الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / أخبار / السروري نموذجا حيا للماساة: المخفيون قسريا في اليمن..مآسٍ تتوالد

السروري نموذجا حيا للماساة: المخفيون قسريا في اليمن..مآسٍ تتوالد


كتب/حمدي دوبلة

الصدفة وحدها اعادت المهندس المعماري احمد السروري الى اسرته التي تسكن في احد ارياف تعز بعد غياب قسري استمر لقرابة 40عاما قضاها في غياهب السجون السرية في صنعاء
عاد السروري الى زوجته وابنائه لكنه كان بقايا انسان فقد اصبح كهلا منهك القوى وفاقد الذاكرة ولايدري ماالذي اصابه ولم يكن ابدا ذلك الشاب الطموح والمبدع حين تم اختطافه من احد شوارع العاصمة صنعاء ذات مساء من صيف العام 1978من قبل مجهولين يعتقد بانهم من جهاز الامن السياسي التابع لنظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي يتهم بتنفيذ حملة تصفية وتنكيل بالمعارضين السياسيين وانصار الرئيس القتيل ابراهيم الحمدي خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

وتعتبر ظاهرة الاعتقالات والاخفاء القسري للخصوم السياسيين واحدة من الاستراتيجيات الرئيسة التي يعتمدها اطراف الصراع ويقول حقوقيون وناشطون بان ظاهرة الاخفاء القسري عادت بقوة خلال الصراع الدائر في البلد منذ اكثر من خمس سنوات ولكن هذه المرة جاءت اشد باسا واكثر عددا بالنظر الى تعدد اطراف النزاع

وتوضح تقارير حقوقية محايدة بان هناك اليوم على الاقل 1605 واقعة احتجاز تعسفي، و770 واقعة اختفاء قسري و344 واقعة تعذيب، منها 66 واقعة وفاة في أماكن الاحتجاز غير الرسمية
ويضيف تقرير اصدرته مؤخرا منظمة “مواطنة” المعنية بحقوق الإنسان وهي منظمة مدنية محلية بان هذه الاحصائيات تم رصدها وتوثيقها بشكل رسمي للفترة من مايو 2016 الى أبريل من العام الجاري 2020.

الصدفة وظهور السروري

لعبت الصدفة الدور الرئيسي في عودة المهندس السروري الى اسرته مؤخرا وهو الذي يعود اليه الفضل كمايقول مقربون منه في تصميم اهم الابنية الرسمية واكثرها شهرة في العاصمة صنعاء مثل البنك المركزي اليمني ومبنى طيران اليمنية وفندق تاج سباوغيرها من المنشئات التي تعتبر من المعالم العمرانية المميزة في العاصمة صنعاء .
ويقول محمد وهو النجل الاكبر للمهندس السروري بان بعض الاقارب من اهالي قريته في تعز وجدوه قبل حوالي عام في أحد شوارع صنعاء في حالة مشرد وفاقدا للعقل ولكن احدا منهم لم يجرؤ على الجزم بانه فعلاً المهندس أحمد السروري وبعد إرسال صورة وفيديو لزوجته التي تسكن في عزلة بني شيبة محافظة تعز تعرفت عليه من خلال علامة في ساقه.
وحينها قامت إحدى قريباته بصنعاء بنقله إلى منزلها وعملت على تنظيفه وتقصير شعره وتغيير ملابسه قبل ان يقوم ابناؤه بالمجئ الى صنعاء واصطحابه معهم الى قريته ليلتقي بزوجته يوم الاحد الموافق 28من يونيو الماضي في مشهد انساني حزين اختزل كثيرا من الالام والمآسي التي تتسبب به هذه الظاهرة السلبية في حياة كثير من اليمنيين.
ويضيف نجله بان والده العائد كان في ريعان شبابه عندما احتجازه واخفائه قسريا وكان عائدا لتوه من روسيا بعد ان اكمل هناك دراسته الجامعيةفي الهندسة العمرانية وذلك بدعم من قبل فريق امريكي هندسي كان يشرف على تصميم المبنى الريئيس لبنك المركزي اليمني وحين لمس الفريق نبوغ وموهبة هذا المهندس الشاب تكفلوا بتكاليف دراسته العليا لكن ايدي الجلادين لم تمهله ليستكمل حلمه وقادته الى معتقل قضى فيه 40عاما ولم تفلح كل المحاولات كمايقول ولده محمد في العثور عليه او حتى مجرد الحصول على اية معلومة عنه رغم الجهود الكبيرة التي بذلها اخوته وزوجته عبر تلك المراحل الطويلة

ولا يزال مصير العديد من المخفيين قسرا والمحتجزين بشكل تعسفي والذين زادت اعدادهم كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية مجهولا حتى اللحظة فيما تتسابق اطراف الصراع كمايقول الناشطون الحقوقيون في اضافة المزيد من الضحايا بشكل يومي
وتؤكد المنظمات الانسانية الدولية بان ماتستطيع بعض المنظمات الحقوقية المحلية من رصده وتوثيقه عن حالات الاخفاء القسري في اليمن لايلامس الحقيقة وان الارقام الحقيقية للضحايا تزيد بكثير عن تلك الارقام المعلنة.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبد الباري عطوان: اليمن أهان الأمريكي والإسرائيلي

  اليمن الحر /متابعات أكد الكاتب الفلسطيني ورئيس تحرير جريدة (رأي اليوم) عبدالباري عطوان، أن …