السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / غزة تشيّع الشارع العربي إلى مثواه الأخير!

غزة تشيّع الشارع العربي إلى مثواه الأخير!

ايهاب سلامة*
لم تفضح غزة تخاذل النظامين العربي والإسلامي في امتحانها التاريخي فقط، بل فضحت تخاذل شعوبهما الصامتة، وكشفت واقعهم المتردي، ومواقفهم الضعيفة المخزية، وشيعت جثمان العروبة إلى مثواه الأخير.
لقد عرّت غزة سوءاتنا جميعاً، وهتكت ستر كرامتنا التي أهدرت عن بكرة أبيها ونحن نراقب شلال الدم الفلسطيني وهو يراق بغزارة على يد أنجس مخلوقات الله، ولم نثر غضباً، وكأننا موتى، بل الموتى أعزّ نخوة وشرفاً وكرامة.
أين الشوارع العربية التي تخرج عن بكرة أبيها لحضور مهرجان غنائي لمطرب تافه؟ وأين الجماهير الإسلامية التي تحتشد لمباراة كرة قدم أتفه؟ ولماذا غابت الشعوب عن نصرة الفلسطيني الذي يذبح أمامها، وغضّت طرفها عنه إلا من رحم منها ربي؟
أين المروءة العربية والإسلامية من أطفال غزة الذين تقطٌعهم قنابل الإحتلال لأشلاء على الهواء مباشرة؟ وأين ما تبقى فيهم من كرامة، إن ظل فيهم كرامة، والطائرات الصهيونية تفجّر بيوت أخواتنا الفلسطينيات على رؤوسهن، ولا يفزع حرّ لنجدتهن، وتخلينا عنهن بكل جبننا المعهود وتاريخنا المعاصر بالخذلان والوضاعة.
عندما تتقدم مواقف دول وقيادات وشعوب غربية ولاتينية وافريقية، على مواقف دول وقيادات وشعوب عربية، لنصرة غزة الفلسطينية العربية، وتتقدم مواقف يهود أميركا، على مواقف الشعوب الإسلامية، فعن أي وطن عربي وأمة إسلامية نتحدث؟ وما نفع القواسم المشتركة بيننا ونحن نجسد الهوان في أرذل حالاته؟!
عندما يحتشد مئات الألوف من الأمريكيين والأوروبيين غضباً على حرب الإبادة التي ترتكب في غزة، ولا تكاد ترى مسيرات شعبية في الشوارع العربية والإسلامية، فالخذلان الشعبي حينها لا يقل فداحة عن الخذلان الرسمي الذي يراقب المجازر بانتظار التهجير أو الإبادة.
الصمت الرسمي العربي لا يمكن تفسيره سوى أنه علامة رضا وقبول، فكيف نفسر الغياب اللافت للشارع العربي سوى أنه إعادة إنتاج لحقبة النكبة، والنكسة، وانعدام الضمير العربي الذي استمرأ الهوان وما عاد فيه من حمية ولا نخوة.
الخذلان العربي، شمل مختلف القطاعات المجتمعية، من نقابات وأحزاب واعلام وقوى سياسية ومؤسسات حقوقية ومدنية الخ،، لم ترق جميعها إلى مستوى الحدث الجلل، وأخفقت بإسناد غزة بما يوازي فداحة الجرائم الصهيونية التي ترتكب فيها، وهذا ما التقطته المقاومة التي لم تعد تعول في خطاباتها لا على نظم سياسية ولا على الشعوب، وما عاد للغزي الذي يتعرض لخذلان تاريخي يصم هذه الامة بالعار حتى قيام الساعة، سوى الاعتماد على الله والبندقية.
ربما تكون هذه إرادة الله في الشعوب العربية المتخاذلة وهو القائل سبحانه:
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين).
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …