السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / باحث واكاديمي فلسطيني :هكذا يحرم اليمن الإسرائيليين من المشاركة في القمم العالمية

باحث واكاديمي فلسطيني :هكذا يحرم اليمن الإسرائيليين من المشاركة في القمم العالمية

 

د. حامد أبو العز*
قمة الأطراف COP28 هو المؤتمر الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي سيعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.
تخوّف إسرائيلي من المشاركة بسبب اليمن
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية عن أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تخشى أن يقوم اليمن بإطلاق صواريخ لاستهداف الرئيس الإسرائيلي “يتسحاق هرتسوغ” الذي غادر إسرائيل إلى الإمارات للمشاركة في مؤتمر المناخ والذي يعتقد بأنه سيلقي كلمة في المؤتمر.
ويبدو بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى مشاركته في المؤتمر لذات السبب وتقول التقارير الواردة من إسرائيل بأنّهم يخشون إطلاق طائرات مسيرة أو صواريخ لاستهداف الشخصيات المشاركة. وتسعى إسرائيل للاستفادة من هذه الفرصة لشرعنة تدخلها العسكري في قطاع غزة بعد الانتقادات العالمية وانتقادات مؤسسات حقوق الإنسان والمظاهرات العالمية التي شهدتها عواصم العالم.
فلسطينياً، فقد أصدرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة “إسرائيل”، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) نداءً دعت فيه كافة أطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية للامتناع عن المشاركة في الدورة الثامنة والعشرين لقمة تغيّر المناخ السنوية للأمم المتحدة (COP) وذلك بسبب ما وصفته بالتحالف مع إسرائيل.
انتقادات للخطط المناخية
يهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتتمثل أحد التحديات الرئيسية في مؤتمر COP28 في عدم التوصل إلى توافق بين الدول حول كيفية تحقيق أهداف اتفاق باريس. فقد تعهدت بعض الدول بالفعل بخفض انبعاثاتها بنسبة 50% أو أكثر بحلول عام 2030، بينما لم تتعهد دول أخرى بأي تخفيضات.
يرجع هذا الاختلاف إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الاختلافات الاقتصادية والسياسية بين الدول، والاختلافات في الاعتماد على الوقود الأحفوري.
لقد كانت بريطانيا أولى الدول التي تتخلى عن التزاماتها البيئية بشكل صريح، ففي سبتمبر 2023، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، روشي سوناك، عن تراجع بريطانيا عن بعض التعهدات المناخية. وشمل ذلك تأجيل حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل إلى عام 2035 بدلاً من عام 2030، وإلغاء هدف خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران بنسبة 50% بحلول عام 2050.
وجاء هذا التراجع بعد انتقادات من بعض المحافظين، الذين اعتبروا أن التعهدات المناخية السابقة كانت غير واقعية وتمثل عبئًا على الاقتصاد البريطاني. كما جاء التراجع في أعقاب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التضخم.
بينما تم توجيه انتقادات لادعة للدولة المستضيفة الإمارات حول دورها في التلوث البيئي. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة الغارديان الإنجليزية في مقال لها أنه على الرغم من استضافة الإمارات لمؤتمر COP 28 إلا أن آبار النفط والغاز التي تديرها الإمارات تشهد احتراق الغازات بشكل يومي، وذلك على الرغم من أن الإمارات التزمت منذ أعوام عديدة وفي إطار اتفاق باريس بوقف حرق هذه الغازات.
وبحسب نفس الصحيفة فقد لعبت الإمارات دورا كبيراً في انبعاث الغازات السامة والغازات الدفيئة من خلال حرق الغازات من آبارها للنفط والغاز البالغ عددها 32 بئرا، 20 منها تابعة لشركة أدنوك التي يرأسها سلطان الجابر الرئيس المقبل لقمة المناخ. كما أنّ الإمارات خططت لحفر آبار النفط والمشاريع النفطية الكبيرة في مناطق مختلفة من العالم في إطار خططها الخمسينية، وتعد البنية التحتية الرئيسية لهذه المشاريع مخالفة للمعايير والمبادئ الدولية في دعم البيئة، ومعظم هذه المشاريع تنفذها شركة أدنوك وبدعم من سلطان الجابر، الأمر الذي أظهر صورة سلبية له بين الداعمين والناشطين في مجال البيئة. هذه النشاطات التي ستساهم في مقاطعة كبيرة من قبل رؤساء الدول وناشطي حماية البيئة لهذا المؤتمر، ويبدو بأن أول وأهم الغائبين عن المؤتمر سيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومن التحديات الأخرى المطروحة على أجندة المؤتمر هي حاجة البلدان النامية إلى المساعدة في الانتقال إلى اقتصادات أكثر استدامة. فهذه البلدان تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ، وهي أقل استعدادًا للتعامل معها. حيث تقدر الأمم المتحدة أن البلدان النامية تحتاج إلى 100 مليار دولار أمريكي من التمويل المناخي سنويًا بحلول عام 2030. ومع ذلك، فقد فشلت الدول المتقدمة حتى الآن في الوفاء بهذا الالتزام.
إلى جانب التحديات المناخية يواجه المؤتمر ومنظموه انتقادات حادة في المجال الحقوقي والإنساني. حيث قالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، بأنّ الإمارات العربية المتحدة، تخضع المعارضة السلمية من خلال التعبير أو تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها أو التجمع السلمي لقيود مشددة أو تجريم، وتتطلب التجمعات العامة موافقة الحكومة، والعشرات من منتقدي الحكومة مسجونون.
كما قال المتحدث الرئيسي باسم “تحالف العدالة المناخية Climate Justice Coalition أسد رحمن نشعر بقلق بالغ إزاء (احتمال) توقيف أشخاص واحتجازهم، مشيرًا إلى أن تحالف العدالة المناخية ينوي تنظيم تحرّكات على الأرض. وأوضح الناشط لوكالة فرانس برس أن ثمة قلقًا أكبر من حجم المراقبة وخصوصًا المراقبة الرقمية.
ختاماً، من الناحية النظرية، يُعد مؤتمر COP28 فرصة مهمة للدول لاتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ. ومن خلال العمل معًا، يمكن للدول التوصل إلى اتفاقات طموحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وتوفير التمويل المناخي للبلدان النامية، والتكيف مع آثار تغير المناخ. وأما الناحية العملية فقد يظهر هذا المؤتمر إصرار الدول على المضي قدما في سياسات مناخية خادعة قائمة على التعهد الإسمي دون تنفيذ خطوات على الأرض. كما لا يمكن اغفال دور المقاطعة الواسعة بسبب حقوق الإنسان وحرية التعبير والعامل الحقوقي في هذا التجمع.

*كاتب وباحث سياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الاعلام الدولي : عملية اليمن في “تل ابيب” أهانت “اسرائيل” وأعادت لـ”يافا” اسمها الحقيقي

اليمن الحر الاخباري/متابعات على مدار الايام الماضية طغت عملية القوات المسلحة اليمنية التي ضربت قلب …