حمدي دوبلة
بالامس احتفل اليمنيون بالذكرى الـ59لثورة الـ26من سبتمبر وقبل ذلك بايام كان العيد السابع لثورة الـ21من سبتمبر الشعبية ومابين الثورتين ولعشرات السنين دفع الشعب اليمني ولا زال الكثير من التضحيات الجسيمة في سبيل التحرر والاستقلال والكرامة والعيش الكريم غير ان اعداءه التاريخيين يستميتون ويلقون بكل ثقلهم وامكانياتهم لابقاء نير الاستعباد في رقاب ابناء هذا الشعب العظيم.
-العدو السعودي كرس كل جهوده منذ ستينيات القرن الماضي لضمان ديمومة حالة الضعف والهوان والارتهان للواقع اليمني ونجح بطريقة او باخرى من كبح عنفوان ثورة سبتمبر الاولى وحاد بها الى حد كبير عن دربها ومساراتها التحررية وتمكن عبر سياسة الترغيب والترهيب ودفع الرشاوى وشراء الذمم للانظمة وللاعيان والمشائخ والنافذين في مؤسسات صنع القرار الوطني او تصفية واغتيال كل من فكر جديا في الخروج من عبايته او الخروج عن طوع امره في فرض مايريد.
-استطاع نظام آل سعود بكل اريحية واطمئنان من بسط نفوذه وانفاذ مخططاته ونواياه ورؤاه كما يحلو له ليعيش اليمن وشعبه طيلة تلك العقود اسيرا لرغبات ونزوات واهواء هذا الكيان غريب الاطوار.
– لا ادري لماذا يعتقد الحكام المتعاقبين على عرش مملكة سعودالى حد الايمان اليقيني الذي لايقبل الشك بان استقلال اليمن وتقدمه ورفاهية ابنائه انما هو على حساب تطوره ونهوضه ومصدر خطر على عرشه بينما كل الحقائق التاريخية بان اليمن عبر مختلف العصور لم يسبق له ان اعتدى على بلد او مجتمع آخر وان كل الحروب التي خاضها اليمنيون كانت دفاعا عن النفس.. ولماذا يرون ان وجود يمن قوي وذي امكانيات ومقومات للتطور والازدهار والعيش بكرامة كبقية الشعوب والامم لن يكون الا على حسابهم وتهديد حقيقي لمجدهم وسؤددهم ؟
-هل كل هذا الحقد والضغينة من قبل حكام آل سعود على اليمن مجرد تنفيذ لمايقال عن تلك الوصية التي قالها ملكهم المؤسس بشان اليمن واليمنيين وان قوتهم مرهونة ببقاء حالة الضعف والفقر والجوع للجار اليمني وان تطور ونهوض هذا الجار سيكون بمثابة باب جهنم عليهم ؟
-اذا افترضنا ان تلك الوصية حقيقية.. فهل كان كلام الملك المؤسس وحيا من السماء لايحتمل الخطأ؟ وهل حقا تؤمن الاجيال المتعاقبة من ملوك اسرة سعود بها الى درجة يسخٌرون فيها كل موارد وامكانيات مملكتهم الغنية لهذا الهدف الرخيص الذي لايجنون منه الا العداوات والثارات والضغائن بين الجيران وابناء الامة الواحدة؟ وهل مثل هذه الثقافات والافكار الغريبة لازالت صالحة في زماننا وفي عصر التوحد والتكتلات والمصالح المشتركة القائمة على اسس حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والمجتمعات؟
-اسئلة كثيرة باتت تشغل كل فرد في هذه البلاد التي تعيش آخر ايام العام السادس من عدوان همجي غير مسبوق تقوده الشقيقة الكبرى بلا هوادة او رحمة
ولا يبدو في الافق القريب اي مؤشرات حقيقية لايقافه ووضع حد لجنونه ومراهقاته الخبيثة حتى اللحظة.
نقلا عن صحيفةالثورة
