د.عبدالله الأشعل*
هناك حقائق تنطلق منها هذه المقالة:
الأولى: أن إسرائيل قامت على الأساطير والأكاذيب وأنها توصلت إلى العلاقة مع فلسطين بتزوير التاريخ والتوراة ولذلك أصبح دعم إسرائيل عندهم واجبا توراتيا.
الثانية: هي أن اليهود سيطروا على العقول عن طريق احتكار مصادر الأخبار ووسائل الإعلام، كما طوع المشروع الصهيوني الإعلام العربي حتى لا يكشف الحقائق مستفيدا من أن الإعلام العربي هو إعلام النظم والحكومات العربية وعندما تكون الدول العربية منقسمة حول إسرائيل ينقسم الإعلام العربي، فهو إعلام ناطق بالعربية لكنه نادرا ما يعبر عن الأمة ولهذا انتشرت المواقع وتتفق اسرائيل مع النظم العربية في كتم الصوت العربي ومطاردة وحجب المواقع فاصبح صراعا بين من يكافحون من اجل حرية التعبير وبين الحكام واسرائيل الذين يطمسون الحقائق وينشرون الاكاذيب والتدليس.
الثالثة: هي أن المشروع الصهيوني احتكر وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وصار يفرض عليها منع إيقاظ الرأي العام الأوروبي والعربي على جرائم إسرائيل.
الرابعة: هي أن أوروبا خاضعة سياسيا وإعلاميا للابتزاز الصهيوني وأن مركز النشاط الصهيوني هو في بريطانيا، لما كان من دور مركزي لبريطانيا في نشأة إسرائيل.
ولذلك فإن نقد إسرائيل يعد معاداة للسامية حتى لو كان النقد موجها من فلسطيني ضحية المشروع.
الخامسة: أن المواقع العربية ومصادر الإعلام العربية في أوروبا تحاول أن تستفيد من مناخ الحرية في أوروبا ولذلك ازدهر موقع “رأي اليوم”، وكلما كان الموقع مؤثرا ويستقطب كبار المفكرين العرب، كلما كانت إسرائيل تراقب وتحاول ان تطمس صوت الحق في هذه المواقع.
السادسة: أن المواقع العربية في أوروبا تواجه من ضغوط التضييق الكثير ولكنه تضييق مدروس حتى لا يقع تحت طائلة القانون.
ويتبلور في أوروبا الآن جريمة التصدي للمستعمر الصهيوني فرفع هذا الاتجاه جريمة معاداة السامية إلى مستوى الجرائم الدولية مع أن الصهيونية هي حركة عنصرية سبق للأمم المتحدة أن وجهت القضاء للمعاقبة عليها.
والذي فجر هذا الموضوع المسكوت عنه هو دعوى ضد صاحب الموقع بسبب ما ينشره وبسبب تصريحاته المؤيدة للمقاومة ضد إسرائيل، واتهمته بالإرهاب ومعاداة السامية.
والعربي في أوروبا يشعر بأن إقامته فرصة وفي نفس الوقت فإن الشعوب الأوروبية مرغمة من حكوماتها على موالاة اليهود الصهاينة، ولذلك لايوجد تكافؤ بين الطرفين في البلاد الأوروبية.
والأهم أن الجالية اليهودية متماسكة وعلى اتصال بالحركة الصهيونية كسند لها مقابل أن العرب متفرقون، كما أن غلبة كفة إسرائيل في المنطقة يجعل الأقلية اليهودية أقوى وأكثر توحشا.وقد لاحظت ذلك منذ عقدين حيث كنت ادعي لحضور المؤتمرات السنوية لفلسطينيي اورويا وكان يحدوني امل ان ندرب عددا من الشياي الفلسطيني في اوروبا وميكا علي مهارات القيادة والدفاع عن القضية بل ومناظرة الصهاينة لتبصير الراي العام باساطير الصهيونية ولكن المشروع قوبل بصمت مخيف في الاوساط الفلسطينية بل ان كورونا قد اوقفت اللقاءات ولكن الفكرة عندي لاتزال حلما.
والصورة أكثر وضوحا إذا كان المواطن العربي في أوروبا فلسطينيا فهو من الناحية النفسية مهجوس بقضية فلسطين ومن حقه في اوروبا أن يجاهر بقضيته وما يقوم به.
موقع “رأي اليوم”، مفتوح لكل الأقلام العربية المؤيدة للحق ضد الباطل.
وجدير بالشعب البريطاني أن يكفر عما فعلته حكومته من تبني المشروع الصهيوني والانحياز للباطل الصهيوني ضد الحق الفلسطيني، فكل مآسي الفلسطينيين تتحملها الحكومة البريطانية التي تفخر بدورها وترفض ان تعتذر لهذا الشعب.
ونحن نثق بحكمة وعدل القضاء البريطاني ليدرك ان هذه القضية كيدية وهي ترديد لمزاعم إسرائيل بأن كل الفلسطينيين إرهابيون لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم.
كما اهيب بالحكومة البريطانية ان تكفل استقلال الجميع وحقه في التعبير خاصة الشعب الفلسطيني، فكما يتاح لليهود بالكيد لكل من ينتقد إسرائيل، فيجب أن يتمتع الآخرون بحق الدفاع.
والهدف من هذه القضية هو إسكات الصوت الآخر وهو يتناقض مع الديمقراطية البريطانية العريقة.
فالقضية باختصار لا تتعلق بأشخاص ولا بتصريحات وإنما القضية هي هل تنجح الحركة الصهيونية في حرمان المثقفين في العالم العربي المشحون بالدكتاتورية من التنفس في بريطانيا في وجود الديمقراطية
ونظرا لأنها قضية عامة فيجب على جميع العرب والأحرار الدفاع عن منافذ حرية الرأي ويكفي ما خلفناه وراء ظهورنا في أوطاننا العربية.
*كاتب ودبلوماسي مصري
شاهد أيضاً
عار على البشرية!
خالـد شـــحام* ستدخل حرب غزة إذا جاز المصطلح بوابةَ التاريخ كأول حرب تجتمع فيها خلاصة …