حسن الوريث
لعل اهم الملفات التي ستثبت مدى نجاح حكومة التغيير والبناء من عدمه هو ملف المرتبات بل انه الملف الذي اذا ما نجحت هذه الحكومة فيه فإن بقية الملفات ستكون اسهل بكثير جدا واذا مافشلت فيه فإنها لن تنجح في اي شيء وستكون مجرد فنكوش وستضاف إلى سابقتها التي اسميت حكومة الإنقاذ الوطني من حيث العجز والفشل وزيادة معاناة الناس ..
نعرف جميعا أن دول العدوان واياديهم هم من قطع مرتبات الناس في اليمن ولكن ذلك لايعفي حكومة صنعاء من مسئوليتها تجاه مواطنيها وموظفيها بتوفير المرتبات والخدمات لأنها تحملت المسئولية وعليها أن تقوم بمقتضيات واجبها فالناس لا يعرفون سوى حكومة صنعاء ولا يعترفون الا بها وهذا يعني أن عليها صرف مرتبات الموظفين الذين يقعون تحت مسئوليتها ويقومون بالعمل في مختلف مؤسسات الدولة والذين كانوا جزء من عملية استمرارها وصمودها ..
التساؤلات التي تفرض نفسها في هذا الملف.. هل تعلمون أن الموظف يعاني الأمرين جراء انقطاع الرواتب ويعيش أوضاعا مأساوية ؟ وهل تعرفون ان الموظف يتعرض للاهانات من قبل المؤجرين بسبب عدم قدرته دفع الإيجارات وان الدولة لم تستطع حمايته بل إنها تقف مع المؤجر ضده من اصغر قسم شرطة إلى أكبر مسئول ؟
وهل تعرفون ان كثير من الموظفين عجزوا عن توفير أبسط الضروريات لهم ولاسرهم؟ وهل من العدل أن تكون هناك فئات تستلم مرتباتها واعتمادات بالملايين وفئات محرومة ولا يصل إليها سوى فتات الفتات ؟ وهل من العدل أن يظل الموظف الذي يعمل وكان سببا في بقاء مؤسسات الدولة والحكومة بدون راتب بينما يرى الوزراء والمسئولين والمشرفين يتنعمون بمرتبات وحوافز وبدلات وغيرها ؟ وهل يعقل أن الدولة والحكومة عأجزة عن صرف مرتبات موظفيها رغم الإيرادات الهائلة التي نسمع عنها ؟ ولماذا تعذيب الموظف وحرمانه من حقوقه؟ ..
في اعتقادي أن هذا الوضع لا يمكن أن يكون طبيعيا او صحيحا فالحكومة الجديدة لابد أن تتحمل المسؤولية وتقوم بصرف مرتبات موظفيها لأن ذلك أهم اولوية يفترض أن تقوم بها وان لا ترمي باللوم على العدوان وتهرب من واجباتها هذا اولا اما ثانيا فإن الحكومة عندما تنتظر من حكومة العدوان صرف الرواتب فإن هذا يعد اعترافا صريحا بها وأن هذه الحكومة غير جديرة بتحمل مسؤولياتها وتجعل الموظف يعترف بمن يصرف راتبه .. فهل يمكن أن تقوم حكومة التغيير والبناء بالإعلان عن صرف رواتب موظفيها بصورة دائمة ومستمرة حتى تنال التقدير والاحترام رغم أن ذلك اقل وابسط واجب ؟ وهل يمكن أن تقوم حكومة التغيير والبناء بإصدار قرار بالتقشف الحكومي والاستغناء عن الكثير من النفقات غير الضرورية وتبدأ بنفسها من أعلى الهرم لتكون قدوة للمواطن ؟ وهل سنرى أعضاء مجالس النواب والشورى والوزراء والمشرفين يتوقفون عن استفزاز مشاعر الشعب بتلك النفقات الباهظة والسيارات الفارهة وبدلات الإيجارات بالملايين بينما الموظف يتعرض للطرد والاهانات بسبب عدم قدرته على دفع الإيجارات ؟ وهل سنرى انصاف المواطن والموظف ومنع التعسف ضده حتى لا تكونوا أنتم والعدوان والظروف الصعبة عليه ؟ وهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه الحكومة تعمل من أجل المواطن وليس العكس؟ وهل ستظل مرتبات الموظفين مخفية مثلها مثل الحوالات المخفية ؟ وهل تعرفون ان صرف نصف الراتب الصدقة لا يكفي وليس من العدل والإنسانية في شيء ؟ ..
ختاما .. هل ستكون هذه الحكومة فعلا حكومة التغيير والبناء وتقوم بواجبها تجاه شعبها ام انها مجرد ديمة خلفنا بابها وستظل عاجزة عن توفير أبسط الاحتياجات للمواطن المغلوب على أمره وأهمها صرف مرتباته اولا لان هذا حق من حقوقه وثانيا تقديرا له على صموده ؟ ونحن جميعا بانتظار ماستقدمه حكومة التغيير والبناء في ملف المرتبات الذي سيكون اول اختبار لمدى قدرتها على احداث التغيير المطلوب .. فهل ستنجح ام ستفشل ويبقى المواطن مظلوم ومسكين ومغلوب على أمره من جميع الحكومات وان غدا لناظره قريب؟؟..
موضوعنا القادم من ملفات ساخنة سيكون بعنوان ” الحكومة والمواطن جباية وتسول”.