السبت , ديسمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / هل ينحدر اليمن الى الفوضى؟

هل ينحدر اليمن الى الفوضى؟

عبد السلام العواضي
يبدو، أن أبناء اليمن اتفقوا على ألا يتفقوا حتى لو أدى الأمر إلى تفتيت بلادهم إلى عدة دويلات متناحرة رغم مناشدات الخيرين بالعودة إلى طاولة المفاوضات انقاذاً لبلدهم من التمزيق ومن منطلق لا غالب ولا مغلوب.
إن جل ما يهم اليمانيون حالياً سواء كانوا شيوخاً، أو عسكريين، أو متنفذين، أو حزبيين هو أن يحكم كل منهم مربعه، ويسلب ريعه، إنها مفسدة، وأي مفسدة؟ توارثها اليمانيون فأضاعوا وطنهم بالبيع والشراء. للأسف، انتقل فسادهم الى أعماق أنفسهم،، وإن النفس لأمارة بالسوء.
ad
إذاً أي يمن يريدون، أفضل مما كان قد تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني بإجماع؟ حقيقة، إن الوضع بقضه وقضيضه قد أصيب بنكسة، خاصة بعد تشكيل التحالف العسكري السعودي – الإماراتي منذ سبع سنوات وبضعة أشهر حيث قلب الوضع في اليمن سافله على عاليه، وأصبحنا أمام مجالس عسكرية، ونخب، ومليشيات، وعصابات مدعومة من التحالف العسكري إماراتياً، تعمل خارج إطار الشرعية وبهدف إعاقة أي تفاهم يمني- يمني.
وفي هذا الصدد، كثر الحديث حول هذه التجاوزات،وعلى الرغم من أن “عين الشمس لا تغطى بغربال”، لكنه لا حياة لمن تنادي. الجدير بالذكر، أننا قد وضعنا أنفسنا في جدالات سفسطائية عقيمة تاركين الدولة تحتضر، وبرهنا أمام العالم أننا لسنا بحجم اليمن العظيم؛ – يمن التاريخ، والحضارة- فهل أنتم متعظون؟.
في واقع الأمر، نحن نمر أمام وضع معقد وخطير، فكيف لا؟ ويمننا الحبيبة تتجه نحو الفوضى، والتقسيم المناطقي والنهب الخارجي، ونحن نشاهد مأساتنا أمام أعيننا.
فوا أسفاه!، إن اليمانيين تائهون بسبب خلافاتهم، ويبرهنون يوماً
بعد يوم أنهم لا يملكون وزن حبة خردل من تفكير، ووطنية، كما أنهم لا يدركون أيضاً أن دولا غربية، لا ترغب بوجود يمناً قوياً يكتنز ثروات هائلة وفي موقع استراتيجي، بقدر ما تريد يمنا مجزأ الى دويلات مستفيدة من الخلافات اليمنية الداخلية، ومن يلعبون في المنطقة كمخالب قط للغرب ولاطماعهم . والغاية هي تكريس تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم فيما تبقى من أطلس اليمن الذي تآكل بالبيع والشراء.. كل تلك الأمور تجري لغرض السيطرة على موانئها، وجزرها، وثرواتها تحت ذريعة حماية المصالح الإقليمية والدولية.
يقيناً، أن هناك دولاً غربية وبعضاً من دول الجوار وراء تكريس مؤامرة التقسيم، فهل هناك من يقظة وطنية لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان؟.
حقيق، أننا كيمنيين تأخذنا العزة بالإثم، نهمل الممكنات من الحلول في الوقت الراهن، فربما يأتي اليوم أن ترجع هذه الممكنات أشبه بالمستحيلات، ونخسر وطنا.
“أما آن أن تنسى من القوم أضغان…فيبنى على أس المؤاخاة بنيان”
فهل يا ترى من حل لبلادنا قبل أن يفرضه الآخرون علينا؟ أما آن الخروج من المأزق قبل البكاء على الأطلال، ولات ساعة مندم؟
عن رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ترمب ومعضلات الشرق الأوسط!

د. سنية الحسيني* من الواضح أن الشرق الأوسط الذي خرج منه دونالد ترامب في مطلع …