الأحد , ديسمبر 14 2025
الرئيسية / اراء / السباق نحو دمشق..

السباق نحو دمشق..

د/محمد بكر*
لعل الأبرز في زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى “قلب العروبة النابض” ولقائه الأسد، هو زيارة قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني ولقائه الأسد سراً بعد ساعات من مغادرة الضيف الاماراتي ، كما تحدثت بعض المصادر الإعلامية، قادماً من العراق وطلبه من الأسد ضرورة ضبط الحدود العراقية السورية، والحديث عن استثمارات إيرانية جديدة في الساحل السوري، عناق الأسد وضيفه الإماراتي يعود بالذاكرة للعناق مع الحلفاء الإيرانيين، ذات الحرارة وذات الابتسامات وذات المشهد، وهو بطبيعة الحال مشهدٌ لا يسر الإيرانيين، فقطار التطبيع العربي والخليجي تحديداً مع الأسد قد “يسرق” دمشق من التحالف مع طهران للوصول إلى مطارح متقدمة في المواجهة مع إيران.
ربما لم تكن زيارة وزير الخارجية الإماراتي مفاجئة بالقياس لمراحل وخطوات سابقة مهدت للتقارب العربي بدأتها المملكة الأردنية وعززتها مصر بلقاء وزيري الخارجية المصري والسوري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، واذكتها تصريحات الخارجية الجزائرية في سياق تعزيز التقارب مع الأسد، فالحراك العربي عينه على الأسد وأصابعه تشير لطهران، هنا يمكن القول أن المطلب العربي أو بصورة أدق العرض العربي للأسد أساسه دعم الاقتصاد السوري، وعودة ميمونة للدولة السورية لمقعدها في الجامعة العربية، مقابل الطلب من إيران الانسحاب من سورية، أو بالحد الأدنى ليس قطعاً للعلاقات مع طهران، وإنما أن لا تكون سورية ممراً لإيصال الصواريخ الإيرانية لحزب الله.
توقيت زيارة وزير الخارجية الإماراتي يأت في مرحلة كارثية يمر بها الداخل السوري لجهة تردي الوضع الاقتصادي بالتوازي مع فشل الحكومة السورية في صياغة حلول اقتصادية جذرية أو حتى إسعافية فاعلة، بالتوازي أيضاً مع طوابير السوريين في مطار دمشق لمغادرة البلاد وهذا مايبدو عاملاً مؤثراً قد يدفع الأسد للقبول بالعرض ، هنا تحديدا يمكن تفسير مانقلته بعض المعلومات عن زيارة السيد حسن نصر الله دمشق قبل اسبوع من زيارة بن زايد ودار الحديث عن تخفيض التواجد الايراني في سورية وتغيير طرق توصيل السلاح للحزب إلى معابر جبل الشيخ في إشارة “للالتفاف” على المطالب العربية.
السؤال الكبير هل تدفع معاناة السوريين والوضع الاقتصادي الكارثي الرئيس الأسد للقبول بالعرض الخليجي الذي تقوده الامارات؟؟ وهل نرى الأسد قريباً ضيفاً في الامارات ويلتقي ولي العهد محمد بن زايد؟ فمصلحة الشعب السوري يجب أن تكون مُقدّمة على أية تحالفات ، صحيح أنها منعت سقوط الدولة وأركان النظام، لكن الثمن كان كبيراً وكبيراً جداً من دماء السوريين وبناهم التحتية وهجرة العقول واستنزاف المورد البشري.
*كاتب وإعلامي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …