الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / شيرين التي أرعبتهم حيّة وميّتة

شيرين التي أرعبتهم حيّة وميّتة

حمدي دوبلة
أي قوة وهيبة وعظمة تلك التي كان عليها جثمان شهيدة القدس وفلسطين، شيرين أبو عاقلة، وهو يدقّ المسمار الأخير في نعش أكذوبة الحضارة والإنسانية التي لطالما تغنى بها الكيان الصهيوني الغاصب.
-صورة الشهيدة” شيرين” على التابوت المُحاط بأعلام فلسطين ومشاعر الحزن والغضب والإصرار في عيون وملامح المشيّعين، أفقد الصهاينة صوابهم، فمضوا يكشفون عن قبحهم وسوءاتهم بشكل صريح، ويترجمون ما تنطوي عليه نفوسهم من خبث وحقد على الإنسانية، أفعالا وممارساتٍ أمام البث الحيّ المباشر لقنوات التلفزة.
-بدا العدو رعديدا جبانا خائر القوى، حتى وإن كان جنوده مدجّجين بأحدث أنواع الأسلحة، ولم يكن أمامه من سبيل، سوى السقوط إلى الهاوية أمام أعين العالم وعلى رؤوس الأشهاد.
-كانت فرائص الجنود ومن خلفهم قيادتهم السياسية والعسكرية ترتعد خوفا من مهابة ذلك الجثمان المسجّى، وهتافات الغضب والقهر التي صدحت بها حناجر أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين دون تفرقة أو تمييز.
-المشهد التراجيدي الحزين الموثّق بعدسات المصوّرين ومراسلي وسائل الإعلام في العالم، وبُثّت مشاهده المؤلمة ظهر يوم الجمعة الماضي عبر الأثير، كان طرفاه الجلاد والضحية، وما بينهما تجلّت صورة واضحة لمستوى انحطاط ووحشية تلك الكائنات، وهي تُصرّ على إكمال الفصل الثاني من جريمتها النكراء بحق إنسانة كان سلاحها، ضمير حي، وكلمة صادقة، وموقف شريف.
-ارتبطت صورة شيرين أبو عاقلة وملامحها بالقدس وفلسطين وبمأساة ومعاناة شعب يرزح تحت وطأة وجرائم وانتهاكات كيان غاشم، لا يستثني في جرائمه طفلا أو امرأة أو شيخا أو صحفيا يؤدي عمله الإعلامي، حمل صوتها المميّز على مدى ربع قرن من الزمن إلى أسماع الدنيا الكثير والكثير عن ممارسات وإجرام هذه الدولة اللقيطة، وظلت كذلك حتى آخر لحظات حياتها، حين سقطت برصاص الغدر الصهيوني على ثرى التراب الفلسطيني الطاهر.
-لم يفلح الصهاينة أبدا في تحقيق أهدافهم من جريمة اغتيال شيرين، أرادوا إسكات صوت الحقيقة، والتغطية على مجازرهم، وإذا بابنة القدس، تكتب بدمها الزكيّ فصلا جديدا من مسيرة النضال المقدّس ضد جحافل الاحتلال وأعداء الله والبشرية.
-ربما أكون واحدا من بين الملايين، الذين لم يعلموا بشأن ديانة ابو عاقلة إلا يوم استشهادها، فقد كانت شيرين تنسج قصصها الصحفية الرائعة عن قضية فلسطين والأقصى والمقدسات الإسلامية بعاطفة إنسانية صادقة، وانتماء حقيقي لا ينبئ أبدا عن أي دين تعتنق. كل ذلك لا يهم، فقد عاشت لوطنها ومبادئها وترجلت وهي تحمل لواء فلسطين في الوقت الذي تسابق فيه كثير من المسلمين وأدعياء الدين والعروبة، إلى أحضان العدو يعرضون عليه خدماتهم بالمجّان.
-ماتت شيرين شامخة مثل الجبال الرواسي وبقي صوتها الحر يجلجل في المدى، وستظل عنوانا ورمزا لقضية فلسطين وشوكة مزروعة في حلق الكيان ولعنات تطارد أحفاد القردة والخنازير في كل زمان ومكان.

نقلا عن صحيفة الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …