الخميس , أبريل 18 2024
الرئيسية / اراء / حديث الناس .. اليمن وتدوير القتلة والفاسدين

حديث الناس .. اليمن وتدوير القتلة والفاسدين

 

بقلم/ احمد الشاوش*
في اليمن فقط يتم تدوير اللصوص والقتلة والانتهازيين والخونة والعملاء والمنافقين والحاقدين ومخلفات الطابور الخامس الى المناصب والمراكز الحساسة وأكتساب الفلل والقصور والعقارات والتجارة والتمتع بما لذ وطاب على أنغام الثورة والثروة مع بداية كل عاصفة وزلزال سياسي مدمر لليمن خارج اطار العقل والحكمة ، بدلاً من استقطاب الشرفاء والكفاءات الوطنية المنتجة..

بينما يتم اجتثاث وتسريح وطحن الوطنيين والشرفاء والصادقين والشجعان وأصحاب العقول والمؤهلات والكفاءات والخبرات وقذفهم الى الشوارع والمقاهي والبيوت والسجون بلا مرتبات أوحقوق وخدمات انسانية لنزوات ومصالح شخصيةواسرية وقروية ومناطقية وأقليمية ودولية نتيجة للارث الثقافي والتاريخي والسياسي الرهيب والتفنن في نقل الكوادر الوطنية الى غرف الانعاش والمقابر بجلطات القهر والفقر والجوع والنزوح والمرض والاستبداد كما يتم التخلص من المخلفات والنفايات اليومية الى مقلب الازرقين وكل مقالب اليمن التعيس بقرار خارج اطار الدستور والقانون بلهجة خليك في البيت أو طلقة طائشة أو اتصال مرعب أو دراجة نارية بلاضمير

ويتواصل حديث الناس في اليمن السعيد ، ليكتشف المواطن الشريف اصول التعاسة خلال خمسة أيام وبدون معلم كيف يتحول القائد الى ساحر والسياسي الى منجم والضابط الى مرتشي والمخبر الى جزار والتاجر الى محتكر والمصنع الى غشاش والمعلم الى مزور والوزير الى فاسد والدبلوماسي الى تابع والحزبي الى امعة والموظف انتهازي والطبيب الى مستغل والمشعوث الى مشهور والسمكري الى مشلح والمشلح الى مسؤول والمهندس الى متلاعب بالمعايير والكل يدور في فلك السلطة والتسلط والمال والشهوات والظلم والبيع والشراء إلا من رحم الله.

في اليمن قبائل ومشايخ وسياسيين وقادة ووزراء وقضاة وتجار وعلماء وخطباء مساجد واكاديميين ومثقفين واعلاميين تخصصوا في صناعةالتزييف والتزوير والتدليس والغش والمجاملة على حساب القيم والوطن.

رجال تفننوا في تدريس وتسويق وتصدير الحقد والكراهية والفجور والانتقام رغم ان كل وأحد منهم يرفع شعار الاسلام هو الحل والوطنية والقومية والليبرالية والدولة المدنية هي النعيم وغيرها من المسميات والحركات والمذاهب والتيارات السياسية والثقافية والايدلوجية لدغدغة الشعوب العربية والاسلامية فيكتشف المواطن البسيط والمغلوب على امره ان كل تلك الدكاكين تبيع الجحيم وشعارات الجهل والوهم والفجور والدمار والموت والنعوش ، بينما اشرق والغرب يعيش في التنمية والبناء والاعمار وقيم التعايش والمحبة والسلام ورفاهية الموطن.

