الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / رسالة إلى الوالي .. دراجات الموت ام الكوارث ..

رسالة إلى الوالي .. دراجات الموت ام الكوارث ..

حسن الوريث

كان موعدنا اليوم مع الحلقة الأولى من سلسلة المواضيع حول أسباب اهتزاز الصورة والفشل في إدارة الدولة وكان الموضوع الأول بعنوان “الاعلام المريض وفشل معركة الوعي ” ولكن طرأ موضوع جديد سنتحدث فيه لانه أيضا يهم الجميع بل إنه يشكل خطرا على حياة الناس وسابداء الحكاية .. قبل ايام دراجة نارية أقبلت نحوي بسرعة عالية بالكاد نجوت منها بعناية الله ولطفه حيث تحركت إلى فوق القمامة في الجزيرة الوسطية بينما سائق الدراجة واصل طريقه بسرعة أعلى غير مبال بما كان سيتسبب به من قتل لإنسان وهذه الحادثة بالنسبة لي ليست المرة الأولى فقد سبق وأن تعرضت لحادث مروري انا وزميلي الإعلامي محمد طاهر غانم وقبلهما وبينهما محاولات سرقة هاتفي المحمول أكثر من
مرة عن طريق دراجات نارية وكم تحدثنا عن مشاكل الدراجات النارية وحوادثها وكوارثها لكن يبدو أنه لاحياة لمن تنادي وأن الأجهزة المعنية والمختصة في سبات عميق رغم كل الإشكاليات المرورية والأمنية التي تسببها على كافة المستويات والأصعدة بل أن هناك فتور شديد يقابل تجاه ذلك من قبل الحكومة وأجهزتها المختلفة وفي اعتقادي أن هذه الأجهزة لن تتحرك لكبح جماح هذه الظاهرة التي صارت تزعج الجميع بمن فيهم الحكومة التي تعاني كثيراً منها سواء من خلال تصاعد الجرائم الجنائية وعمليات السرقات التي ترتكب باستخدام الدراجات النارية أو تزايد الحوادث المرورية على نحو لا يمكن أن تجده في أي دولة أخرى .
سيدي الوالي..
مانشاهده في الجولات والشوارع من الوقوف العشوائي للدراجات النارية والفوضى المرورية والحوادث اليومية والتي تسبب خسائر في الأرواح والممتلكات ويسير ضحيتها شباب في مقتبل العمر من سائقي الدراجات النارية وكذا تحويل الكثير من الأماكن إلى مواقف وفرز لهذه الدراجات ما يعيق الحركة للسيارات وحتى للمواطنين وأصبحت مواقف شبه رسمية والمصيبة أن رجال المرور يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون عمل أي شيء لمنع هذه الظواهر .
سيدي الوالي..
مما لاشك فيها أن بلادنا تعيش فوضى مرورية لا يوجد لها مثيل في أي بلد في العالم ولم تتمكن أي حكومة من معالجة هذه المشكلة التي أصبحت عصية على الحل ولم تجد كل تلك الحملات الإعلامية التوعوية وكذا الحملات المرورية لإعادة ضبط المشهد المروري بالشكل الصحيح فما نشاهده يخرج عن كل المألوف في بلدان العالم حتى تلك البلدان التي نعتبر أنفسنا متقدمين عليها وبالتالي فهذا يعيدنا إلى طرح تساؤل آخر ماهو الوصف الذي يمكن أن نطلقه على المشهد المروري في اليمن ؟ وهل يصح أن تتحمل الأجهزة المعنية بتنظيم المرور والسير في الشوارع والطرقات مسئولية ما يحدث أم أن المسئولية يتحملها مستخدم الطريق ؟ أم أن المسئولية مشتركة بين الجميع ؟ وفي حالة اتفقنا على أن المسئولية تقع علينا جميعا فما هي الأدوار المفترضة على كل منا من أجل ضبط المشهد المروري حتى يسير بشكل أفضل ؟ بالتأكيد أننا نعاني يومياً من الفوضى المرورية ونعيش فصولها ليس يومياً فحسب لكن في كل دقيقة وفي كل ساعة ونرى كيف أن السيارات والدراجات تقطع كل الخطوط وتتعدى تنبيهات رجل المرور ولا تحفل به وتعتبره كأنه غير موجود فتراهم يتقدمون إلى منتصف الجولة بينما الخط مفتوح لجهة واحدة تجد بقية الجهات تتحرك دون ادني احترام لإشارة رجل المرور الواقف في محاولة منه لتنظيم الحركة دون جدوى ومما يزيد الطين بله الدارجات النارية التي يتصرف أصحابها وكأنهم لوحدهم تراهم يتحركون في كل اتجاه لا يعبئون بمن أمامهم من المواطنين والسيارات ورجال المرور.
سيدي الوالي..
نتمنى ان يتم تنظيم حركة الدراجات النارية من خلال ترقيمها وعدم السماح لأي دراجة تعمل بدون لوحات كما يجب الزام سائقي الدراجات بلوائح وأنظمة المرور والمتابعة الدقيقة لأي مخالفات تحدث منهم فما تسببه من حوادث يفوق تلك الحوادث التي تسببها السيارات والمركبات بل انها اخطر بكثير كما ان حركتها الحالية وبهذا الشكل تعيق المواطن حتى من المرور في الشارع بحيث ان الأرصفة اصبحت طريقاً للدراجات ولم يبق للمواطن أي مكان يمشي فيه وأشياء كثيرة ربما يعرفها الجميع أما إذا كانت الدولة تريد منع الدراجات النارية فيجب عليها ان تشتريها من أصحابها واستبدالها بمشاريع صغيرة أو استيعاب سائقي الدراجات ضمن مشاريع وبرامج بحسب مؤهلاتهم فمن كان لديه مؤهل جامعي يتم توظيفه ومن كانوا غير مؤهلين يتم توفير مشاريع صغيرة لهم وغيرها من الحلول التي يمكن ان تسهم في معالجة هذا الوضع القائم ولا يجب ترك الموضوع بهذا الشكل العشوائي والذي يسبب مشاكل كبيرة من كافة النواحي والجوانب فلا ضرر ولا ضرار ولابد من الوقوف امام هذه الظاهرة بجدية التي نعرف انها شر لابد منه ولكن يجب تنظيمه .. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو وتبقى الدراجات النارية كابوس ومشكلة تؤرق المجتمع وتسبب كوارث لا حصر لها بل انها أم الكوارث ؟.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …