك ترسانات الاسلحة ولو انفقت في سبيل ذلك كل ثرواتها
-السؤال الذي يظل يبحث عن اجابة متى يدرك هذا النظام المتخلف بان ماينشده من امن واستقرار لايمكن ان يتحقق الا عبر خروجه السريع من المازق اليمني ووقف عدوانه والدخول في مفاوضات تفضي الى سلام شامل وعادل يكفل حقوق واستقلال وامان الجميع؟
نقلا عن صحيفة الثورة
شاهد أيضاً
“المُسَيَّرَة”التي ستغير مسار العدوان!
خالــد شــحام* يمكن القول وبثقة بأن النشوة المؤقتة التي لازمت وجه المجرم نتانياهو طيلة شهر …