السبت , أكتوبر 5 2024
الرئيسية / اراء / الى القائد الراحل!

الى القائد الراحل!

 

بسام ابو شريف*
منذ ان شاهدت على شاشة السي ان ان خبر الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية وسؤال طرحه مسئول امريكي بعد الخبر على مسئول لبناني لم يذكر اسمه عن مصير رئيس حزب الله السيد حسن نصرالله وان جواب المسئول اللبناني كان ننتظر الاخبار …
شعرت عندها ان المؤامرة تمت وانهم وانهم اغاروا على الضاحية لاغتيال قائد المسيرة قائد حركة المقاومة قائد المؤمنين بالله وبالنصر الموعود ورحت افكر طرحت من ذهني احتمال ان يكون القائد والامير الشجاع وصاحب الفطنة والرجل الصادق والرجل المقدام طرحت من ذهني ان يكون هذا الرجل في ضاحية بيروت الجنوبية فقد اصبح معلوما انها اصبحت مستهدفة في كل لحظة بغارات دموية بطائرات امريكية وقنابل تزن الفين وثلاثة آلاف واربعة آلاف رطل تهد البنايات من اسفلها الى اعلاها لا يمكن قلت لنفسي لا يمكن ان يكون هذا الرجل الذكي قد يكون قد وقع في مثل هذا الخطأ …
وعندما وصل الخبر واطمأن الامريكيون الى نجاح مؤامراتهم لم اصدق لم اكن اريد ان اصدق رفضت الخبر ولكنه دخل احشائي لينبشها ويقضي على الالم والامل لحظات ما للسيد من محبة في قلوب الناس للسيد …
ما للسيد من تأثير ونفوذ على المقاتلين والمجاهدين والقادرين على المواجهة للسيد وليس لغيره ولكن قلت لنفسي ألم يكن لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ميزات جعلت منه الرسول الاعظم وخاتم المرسلين واختاره الله ليكون رسوله للبشر ليبث الايمان في قلوبهم ويدلهم على الطريق السليم …
عندما توفي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان لتأثير وفاته تاثيرا كبيرا بكاء ومواقف سلبية وحزنا وشعورا لدى الكثيرين بان الدعوة فشلت بموت صاحبها صلى الله عليه وسلم لكن ابو بكر قال لهم ان كنتم تعبدون محمد فان محمدا قد مات وان كنتم تعبدون الله فان الله حي لا يموت ،
قلت لنفسي وهي ترتجف من الحزن وتذرف دموعا ساخنة كأنها دم يقطر من عيني …
قلت خسارة كبيرة لا نستطيع تقيمها وقدرها الآن لكنها خسارة كبيرة خسارة اولا لانها جعلت من قلوبنا تعتصر الما لانها فقدت ذلك الامير الذي ترجل ورحل للقاء وجه ربك شهيدا شهيدا شهيدا اميرا لمن استشهد من قبل واميرا لمن يستشهد من بعد .
قلت لنفسي ان قلبي يدمي لكنه يرى النور استنادا للايمان الذي كان يستند له امير الشهداء حسن نصرالله لقد كان يستند لايمان في قلبه لما انزل عليه من مهام اوكلت له ليقود أمة نحو الحرية والتحرر وليقودها نحو تحرير القدس والاقصى …
هذا الامير الذي ارتقى بعد ان قال كلمات قصيرة وقليلة بثت قبل اسبوع على استشهاده ولا اخفيكم شعرت ان الامير يودعنا ويريد ان يرحل ولكن رحيله الى جنان الخلد لا يقضي على رسالته …
لقد ترك لنا الامل والحلم لنقاتل من اجله بعد ان شق الطريق وعبده ووضع الهيكلية وزرع الايمان بالنصر زرع الوعد الحق في قلوب المجاهدين الذين وقفوا وقاوموا واستمروا في القتال …
تماما يا سيدي ايها السيد …
ايها السيد كما قلت لنا سنكون كما أشرت لنا سنكون وكما طلبت منا سنفعل …