في اليمن تجد سارق ومشلح السيارات ولصوص التلفونات والبيوت والجنابي والمحلات التجارية والاراضي وخبطة كلفوت في مزاد عالمي للضحك ، وبعض بياعي العقاقير والمهلوسات والمخدرات والحشيش والاسمدة المضروبة والمسمومة ، قد تم تجنيدهم متعاونين وأحياناً برتب أمنية وعسكرية وفي صورة تحري ومشهد مخبر ثم يتحول الفاسد الى رجل دولة بمرور الزمن وأقتناص الفرص وغياب العدالة ونسيان الوقائع يصبح صاحب مهمات صعبة ونفوذ تحت عذر الاستفاده من خبراته والحفاظ على الامن والاستقرار كما كان في الانظمة السابقة واللاحقة !!؟.

في اليمن يدخل المواطن الى السجن بحجة وبدون حجة بتهمة واحدة واسمع لك وتحقيقات الشرطة والبحث والنيابة والحبس وفقاً للقانون و خارج اطار القانون والتمطيط والتطويل والاستغلال والابتزاز واذا كان مذنب بجريمة واحدة يخرج من السجن وهو محترف وخبير في شؤون الاجرام بعد ان أختلط الحابل بالنابل وتم رميه بين وحوش الجريمة ، بينما النادر منهم من يخرج وقد تعلم حرفه شريفة ، كما يتم الحديث في الشارع.

ومن غرائب الدنيا السبع ان الرئيس في اليمن يحبس والقائد يحبس والاوقاف والبلدية تحبس والشيخ والمشرف والمخبر يحبس وعضو النيابة والقاضي يتلاعب والوزير يعبث والسياسي يبيع وطن وشعب وتاريخ وتجار الحروب يلعبون بجماجم الشباب وأصغر مخلوق يحبس بينما اكبر رتبة لايملك حق الافراج عنه حتى لو برأت المحكمةالمتهم بحكم شرعي وقانوني يرفض الاطلاق!!؟.
في اليمن يتم صناعة الرئيس والزعيم والقائد والوزير والغفير والسياسي وغيرهم خصيصاً ووفق مقاسات معينه لادارة البلد نحو الهاوية وليس التنمية، والتعامل مع مجاميع مسلحة من الشعب ، كشعب الله المختار في الشمال والجنوب والشرق والغرب ، بينما بقية خلق الله في دماغ السياسيين والايدلوجيين المفلسين مجرد منافقين وسلبيين وطابور خامس مكتوب عليهم الجوع والفقر والمرض والموت دون أي رحمة أو وازع ديني وانساني بمجرد الاختلاف في الرأي.

لذلك فالسؤال الذي يتم طرحه في المقايل والمقاهي والمؤسسات والشوارع وعند ركوب الباصات والسيارات الاجرة ، يقول لمصلحة من كل هذا الخراب والدمار والفساد والافساد ، وأين القدوة الصالحة الذي اذا قال صدق واذا قيل له صدق؟

أخيراً.. كم نحن معشر اليمنين قادة ورعايا بحاجة ماسة الى احياء قيم العدالة والمساواة والمحبة والتعايش وجبر الخواطر وتجسيد الوحدة الوطنية والترفع عن الاحقاد والفجور والكراهية والتحرر من المشاريع الاقليمية والدولية المشبوهة وازالة الظلم وتعزيز الامن والاستقرار والسلام والشروع في بناء الدولة الحديثة والمستقبل المنشود تحت سقف البيت اليمني الآمن مالم فإن الواقع يؤكد ان جميع القوى السياسية والعسكرية وتجار الحروب يتم استنزافهم و طحنهم في معارك وكراسي الوهم دون استثناء كالكروت المحروقة للقاعدة وداعش والاخوان التي تم دعمها بالمال والسلاح والفكر المتطرف من خارج الحدود وبدأت عناقيدها تتساقط وأوراقها تحترق وجذورها تقتلع في كل مكان.. فهل من رجل رشيد؟
*رئيس تحرير سام برس

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الأردن..هل دافع عن مجاله الجوي أم حمى إسرائيل؟

د. حامد أبو العز* غالبا ما تختفي خطوط الولاء والخصومة في منطقة الشرق الأوسط ذات …