السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / مواطن يبحث عن وطن(74) .. اطفال الشوارع.. قنبلة موقوتة.. مستقبل مجهول..حكومة نائمة..

مواطن يبحث عن وطن(74) .. اطفال الشوارع.. قنبلة موقوتة.. مستقبل مجهول..حكومة نائمة..

حسن الوريث

قال لي زميلي المواطن العزيز.. الحمد لله على سلامتك من الحادث المروري .. ولا سامح الله من كان السبب في هذه الفوضى المرورية وعدم التزام السائقين بأنظمة ولوائح السير والغياب التام لسلطة المرور إلا في جمع المال والجباية.. وعموما سأتحدث معك اليوم عن موضوع في غاية الأهمية والخطورة ويتعلق الأمر بأطفال الشوارع الذين ينتشرون بشكل مخيف ومزعج في
كافة الجولات والمناطق والشوارع نرى أطفال ذكوراً وإناثاً في عمر الزهور البعض منهم يتسول مباشرة والبعض الأخر يتسول عبر بيع بعض الأشياء والبعض يحترف السرقة في الشوارع والمساجد والجولات المرورية لكنهم في نهاية المطاف يشكلون لوحة مخزية في ظل غياب الحكومة وكافة أجهزتها عن المشهد.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كل يوم نشاهد مناظر في كل مكان لهؤلاء الأطفال الذين يتحولون مع مرور الوقت والزمن والظروف الاقتصادية والاجتماعية والأسرية الى مشاريع عصابات إجرامية وارهابية استغلال من العصابات والجماعات الإرهابية لظروفهم وحاجاتهم وما يحز في النفس ان هؤلاء الأطفال خارج المنازل والمدارس وخارج نطاق الرعاية الحقيقية لأسرهم وللدولة في نفس الوقت.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. لماذا يتم ترك هؤلاء الأطفال هكذا في الشوارع دون أن تقوم الدولة يمسئوليتها في القضاء على هذه الظاهرة رغم أن الأجهزة الأمنية تعرف تماماً أن الكثير من هؤلاء الأطفال الذين أصبح الشارع مأوى لهم أصبحوا من زوار أقسام الشرطة والبحث الجنائي حيث يتم القبض عليهم لاشتراكهم في جرائم مختلفة أقلها السرقة سواء بشكل فردي أو عبر عصابات منظمة والبعض منهم تستقطبهم الجماعات الإرهابية وتحولهم إلى مشاريع إرهابية وهذه الأمور كلها معروفة لدى الأجهزة الأمنية المختلفة لكنا الأمر يمر مرور الكرام؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز..بالتاكيد ان موضوع اطفال الشوارع مقلق ومزعج ولكن ماهو العمل للقضاء على هذه الظاهرة؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. المطلوب  من الحكومة دراسة هذه الظاهرة بشكل حقيقي عبر كافة الأجهزة المعنية سواء الحكومية أو منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ووضع المعالجات اللازمة لها وأن يتم التّعاملُ مع أطفال الشّوارع بطُرقٍ وأساليب خاصّة والعمل على توفير نظامٍ اجتماعيٍّ يهتمّ بتفعيل آليّةٍ لرصد أطفال الشّوارع المُعرَّضين للخطر .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. لابد من إنشاء مؤسَّسات اجتماعيّة تهتمّ بالتّدخل المُبكّر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة وكذا التّدخل لحماية الأطفال ضحايا الأُسَر المُفكَّكة، والأطفال العاملين في بيئات ضارّة وغير آمِنة، ومنذ سنّ مُبكّر وكذا تطوير برامج مكافحة الفقر وتأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً وان تقوم هيئة الزكاة وهيئة الأوقاف
مع الشئون الاجتماعية بإنشاء مؤسَّسات اجتماعيّة تهتمّ بالتّدخل المُبكّر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة وكذا التّدخل لحماية الأطفال ضحايا الأُسَر المُفكَّكة والأطفال العاملين في بيئات ضارّة وغير آمِنة ومنذ سنّ مُبكّر وكذا تطوير برامج مكافحة الفقر وتأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً عبر مشاريع حقيقية وليس وهمية كما هو الحاصل الان مثل مشاريع الزواج التي تستنزف الأموال وتنتج اطفال إلى الشوارع .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. تفعيل دور الإعلام بوسائله المختلفة لزيادة وعي المجتمع وتحريك الرّأي العامّ حول هذه الظّاهرة وأهميّة مُكافحَتها لأن إهمالنا لهذه الفئة سيتركهم فريسة سهلة للعصابات الإجرامية والمنظمات الإرهابية وهذا بدوره يؤثر على مستقبل الوطن.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. الاعلام غائب مثله مثل بقية أجهزة الدولة والحكومة عن هذه القضايا الجوهرية والمهمة واهتماماتهم بعيدة كل البعد عن هموم ومشاكل المواطن والوطن وكان الأمر لا يعني احدا وايضا لابد من تطوير نظام التعليم لان هؤلاء الأطفال مكانهم في المدارس وليس في الشوارع ولكن جزء من المشكلة هو النظام التعليمي السيء والمريض.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. شيء مؤلم ان تنتشر وتتوسع هذه الظاهرة لتصبح قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت في ظل حكومة نائمة وأجهزة غائبة تبحث عن مشاريع بعيدة عن الواقع ولا تلامس احتياج الناس ونتمنى أن تصحو حكومتنا قبل أن يقع الفأس في الرأس حينها لن ينفع الندم وستكون التكلفة باهضة الثمن.. فهل وصلت رسالتنا انا وزميلي الصحفي ام ان الوضع سيبقى ويستمر كما هو ونساهم بتغافلنا وهروبنا من معالجة الوضع في ضياع مستقبل بلدنا وتحويل شبابه إلى عصابات إجرامية وإرهابية والأمر بين يدي من يهمه الأمر اذا كان ثمة من يعي ويفهم ؟.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …