الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / كفى وصاية وارتهانا

كفى وصاية وارتهانا

حمدي دوبلة
من اطرف ماورد في مذكرات المناضل اليمني المعروف الراحل محمد احمد نعمان الشهير بـالنعمان عن حادثة سجن قيادة الثورة اليمنية في القاهرة حيث بقي ستون من كبار الشخصيات في الحكومة اليمنية اسارى في سجن بالقاهرة باوامر من الرئيس جمال عبدالناصر لمدة 9اشهر ماقاله لمدير السجن عندما رد على سؤال السجان عن حاله في زنزانته بالقول” كنّا أيام الإمام نطالب بحرّية القول أما اليوم فنطالب بحرية البول”.
-هذه القصة وتلك المقولة الطريفة للمناضل النعمان تحمل في طياتها الكثير من وجع السنين والكثير من المرارة والالم الذي عاناه اليمن بسبب التبعية والارتهان والاستسلام المطلق لوصاية هذا الطرف اوذاك.
-في العام 1966م تفاقم الخلاف بين القيادات السياسية في صنعاء قبل ان يتوجهوا الى القاهرة بوفد كبير يضم 60من كبار الشخصيات في الدولة وعلى رأسهم القاضي عبد الرحمن الأرياني والأستاذ أحمد محمد نعمان (عضوا المجلس الجمهوري) والفريق حسن العمري (رئيس الحكومة) لمناقشة وحل الخلاف بحضور الزعيم جمال عبدالناصر لكنه امر بزجهم جميعا في السجن حيث تم اقتياد الصف الاول من القيادات اليمنية الى زنزانات منفردة وفي اليوم التالي امر عبدالناصر كمايقول المناضل النعمان باعتقال وسجن عدد آخر من الوزراء والمسؤولين والضباط (كان من بينهم الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وعلي سيف الخولاني رئيس الأركان ومحمد تلها مدير الأمن العام وحسين المسوري ويحي مصلح وعلي المؤيد ويحيى المتوكل ومحمد أبو لحوم) .
– ويصف المناضل النعمان في مذكراته الحالة المزرية للزنزانة وانعدام التهوية والإضاءة وكان الأشدّ مرارة عدم القدرة على الذهاب إلى دورة المياه، إلّا حين يسمح السجّان، بعد التأكد أن السجين لن يلتقِ أحداً من زملائه في الطريق إليها ومنها وتعبيرا عن ذلك الوضع المحزن اطلق النعمان مقولته الظريفة.
-بقي القادة اليمنيين في السجن الانفرادي لمدة تسعة أشهر وعشرة أيام ويقول النعمان عن تلك الفترة “لم يكن أي سجين يعرف اي شيء عن غيره، ويلاقي العذاب نفسه، يأنس لنفسه، لا يتكلم مع أحد ولا يكلمه أحد. لا يرى الشمس ولا يعرف من أين تشرق ولا يعرف أي شيء وهو في الزنزانة. يرمون له الأكل في الوقت الذي يريدون. يعطيك الفطور الساعة 12 ظهراً، ويعطيك الغداء الساعة 6 بعد الظهر، ويعطيك العشاء في منتصف الليل، ولم يكن مسموحاً للسجين الاستماع إلى الراديو أو قراءة الصحف”.
عاش المعتقلون بحسب المناضل النعمان معزولين عن العالم، لا يعلمون ما يدور خارج زنزاناتهم، ولم يعلموا أنّ حرباً قد قامت وانتهت وهي حرب النكسة عام 1967م. وعن تلك الفترة، يقول النعمان في “مذكراته “، “لم نكن نسمع أو نعرف عن الحرب شيئاً، إلّا حين فتح أحد السجّانين باب الزنزانة كأنّما يريد أن ينتقم من الهوان الذي يتلقّاه ليتشفّى كأنه منتصر، وقال لي: عم نعمان. الفرج جاء. قلتُ له: هل سيخرجوننا؟ قال: لا. جيشنا انهزم وإسرائيل في السويس والرئيس استقال وكلهم استقالوا… وللتأكيد على كلامه جاء له السجّان بالجريدة. وفي تلك الليلة، صارت “حرية البول” متاحة وبات اللقاء مع بقية المعتقلين مسموحاً.
-الوطن اليمني يحتفل اليوم بالعيد السابع لثورة الـ21من سبتمبر الشعبية التي جعلت في راس قائمة اهدافها التحرر وتحقيق السيادة ونبذ كل اشكال الوصاية للخارج يتطلع شعبه بشغف لمعانقة الحرية والاستقلال الكامل والانعتاق من تحكم النظام السعودي في القرار الوطني الذي كان ولايزال حجر عثرة امام تطلعات اليمن في التطور والنهوض الحضاري ويقدم الشعب جليل التضحيات لبلوغ هذا الهدف النبيل , لكن المحزن ان البعض من اليمنيين لازالوا يقاتلون في صف العدو ويوهمون انفسهم ان النظام السعودي حريص على خير ووحدة وتقدم اليمن ورخاء ورفاهية شعبه.
-كفى وصاية وارتهانا للخارج ياابناء اليمن ولندع خلافاتنا جانبا ونوحد صفوفنا ضد العدو الذي صادر سيادتنا وقرارنا وثرواتنا وحقنا في الحياة الكريمة فلا تقدم ولا نهوض الا بالاستقلال الكامل وخلع عباية التبعية للخارج كائنا من كان وعلى النظام السعودي وغيره من الانظمة في المنطقة والعالم احترام ارادة الشعب اليمني ولتكن علاقات اليمن بالاخرين مبنية على الندية والاحترام والمصالح مشتركة وليس كما يريد الاعداء تابع ومتبوع وآمر ومطيع واسياد وعبيد وقصور وفناءات خلفية.
نقلا عن صحيفة الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …