علي محسن حميد*
تراهن دولة الاحتلال على تعب المقاومة في غزة ورفعها الراية البيضاء لتوفير فرصة ذهبية لها للعدوان على جنوب لبنان التي دمرت فيه حتى الآن عدة قرى تقع على مساحة 120 كم مربع وللقضاء على المقاومة اللبنانية التي من غير المفهوم لماذا لاتعجب البعض في وطننا العربي وتنقل بعض أجهزته الإعلامية نقلا حرفيا مايقوله الإعلام المعادي مثل أن “حزب الله فصيل مسلح مدعوم من إيران”، للانتقاص من وطنيته ومن دوره المقاوم وتضحياته ودعمه للمقاومة الفلسطينية.الإعلام الغربي لايفرق بين حزب الله وبين إيران وبين الأخيرة وبين المقاومة الفلسطينية وبعضنا للأسف أنساق وجعل من إيران خصما ونسي إسرائيل وامريكا عدوي كل العرب.
لقد راهن الكيان المحتل على تفتيت الأمة ونجح إلى حدما في خلق شعور عربي معاد لإيران ولحزب الله معا وكان حري بمن وقع في هذا الفخ مراجعة نفسه خاصة بعد غزو غزة وتدميرها والعدوان على جنوب لبنان. أما الاحتلال فقد راهن على :
1- قدرته على التجريف البطيئ لإرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه وفرض تطبيع تدريجي بالقمع المترافق مع وحشية الاحتلال العنصري الاستيطاني.
2- قبول شعب غزة للحصار كقضاء وقدر وكمصير ولكن المقاومة في غزة وفي الضفة خيبت أمله وتمكنت في غزة من بناء قدرات عسكرية وبشرية مكنتها من الإقدام على هجمة 7 اكتوبر المباركة التي نتج عنها عمل انتقامي إرهابي متواصل وغزو وتدمير شامل لغزة وقتل همجي في الضفة لم تسلم منه معظم مدنها وبلداتها إضافة إلى تشريع للاستيطان وتمكين الإرهابي سموتريتش من التوسع الاستعماري في 60% من الضفة التي يعلن أنه لن يعيدها لأصحابها ومن تدمير الحقول الزراعية وقلع أشجار الزيتون وقتل ستمائة مدني من بينهم نساء وأطفال وسجن مايقارب عشرة الف فلسطيني من بينهم الكثير من النساء والأطفال أيضا. الديمقراطيون المفلسون أخلاقيا في الغرب الذين لا إنسانية لهم لايحبون حتى قراءة التقارير الدولية التي تجرم إسرائيل ويركزون فقط على أسرى حرب 7 اكتوبر الاستعماريين الذين لايعتبرونهم أسرى حرب لأن المقاومة الفلسطينية في نظرهم غير مشروعة وإرهابية وعلى الفلسطيني أن يتعايش مع الاحتلال الذي لاتعتبره ديمقراطياتهم العنصرية احتلالا لبياض بشرته.
التظاهرات والاعتصامات غير المسبوقة ورفع علم فلسطين تضامنا مع حقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال ورفض تحالف أنظمتهم مع دولة الاحتلال ومدها بالقدرة العسكرية على التدمير لاقيمة لها لديهم بل لقد اتهم عضو كونجرس صهيوني دفعت منظمة آيباك الصهيونية الليكودية نفقات انتخابه بأن الطلبة والشباب المناهضين للاحتلال والقتل والتدمير شيوعيون وهو مايذكر بالحملة المكارثية الإرهابية في امريكا قبل أكثر من نصف قرن ضد المناهضين للسياسة الاستعمارية ولليمين الامريكيي. إن شعب فلسطين في نظر بائعي ضمائرهم للعدو ولمنظماته الضاغطة كآيباك يرون أن الفلسطيني هو الذي يحتل وأنه عدو لهم ولديمقراطيتهم المنحازة لدولة احتلال عنصري وتطهير عرقي.
لقد عجز التنظيم الدولي المعني بتصفية الاستعمار وبإحلال السلام والأمن الدوليين عن القيام بواجباته في إنهاء احتلال إسرائيل بسبب امريكا التي يدير سياستها الخارجية ثلاثة من الصهاينة اليهود المولو واحد منهم في إسرائيل وكلهم ضد حرية فلسطين.امريكا بخضوعها للصهيونية تؤسس لانهيارالتنظيم الدولي الحالي وقيام تنظيم دولي جديد يعبر عن الحقائق السياسية والعسكرية والاقتصادية لقوى عالم اليوم يطوي نظام حقبة مابعد الحرب العالمية الثانية التي هيمنت فيها امريكا على العالم وأفسدته وعسكرته وشلت منظمته.أما عن إسرائيل فيجب طردها من الأمم المتحدة حتى تنسحب من فلسطين المحتلة عام 1967 ومن الجولان السوري المحتل ومن مزارع شبعا بدون قيد أو شرط وتلتزم بميثاقها وتطبق حرفيا اتفاقية جنيف الرابعة التي أضحت ملزمة حتى للدول التي لم توقع عليها وهي الأكثر الزاما لدولة الاحتلال سواء لحماية المدنيين مصالح وبشر أوالتوقف عن قتلهم في وقتي السلم و الحرب وعدم إحداث تغييرات ديمغرافية بالاستيطان الإحلالي احتراما للاتفاقية التي لم يعد يذكرها حتى العرب وللقانون الدولي الإنساني. إن احتلال إسرائيل ليس له نظير فهو:
1- استعمار استيطاني.
2-نظام أبارتهايد.
3- سياسة ترانسفير غايتها النهائية طرد الفلسطينيين من وطنهم لبناء إسرائيل الكبرى التي تتجاوز النيل والفرات وتصل إلى السعودية.
ليس هذا وحده فحسب ولكن دولة الاحتلال تضع نفسها مكان الفلسطيني وتقرر نيابة عنه من سيحكمه في الضفة ومن سيحكم غزة لإدامة انفصالهما تشبها بسياسات حاميتها امريكا في تغيير الأنظمة التي تعجز عن وضعها تحت إبطها. الأمم المتحدة وكل منظماتها تدين جرائم إسرائيل ولكنها تعجز عن إلزام إسرائيل بالتوقف عن القتل والتدمير والتطهير العرقي. أما امريكا والاتحاد الاوربي النشطان جدا في فرض عقوبة إثر أخرى ضد روسيا فيغمضان عينيهما عن جرائم إسرائيل وحتى اليوم لم يصدر منهما لوم واحد لدولة الاحتلال العنصري على ماترتكبته من جرائم وإبادة جماعية وتجويع ومجازر يومية.
لقد توقع العالم كله انفراجة في الحرب ونهاية لجرائم إسرائيل بصدور قرار مجلس الأمن الذي كان في الأصل قرارا إسرائيليا ثم امريكيا ولكن يبدو أن واشنطن وتل أبيب كشريكين استراتيجيين تديران الحرب ولاتريدان حلا ينهيها ويخلص الشعب الفلسطيني من نير احتلال دموي لم يرتو من دماء الفلسطينيين منذ عام 1948 وماقبله.
امريكا هي امريكا وستظل العدو طالما أنها تفعل بنا ماتريد ولانعاقبها أو نعاتبها ونتودد لها بتسميتها “شريكنا الاسترتيجي”! ولانوصد أبوابنا أمام مبعوث إسرائيل الصهيوني انتوني بلينكن وزير خارجية تل أبيب وواشنطن.
*نقلا عن رأي اليوم
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …