الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / نسخة ردع جديدة تغيّر مشهد العدوان الاسرائيلي على سورية!

نسخة ردع جديدة تغيّر مشهد العدوان الاسرائيلي على سورية!

د.حسناء نصر الحسين*
في مرحلة مفصلية يعيشها العالم والإقليم وعلى وقع متغيراتها الاستراتيجية المتسارعة وما يترتب على هذه المتغيرات من ترتيبات ضرورية لمواجهتها تأتي زيارة وزير الدفاع السورية علي محمود عباس والوفد العسكري المرافق له إلى طهران في زيارة تحمل الكثير من الرسائل والدلالات لترسم ملامح حقبة متجددة من العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وطهران وأهمية ترسيخ هذه الشراكة بين دولتين يعتبران رأس المقاومة لمشاريع الهيمنة الأمريكية العالمية والصهيونية الإقليمية .
بعد فشل أمريكا واسرائيل في كسر هذا الارتباط بين سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية ودعمها لحركات المقاومة والانتصار الذي حققته دمشق بمساعدة حليفها الايراني والمقاومة الاسلامية اللبنانية سعت امريكا لاستهداف ايران من الداخل بهدف اضعافها وإشغالها عن اهم أهداف الثورة الاسلامية الايرانية المتمثلة بمحاربة الكيان الاسرائيلي ودعم حركات المقاومة الفلسطينية لتأتي زيارة وزير الدفاع السوري للتأكيد على دور ايران المحوري في دعم سورية والجيش السوري وهما اللذان تجمعهما اتفاقية دفاع مشتركة كانت قد وقعت في عام ٢٠٢٠ ، والتي نستطيع أن نبني من خلالها رؤيتنا لأبعاد هذه الزيارة وأهدافها من خلال التحديات الكبيرة التي تواجهها سورية لناحية الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على أراضيها
مع عودة مهندس هذه الاعتداءات الاسرائيلية نتنياهو لرئاسة الحكومة الاسرائيلية وهو صاحب مشروع المعركة بين الحروب التي خاضها منذ عام ٢٠١٧ على سورية والتصريحات الاسرائيلية الأخيرة التي تقول باستئناف الضربات الاسرائيلية على سورية وهي التي لم تنقطع أصلا بضرورة هندسة الرد على هذه الاعتداءات بالطريقة التي تقطع ذراع اسرائيل وهذا الرد يحتاج الى ترتيبات مع الحليف الايراني لناحية الدعم العسكري واللوجستي وبناء القدرات الدفاعية والهجومية للجيش السوري التي كانت دمرت كثير منها القوات الارهابية العميلة للكيان الصهيوني .
وما صرح به قائد قوات القدس خلال استقباله وزير الدفاع السوري باستعداد ايران لنقل الخبرات في مجال الحرب الالكترونية وحرب المعلومات وتقديم المساعدة للقوات السورية في مختلف الأبعاد والمجالات يؤكد ان الايام القادمة ستحمل معها تطور كبير على المستوى الاستراتيجي بما يرفع من جاهزية الجيش السوري للرد بما يشكل ردعا قويا لأي عملية اعتداء اسرائيلي محتمل .
وهذا ما كانت تناقلته صحيفة نيوزويك الأمريكية التي نقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى بأن ايران تقوم على اعادة بناء البنية التحتية للجيش السوري وتقديم السلاح الجوي المتطور بما يحدث تغييرا كبيرا في القدرة الدفاعية والهجومية للجيش السوري ، وما ذكرته نيوزويك الامريكية طبيعي جدا وهو حق للدولة السورية التي تقوم بإعادة بناء جيشها وتقويته في سبيل حماية امنها واستقلالها وسيادتها من أي عدوان ارهابي صهيوني في ظل تبعية مجلس الأمن الدولي للقرار الأمريكي الاسرائيلي الذي خاطبته مرارا وتكرارا للقيام بمسؤولياته ووضع حدا للاعتداءات الاسرائيلية عليها ، لترى دمشق نفسها أمام مسؤولية وطنية تحتم عليها التحرك مع حلفائها وشركائها وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية لوضع حد لهذه الاعتداءات .
وهنا نتوقع من هذه الزيارة:
صناعة منظومة دفاع متقدمة تمكن دمشق من ردع العدوان الاسرائيلي وإيلامه .
نستبعد ان تتوقف دمشق عند حدود بنية الدفاع الجوي بل قد نشهد تطورات في الرد السوري ضمن سيناريوهات محتملة أولها تحريك الجبهات التي تعتبر تماس مع العدو الاسرائيلي .
تنفيذ عمليات ضمن ما يمكن أن نسميه الهجوم من أجل الدفاع .
افساح المجال للإيرانيين لتحرك يتيح لهم القيام بعمليات ضد كيان العدو .
وفي الختام
المرحلة المقبلة تحمل مفاجآت على صعيد الموقف السوري قد يكون أكثر صلابة من الهجمات العدوانية الصهيونية ، فالتحولات الحاصلة بالمنطقة تضع دمشق في موقع متقدم يساعدها في اتخاذ قرارات مهمة وفي أولويات التحولات ملف الإرهاب والتقارب السوري التركي والتقارب السوري الخليجي ، وانعكاسات الحرب الروسية – الاطلسية كل هذه المستجدات تجعلنا نضع توقعات ان نشهد تغييرات في ناحية الحرب مع السورية فهي تعيش أيامها الأخيرة في طريق قضائها على الأذرع والأذيال الاسرائيلية في ادلب وعدة مناطق اخرى ليصبح توجيه ضربة موجعة على الرأس الإسرائيلي أمرأ حتميا .
*باحثة في العلاقات الدولية – دمشق

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …