الثلاثاء , أكتوبر 15 2024
الرئيسية / اراء / قرار مجلس الامن.. حراثة البحر!

قرار مجلس الامن.. حراثة البحر!

علي الزعتري*
لا عاقل يحرث البحر ليزرعه. ولا عاقل يرجو من مجلس ا لأمن ثمراً. صِدقاً لا أعلم مغزى التعب لاقتراحِ قرارٍ ترفضه الولايات المتحدة حتى تُعادَ صياغته مراراً لترضاه.
السفراء و وزاراتهم و جيش موظفيها وموظفي المجلس في عِراكٍ مع الكلمة و الحرف باللغات الخمس لترضى ست الحسن والجمال مندوبة أمريكا ووصيفتها مندوبة بريطانيا وبالطبع كي ترضى الصهيونية. والرضا لن يكون إلا بعد تفريغ القرار من الذخيرة اللغوية، التي حتى إن بقيت فلن تعني للصهيونيةِ شيئاً. أظن أنه لو راجعنا كلمات الاحتجاج منذ القرارات التاريخية للمجلس حول فلسطين لتعدت الملايين.
الغباء كما يقولون ليس أن تخطئ بل ب أن تعيدَ ارتكاب الخط أ وأنت تعلم أنه خط أ. وهكذا العرب. ما هو الإنجاز الذي تحققه فلسطين و الدول العربية بقرارٍ ممتازٍ لا تريد الصهيونية تطبيقه؟ وما هو ا لإ نجاز بقرارٍ مائعٍ؟ لا شيئ سوى المؤتمر الصحفي المعتاد الذي بعده بدقائق يصطف القرار بجانب ما كان قبله و تستمر ا لإبادة في غزة.
الدبلوماسيون تحديداً الفلسطينيين منهم في ا لأمم المتحدة يقولون أن القرار مكسب و يعرفون أن هذا محض كلامٍ مفرغٍ من المعاني لكنهم لا يعرفون طريقاً غير الكلام ولا يملكون سنداً في حكومتهم و لا في كل حكومات العالم التي صوتت للقرار. لكنها الوظيفة التي يقومون بها و لا يعرفون غيرها و لا يمتلكون الشجاعة للقول أنها فارغة. لأنهم لا يؤمنون بقوةِ المقاوم. ولكنهم يؤمنون ب إخلاصٍ بفلسطين و يتألمون لألم الضحايا.
لكن لعدم إيمانهم بالكفاح المسلح المقاوم هم ضعفاء. لم يكن لڤييتنام وفدٌ دائمٌ في ا لأمم المتحدة لكنهم ربحوا الحرب بوجود حكومة سايغون وهي كانت كما السلطة الفلسطينية اليوم، لا حول ولا قوة. تخيلوا أن يتكلم مندوب فلسطين في ا لأمم المتحدة باسم المقاومة و السنوار و ضيف و أبو عبيدة. أو يقول أن المفاوضات ليست بالمجلس بل من غزة. صراعٌ أتخيله بين البدلة الرسمية وذاك حافي القدمين الذي يرمي قنابل الهاون. للتصغير، كانت الدعاية ا لأمريكية تصف المقاوم الفيتنامي أنه يلبس البيجاما.
وانتصرت هذه البيجاما علي البي 52. اليوم حافي القدمين في غزة يجعل الصهيوني يبول في نومه. قرارات المجلس لم تعد حتى ذر رماد في العيون بل هي الرماد في الريح في الصحراء. القوة هي عند الحافي فليرجعوا له.
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

“المُسَيَّرَة”التي ستغير مسار العدوان!

خالــد شــحام* يمكن القول وبثقة بأن النشوة المؤقتة التي لازمت وجه المجرم نتانياهو طيلة شهر …