الأحد , مايو 19 2024
الرئيسية / اراء / ماذا لو “حررت” إيران القُدس؟!

ماذا لو “حررت” إيران القُدس؟!

صلاح السقلدي*
لا نعرف كم مرة مطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم دول اوروبا أن تثبت للأنظمة والنخب العربية المذعنة لمشروع التطبيع الابراهيمي سيء الصيت، والخانعة للعصا والجُزَرة الامريكية انها منحازة كُليّا للعدو الصهيوني وأنها تقف بوجه كل ما له علاقة بنصرة العرب وقضيتهم المركزية (القضية الفلسطينية ) ولا تأبه لهم ولا ولإخلاصهم وطاعتهم العمياء لها؟.
*********
لن يكون الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي الذي استخدمته أمريكا مساء الجمعة لإفشال مشروع القرار العربي بمنح فلسطين صفة دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة آخر المواقف الأمريكية العدائية ضد الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية مثلما لم يكن هو الأول من نوعه الذي تعمد إليه أمريكا،ولكن برغم كل ذلك ثمة أنظمة عربية تواصل تغابيها عن فهم هذه الحقيقة،بل وتعمل جاهدة على أن تظل تتخذ من نفسها خرقة لمسح تغوط حكام البيت الأبيض في كل محفل دولي وعند كل موقف عدائي.
********
البعض ممن أحسنَ الظن بهذه الانظمة الرخوة توقع بعد أن استخدمت أمريكا الفيتو ان يسمع من هذه الانظمة بيانات ومواقف نارية غاضبة بوجه أمريكا ترتقي لمستوى الحدث وحجم المحنة المريعة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وبمستوى الغطرسة الأمريكية،ولكن كالعادة شيء من هذا لم يحدث، فقد توارت هذه الانظمة خلف ستار شفاف مهترىء عبارة عن بيانات مرتعشة مخزية،فبدلاّ من أن تغضب من هذا الموقف وتسمي الأشياء بمسمياتها وتحمّل أمريكا مسؤولية إجهاض القرار ذهبت تلك الأنظمة الى تحميل مجلس الأمن المسئولية وأعربت عن (أسفها ) مما أسمته ب(فشل مجلس الأمن) بتبني هكذا قرار، مثلما اعربت عن ذات الاسف قبل اسابيع عما اسمته ايضا بفشل مجلس الأمن بتبني قرار أممي واضح بوقف اطلاق النار وادانة إسرائيل يستق مع اوامر المحكمة الدولية، فبدلا من إدانة أمريكا بسبب هذه المواقف العدائية ذهبت تلك الانظمة للتخفي خلف بيانات هزيلة مرعوبة من الغضب الأمريكي، مع أنها اي تلك الأنظمة تعرف جيدا ان الذي افشل ويفشل القرارات الاممية هي امريكا ومعها بريطانيا وليس مجلس الأمن، الذي صار بالحقيقة مختطفا لدى امريكا وحلفائها، كما وأنها تعرف حق المعرفة مَن الذي يدعم إسرائيل بكل أنواع الدعم السياسي الدبلوماسي بالمحافل الدولية والحقوقية ويغطي عن جرائمها وفظائعها ،فضلا عن الدعم العسكري والمالي ولكنها تتحول الى نعامة غبية تدس رأسها بتراب الخذلان ورمال المهانة ،بل وصلت بها الفجاجة حد الاصطفاف في متراس عسكري واحد مع إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا للتصدي للصواريخ الايرانية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل في موقف مخزٍ ليس له نظير.
*********
لم تكتف هذه الانظمة وسدنتها من الأصوات الموالية لها بهذا العار بل طفقت تهزأ من الهجوم الإيراني وتصفه تارة بالمسرحية وتارة أخرى بالفاشل. لكنها أي هذه الانظمة وسدنتها من كتبة السلطان لم تقل لنا بالضبط ماذا لديها من افلام جادة تفضح المسرحية الايرانية ولماذا لم تكتف بالتزام الصمت والخوف من تبني أي موقف عسكري يدعم الشعب الفلسطيني كما تفعل أمريكا وأوروبا مع إسرائيل ولو على شكل مسرحية او حتى فيلم كرتوني بل ذهبت تتخندق مع الطرف الآخر.
مدهش ذلك المقترح- على طرافته طبعا-الذي يطرحه البعض هذه الأيام لتحرير القدس واشاعة خبر أن إيران تسعى لاحتلال القدس والسيطرة على المسجد الاقصى،حينها فقط ستثور ثائرة الحمية والغيرة من أنظمة التخاذل وكتابها وشيوخها وسوف تحشد كل طاقاتها المادية والبشرية وتستنفر كل فتاويها ومساجدها وقنواتها وذبابها الاليكتروني وتدفع بقضها وقضيضها صوب اولى القبلتين لتخليصها من المجوس الرافض، أما الآن وطالما وأن متطرفي الصهيونية وغلادة اليهود هم من يحتل القدس ويعربد بساحات مسجده فالوضع عادي جدا ولا يدعو للقلق أو يحتاج دعوة للجهاد واراقة دماء أبناء العمومة الابراهيميين فالامور لا تحل بالحروب العبثية وشطحات الأعاصير المتهورة والمزايدات بل بالتطبيع وبالموعظة الحسنة فكلنا عيال ابراهيم.
*نقلا عن رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نتنياهو… ومعضلة اليوم التالي للحرب!

د.حسناء نصر الحسين* فيما ينشغل رئيس حكومة الكيان بالتفكير بمعضلة اليوم التالي للحرب وغياب استراتيجية …