حسن الوريث
احد الاصدقاء الاعزاء الذين عادوا إلى الوطن من بلد الاغتراب للاستثمار في بلده شكا لي بمرارة وحرقة حول ما يعانيه من الأجهزة الحكومية من تعقيدات لايمكن وصفها لانها لا تحصل سوى هنا في بلد العجائب.. يقول انه عاد إلى الوطن بعد فترة اغتراب ليستثمر في مشروع تعليمي ظنا منه انه سيجد كل الترحيب والتسهيلات لكنه لم يجد سوى تطفيش وتعقيد..
سيدي الوالي..
بدأ صديقي المستثمر العزيز يسرذ لي كيف تحولت أجهزة الدولة والحكومة الى غرماء واعداء ابتداء من السلطة المحلية في المديرية وكافة مكاتبها إلى السلطة المحلية في المحافظة ومكاتبها الى الوزارات ومكاتبها وكل منهم يتفنن في إجراءات التعقيد بدلا من التسهيل والتبسيط وكل شيء برسومه وثمنه وكل يوم وهو وموظفي المشروع مع عساكر وطقومات الجهات إلى درجة أن مشروعه صار مزارا للموظفين والعساكر ويقول انه بدأ يكره اليوم الذي فكر فيه بالعودة إلى وطنه للاستثمار وخدمة أبناء بلده.
سيدي الوالي.. يقول صديقي المستثمر العزيز سأذكر لك هنا نقطة واحدة تدل على حجم التعقيد الذي يحدث لي .. تخيل انني بدأت خطواتي الأولى لتأسيس المشروع ومازلت في طور التسجيل واستخراج التراخيص اللازمة من الجهات الحكومية وفي اخذ ورد معهم فإذا بعساكر هيئة الزكاة ومندوبها يطلبون مني بطاقة الزكاة وعبثا حاولت اشرح لهم ان الزكاة من شروطها ان يحول عليها الحول لكنهم لم يسمعوا أو يتفاهموا واصروا على كلامهم وحين ذهبت معهم الى الهيئة لشرح الأمر ندمت كثيرا لأنهم طلبوا مني هناك دفع أكثر من مائتين الف ريال زكاة تحت الحساب رغم أن راس مالي الذي بدأت به لو فرضنا أنه حال عليه الحول لا يستحق هذا المبلغ لكني وتحت الضغط اضطررت لدفعها فهل هناك بند في الزكاة يسمى زكاة تحت الحساب؟ وهل من ينقذنا من هذه التصرفات من موظفي هيئة الزكاة الذين جأوا لتصفية ما بقي في جيوب الشعب اليمني من أموال وكانه لا يكفيهم مئات الآلاف من المتسولين ومئات الآلاف الآخرين من العاطلين وكل يوم والهيئة تبتكر أساليب عجيبة للجباية ربما الغرض الحصول على شهادة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية أو من الاتحاد الدولي للمبتكرين لمن يبتكر أساليب لتطفيش الناس وتعذيبهم.
سيدي الوالي..
هل هناك من يستطيع توصيل مظلوميتنا إلى الجهات العليا وإيصال ما يعانيه الناس ليس من هيئة الزكاة فقط ولكن من كل الهيئات والمؤسسات والمجالس العليا واللجان الأعلى ومن تصرفات موظفيها وكما قلنا قبل ذلك ان الدولة حسمت أمرها واختارت عدة أشخاص مقابل الشعب اليمني وبالتالي فما علينا سوى انتظار الفرج من الله سبحانه وتعالى فهل وصلت الرسالة وسيتم وضع حد لهذه التصرفات التي فعلا تسيء للدولة والحكومة لتخفيف معاناة الناس حتى لا يبقى الوضع كما هو فمن تطفيش المستثمرين ببند الحماية كما كان سابقا إلى تطفيشهم بموظفين لا يعرفون مسئولياتهم أو أنهم يتعمدون ذلك عن سبق اصرار وترصد لتبقى اليمن بيئة طاردة للاستثمار للمشاريع بانواعها الكبيرة والصغيرة؟ وهل ما نسمعه من كلام عن تشجيع الاستثمار هو كلام تلفزيوني وإعلامي وان الواقع عكس ذلك تماما تعقيد وتطفيش للاستثمار بالزكاة تحت الحساب وروتين معقد وموظفين منتفعين متهبشين ومسئولين في بروجهم العاجية لايدرون مايصنعه موظفيهم واشياء اخرى ربما نتحدث عنها لاحقا لكن الأهم هو انصاف صديقي المستثمر وكل من يريد أن يستثمر في وطنه ؟