انت ارتقيت لوجه ربك الى جنان الخلد وتركت لنا ان نستمر فيما بدأت وأسست وانميت لقد خلقت في قلوب المجاهدين صدقك وشجاعتك …
ايها السيد علمتهم كيف يخوضون المعارك دون يأس بل بكل امل وشجاعة وقوة وارادة وصمود وتحمل وايمان بالله ووعده بالنصر الوعد الصادق الذي نقلته انت الى المجاهدين ولاول مرة في تاريخ المسلمين والعرب ولاول مرة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق سوية وكأنما تقول للامة العربية :
توحدوا توحدوا وقاتلوا هؤلاء فكيانهم اوهن من بيت العنكبوت …
لا شك ان هنالك عشرات الآلاف من الذين صدموا وما زالوا مصدومين بكوا وما زالوا يبكون ويرتعدون وما زالوا يرتعدون لفقدانهم اميرهم القائد السيد حسن نصرالله …
يبكون لان القائد رحل ولكنهم سيعودون لذلك الايمان الذي زرعته ايها السيد في قلوبهم …
زرعت الايمان في قلوبنا بفصاحتك وايمانك فقد كنت دائما تستند لقلبك ايمانا عميقا بان النصر آت وان الله لن يخذل المجاهدين …
وانه سينصرهم وان وعده لهم وعد حق …
يا سيدي …
ايها السيد …
يا من تعلق قلبنا بك بكلماتك …كم مرة انتظرنا وانتظرنا لنستمع لكلماتك لمنطقك لما تحمله تلك الكلمات من شجاعة وفصاحة وقوة كم مرة ايها السيد كنت تبث فينا روح المقاومة الى اقصى الحدود حتى من كان منا قد خاض الحروب …
وخرج بجراح واوسمة من حرب الى حرب حتى هؤلاء ولنا منهم كنت تبث في قلبي ايمانا لا حدود له وستنير الطريق بنور لا يقهر يا سيدي يا سيدي السيد يا امير الشهداء يا ايها الراحل الى السماء من القدس التي قاتلت من اجلها وزرعت الحلم في تحريرها وتحرير الاقصى والصلاة فيه لقد وعدتنا ان نصلي فيه ولا شك ان الله سيدعم ما وعدتنا به وسنصلي سويا فيه ،
لك الجنة ايها الامير لك الجنة وقد رحلت على طريق القدس وسنتابع ما رسمت والله اكبر ينصر من يشاء فهو القادر على ذلك فهو الذي يحيي العظام وهي رميم ،
يا امير الشهداء تركتنا وتركت البعض يظن ان الحلم الذي نسجته في عقولنا وقلوبنا حلم الانتصار على العدو تبدد ولم يعد قابلا للتحقيق .
كثيرون ربطوا بين استشهادك وغياب ذلك الحلم او دفنه في رمال تغوص وتلوص كما هو الموج العاتي ولكن من هز قلبه الم وداعك يهز قلبه ما ناديت به ورسمته وجندت الشعوب من اجله وقدت المقاومة بذكاء وفطنة وحرص وشجاعة واقبال وصمود لا مثيل له نقول نحن الذين وقفنا الآن على قدمينا وكنا نتابع حتى نرى ابتسامتك في الجنة نتابع لان هذا ما وعدنا به وما وعدنا به الله من خلالك تحرير القدس والاقصى والانتصار على هذا العدو الوحشي النازي الذي يعوى قتل الاطفال والنساء وتدمبر البيوت على رؤوسهم ورؤوس من ينامون على فراشهم وتدمير المستشفيات وتمير المدارس وتدمير كل انشطة الحياة …
استودعك يا امير الشهداء استودعك لاذهب نحو ما يؤمن به قلبي من مقاومة لعدو امتنا بصلابة وايمان منتظرين وعد الحق الصادق.
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كيف ينسى هذا الجيل كل جرائم الاحتلال؟!

  اسيا العتروس* تخيلت هذا الحوار وانا اتابع القنوات الغربية في متابعتها للقصف الايراني على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *