حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز.. مسكين هو المواطن اليمني الذي يقاسي ويعاني الأمرين في هذه البلاد ولم يجد من ينصفه.. قلت له .. نحن نعرف ذلك لكن ماهو الجديد الذي جعلك تعيده؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. يا صديقي الصحفي.. هل تابعت ما يسمى مؤتمر الطب المخبري في اليمن الذي عقد في صنعاء على مدى ثلاثة أيام؟.. قلت له نعم متابعة عادية لانني لست متخصصا في هذا الجانب ولكن ماهو الجديد في الأمر فهناك عشرات وربما مئات أو آلاف المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تعقد في بلادنا وكلها مجرد فعاليات الغرض منها شيئين الأول الظهور الإعلامي للبعض والثاني بعثرة الأموال التي. الناس بأشد الاحتياج لها.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلام في محله ولكننا سنتحدث عن المؤتمرات الطبية على وجه الخصوص التي تبدأ وتنتهي دون فائدة منها فمازال الوضع الصحي في البلاد سيء جدا ومازال المواطن يبحث عنه دون جدوى والمسئولين مشغولين بهذه المؤتمرات والندوات وورش العمل.. فهل تعلم ماتسمى بحكومة الإنقاذ ان الوضع الصحي في البلاد كارثي وان المواطن يموت اما من انعدام الخدمات الصحية والطبية والعلاجية أو من القهر بحثا عن قيمة الخدمة الصحية او العلاج أو الفحوصات أو غيرها ؟ وهل تعلم ماتسمى بحكومة الإنقاذ أن المواطن يهرب من المستشفيات الخاصة بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليفها الباهظة جدا جدا جدا إلى المستشفيات الحكومية الرديئة جدا جدا جدا كالمستجير من الرمضاء بالنار ؟ وهل تعلم ماتسمى بحكومة الإنقاذ الوطني أن أسعار المختبرات الخاصة سياحية جدا جدا جدا وان المختبر المركزي الذي نظم هذا المؤتمر في حالة يرثى لها من كافة النواحي ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. بالتأكيد أن ماتسمى بحكومة الإنقاذ الوطني لاتدري شيئا عن معاناة الناس لان مسئوليها يحصلون على الخدمات الصحية والطبية والعلاجية في احسن المستشفيات الخاصة والمختبرات الخاصة لان عندهم القدرة على دفع أي مبالغ تطلب منهم والمسكين هو المواطن.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. سأتحدث عن هذا المؤتمر الفنكوشي كمثل فقط عن كل تلك المؤتمرات والندوات وورش العمل فالجهة التي نظمته وهي المختبر الوطني لمختبرات الدم وابحاثه هي أفشل مؤسسة صحية على الإطلاق ومن كذب جرب وعليه بزيارة المختبر وانت كان لم تجربة سيئة معه يا صديقي الصحفي وثانيا فان كل الأوراق التي قدمت اليه وتسمى أوراق علمية كلها عبارة عن نسخ لصق ولم تقدم اي جديد من اي ناحية علمية أو طبية وثالثا ما الذي تحقق للبلاد من هذه المؤتمرات ؟ ورابعا وهو الاهم اين مخرجات هذه المؤتمرات وخاصة أنه المؤتمر الرابع ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. فعلا كارثة بكل معنى الكلمة والكارثة الاكبر أن هؤلاء الناس لم يجدوا من يحاسبهم أو يقول لهم كفى وعيب عليكم الضحك على هذا المواطن المسكين كما أنهم لم يجدوا من يحاسبهم على تعذيب المواطن المغلوب على أمره والذي مازال يبحث عن خدمة صحية غير موجودة .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كما قلت انت كيف سيشعر المسئول بمعاناة الناس وهو بعيد عنها .. هو يتلقى الخدمة الصحية على مستوى عال دون عناء وابواب المستشفيات والمختبرات الخاصة مفتوحة له أولاده يتعلمون في مدارس خاصة الخاصة هو بعيد عن معاناة البحث عن لقمة العيش لأنه يستلم مرتباته ومستحقاته واعتماداته وبدلاته كاملة اما الموظف فهو يبحث عن مرتبه المفقود وقيمة الخدمات الصحية والطبية والعلاجية ويعاني شديد المعاناة دون أن يجد من يلتفت اليه .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلام يدمي القلب لكننا ننفخ في قربة مقطوعة ومسئولينا بدون احساس بالناس ومعاناتهم.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. الكارثة الأكبر أن المسئول الأول على القطاع الصحي لم يكلف نفسه ان يسال عن نتائج كل هذه المؤتمرات والندوات وورش العمل وماحققته لمصلحة المواطن واين مخرجاتها التي يفترض أن تكون ملموسة على تحسن هذا القطاع وخدماته كما انه لم يكلف نفسه بزيارة حقيقية وليس اعلامية للمرافق الصحية ليتعرف على وضعها المتدهور والذي صار في الحضيض وان يتخذ الإجراءات اللازمة في حق كل المقصرين وأولهم مدير المختبر الوطني احد أسوأ المرافق الصحية في البلاد وكذلك في حق كل مدراء ومسئولي المستشفيات الحكومية السيئة .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. معالي الوزير الخطيب مهمته فقط التنظير وإلقاء الخطب فقط لاغير كما انه مشغول بأمور أخرى وليست الصحة في قاموسه والأهم أن لديه حصانة كاملة لأنه من الخبرة والمقربين ولا يضره ما يفعل بل إنه هو من يشرعن لهذه المؤتمرات والندوات وورش العمل والأهم أن يكون له كلمة في البرنامج ليستعرض عضلاته في الخطابة فقط.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كارثة أن تتحول الصحة إلى مؤتمرات وهمية ومسئول محصن وكذب على الناس والمواطن يعاني أشد المعاناة إلى درجة أن الكثير من الناس يفضلون الموت في منازلهم على العذاب بين المستشفيات الخاصة السياحية والحكومية المريضة.
اتفقت انا وزميلي المواطن العزيز ان نوجه رسالة إلى من يهمه الامر في الجهات العليا اذا كانوا يسمعون انين وعذابات الناس بان يلتفتوا إلى هذا القطاع الهام ويوجهوا بالغاء كافة المؤتمرات والندوات وورش العمل الفنكوشية التي صارت باب من أبواب بعثرة الأموال وبريستيج اعلامي وسياسي وان يتم التوجيه بتحديد رسوم واسعار المستشفيات والمختبرات الخاصة حتى يكون في مقدور الناس الحصول على خدمة صحية وطبية وعلاجية فيها أو تطوير وتحسين المستشفيات والمختبرات الحكومية ومحاسبة كل من يقصر في عمله من اول مسئول في هذا القطاع إلى كل مسئولي المرافق الصحية وان يكون معالي الوزير الخطيب ومسئول المختبر الوطني ومدراء المستشفيات التي كانت كبيرة لكنها صارت اصغر مما تتخيلون أول من يتم محاسبتهم وابعادهم لانهم فعلا لا يستحقون أن يكونوا في اماكنهم .. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى الوضع الصحي في البلاد كارثي ويتدهور إلى الأسوأ ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.. اتفقت انا وزميلي المواطن العزيز ان يكون موضوعنا القادم بعنوان .. الأجهزة الأمنية وبلاطجة الشوارع.. السرق اخوة..