الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / اراء / إلى متى سيظل الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية؟

إلى متى سيظل الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية؟

د. فايز أبو شمالة*
بغض النظر عن أحكامهم، وبغض النظر عن أفعالهم، فطالما كانت هناك اتفاقية سلام بين الأردن والكيان، فالأصل أن يخرج كل الأسرى الذين يحملون الجنسية الأردنية من السجون الإسرائيلية، وللتأكيد على هذا المنطق، يكفي أن نشير إلى عدم وجود أي أسير إسرائيلي في السجون الأردنية، حتى أولئك الإسرائيليين الذين مارسوا قتل الأردنيين بشكل متعمد أمام السفارة، غادروا الأردن إلى إسرائيل، دون أن يمسهم الضر، ولم يمس الضر اتفاقية وادي عربة، الموقعة بين الأردن العربي والكيان الصهيوني.
الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية وجهوا رسالة للخارجية الأردنية، تطالب بالعمل الجاد للإفراج عنهم من سجون الاحتلال، وأزعم أن هذه الرسالة على أهميتها، تضيّق متسعاً، فمسؤولية إطلاق سراح الاسرى الأردنيين لا تقع على عاتق الخارجية الأردنية فقط، فالمسؤولية يتحملها كل الشعب الأردني، وعلى رأسه الملك عبد الله الثاني، والحكومة الأردنية، والجيش الأردني، وكافة الأجهزة الأمنية الأردنية.
تقول المعلومات الإسرائيلية: يوجد في السجون الإسرائيلية 18 أسيراً من حاملي الجنسية الأردنية، وإن هناك مقترحاً بنقلهم إلى سجون الأردن لإكمال مدة محكوميتهم، وفي هذا المقترح إهانة للأردن شعباً وحكومة وملكاً، إذا كيف يصير الأردن مستخدماً لدى العدو الإسرائيلي، ويطبق الأحكام الجائرة التي قضت بها محاكم الاحتلال على أبناء شعبه؟ إن هذا المقترح ليذكرنا بالسلطة الفلسطينية، التي كانت، وما زالت تعتقل النشطاء في سجونها، بناء على أوامر إسرائيلية، وفي هذا المضمار نستذكر غارة الجيش الإسرائيلي على سجن أريحا، سنة 2002، يومها تم اعتقال كل الموقوفين في سجن أريحا، وتمت محاكمتهم أمام المحاكم الإسرائيلية، وما زال معظمهم أسرى في السجون الإسرائيلية حتى يومنا هذا.
وتقول المعلومات الأردنية: هنالك 20 أسيراً ومعتقلاً في السجون الإسرائيلية، بأحكام ومدد متفاوتة، أبرزها الحكم بحق الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بـ 67 مؤبداً، بينما يعدّ محمد مهدي المعتقل الأردني الأصغر سناً، وهناك 25 أردنياً مفقوداً في إسرائيل، غالبيتهم من الذين قاتلوا مع قوات الجيش الأردني عام 1967، ومعركة الكرامة عام 1968، فأين هؤلاء الأسرى والمفقودون؟ وماذا يفعلون في السجون الإسرائيلية رغم وجود معاهدة سلام بين البلدين؟
لقد تجاهلت اتفاقية وادي عربة الموقعة 1994، الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، تماماً كما تجاهلت اتفاقية أوسلو الموقعة 1993 الأسرى الفلسطينيين، وإذا اعتمدت الحكومات الأردنية والفلسطينية المنطق نفسه، الذي يقول: بأن اعتقال هؤلاء الأسرى تم بعد التوقيع على الاتفاقيات! فإن منطق الأسرى يقول: إن مقاومة الاحتلال غير مقترنة باتفاقية، وبقاء الاحتلال بحد ذاته تجاوز للاتفاقيات، ومحرض على فعل المقاومة، وهذا ما جاء في رسالة الأسرى الأردنيين، الذين قالوا: نحن ناضلنا من أجل حرية وكرامة هذه الأمة، عملاً بنصوص القانون الدولي، فكل ما فعلناه يقع تحت غطاء مقاومة المحتل، الذي أجازته كافة القوانين الدولية، ونؤكد أننا أسرى حرب، ولسنا مجرمين كما يعاملنا الاحتلال.
الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية موزعون على عدة سجون، تبدأ من سجن نفحة، وحتى ريمون، وهداريم، وجلبوع، والنقب، وإيشل، ومجدو، وهذا يشير إلى أن العدو الإسرائيلي يتعمد تفريق السجناء الأردنيين عن بعضهم البعض، وعدم السماح لهم بالتواجد في سجن واحد، بهدف تقطيع أواصر الترابط بينهم.
الأسرى الأردنيون يواجهون المصير نفسه الذي يواجه الأسرى الفلسطينيين والعرب، وجميعهم يحذر من تطبيق قانون إعدام الأسرى، والذي يهدد حياة تسعة أسرى أردنيين، كما يهدد حياة المئات من الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد.
ملاحظة: الأسرى الفلسطينيون قد تشملهم صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، بينما الأسرى الأردنيون سيتم استثناءهم، فالعدو لن يسمح برفع أسهم المقاومة لدى الأمة، ولن يفرط بورقة مساومة تضغط على الحكومة الأردنية.
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نزاهة البروي وأقفال سيادة الوزير!

بقلم/ احمد الشاوش* علي البروي رئيس مجلس ادارة نادي 22 مايو الزهرة سابقاً .. نجم …