بقلم/ نبيل طه
في بداية ظهور وباء كورونا سارعت مختلف دول العالم الى اجلاء رعاياها من الصين ومالبثت تلك البلدان التي انتشر فيها القيروس الى طرد الاجانب من اراضيها في صورة عكست الارتباك والتسرع في القرارات الخاطئة والتي كان لها الاثر الكبير كما يقول متابعون ومختصون صحيون في تسارع انتشار كورونا حول العالم
في الصين كان الامر مختلفا رغم انها الدولة الاولى التي عرفت فيروس كورونا وكان من الطبيعي ان تكون اكثر ارتباكا في التعاطي مع المشكلة
-راينا كما راى العالم باسره كيف تعاملت جمهورية الصين الشعبية مع المحنة الوبائية منذ لحظاتها الاولى بمسئولية عالية وبنظرة شاملة لم تقتصر على مواطنيها فقط كما فعلت دول اخرى ولمسنا نحن المقيمون في الصين كيف وفرت السلطات الرسمية للجميع دون النظر الى جنسياتهم او اعراقهم كافة الخدمات والمؤن اللازمة خلال الحجر الصحي وكيف قدمت ارقى مستويات الخدمات الطبية لمن اصيب بالفيروس سواء كان من الصينيين او من غيرهم لكنها لم تجد بدا امام رغبات كثير من الدول والاجانب من ضيوفها بمغادرة الصين والعودة الى بلدانهم الا ان تلبي تلك الرغبة وسهلت هذه العودة كااحسن مايكون ونستغرب اليوم تلك الاقاويل التي يرددها الساسة هنا وهناك ومحاولاتهم المحمومة لتحميل اللوم على الصين في انتشار الوباء في العالم فقط لانها استجابت لتلك الرغبات الملحة للدول باعادة مواطنيها الى الديار
– الحكومة الصينية التي كانت تصارع وحيدة في مواجهة الفيروس لاسابيع واشهر فيما اكتفى العالم من حولها بالمشاهدة والتندر واجلاء كل دولة لمواطنيها من البلاد ولنفترض مثلا بان بكين رفضت الاستجابة ومنعت مغادرة الاجانب لاراضيها حسب مايقوله البعض الان بانه كان القرار السديد والمنتظر من الصين لكن هل تتصورون كيف سيكون الهجوم عنيفا عليها اذا ما تعرض البعض من تلك الجاليات الاجنبية للاصابة بالوباء وتوفي على اثر ذلك
-لقد كانت الضغوطات الخارجية هائلة على الصين وهي في اوج مكافحة الوباء لكن ذلك لم يؤثر ابدا على صوابية الموقف الصيني ومضت في نهجها الواضح في مواجهة الفيروس والتعامل الحكيم مع تداعياته ومااحاطت به من ظروف واحداث وهاهي اليوم تسجل نجاحا مشهودا يرسم بارقة امل عريضة لبقية شعوب الارض في امكانية الانتصار على الفيروس لذلك يتوجب اليوم على ابناء البشرية ترك المماحكات والخلافات جانبا والعمل للاستفادة من هذه التجربة الصينية الرائدة في مكافحة الوباء باعتبارها من حملت راية البشرية بكل جدارة واستحقاق في هذه المعركة الحاسمة ضد واحد من اخطر التهديدات لحياة الانسان على هذا الكوكب.
شاهد أيضاً
ثورة أكتوبر .. بين الأمس واليوم!
عبدالفتاح البنوس* شكلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر من العام 1963م، محصلة لقرابة 129عاما من …