حسن الوريث
بالتأكيد أننا جميعاً نشاهد تلك المناظر المؤلمة والمزعجة في كافة شوارع وأحياء المدن اليمنية والمتمثلة في انتشار المرضى النفسيين أو ما يصطلح على تسميتهم بالمجانين بذلك الشكل وتلك التصرفات غير المنطقية منهم والخارجة عن إرادتهم ومما لاشك فيه انهم ضحية أسرهم التي رمتهم في الشارع والمجتمع الذي لا يرحم والدولة الغائبة التي لا تقوم بواجبها تجاه مواطنيها كما ينبغي ..
سبق أن تحدثنا عن هذه الفئة كثيرا عل وعسى نجد اذانا صاغية لمعالجة وضعهم لكن الجميع وفي مقدمتهم الدولة والحكومة ومؤسساتهما شعارهم لا أرى لا اسمع لا اتكلم وكل جهة ربما ترمي بالمسئولية على الجهة الأخرى هروبا وتهربا رغم أن الجميع يتحمل المسئولية ولا يجب أن يهرب أحد طالما وانتم في موقع المسئولية ..
طبعا لا أريد هنا ان احدد جهة بعينها كي احملها المسئولية عن رعاية وحماية هذه الفئة ولا اريد أيضا أن احدد أشخاص بعينهم مسئولية تجاه هؤلاء الاشخاص حتى لا يقال أنني استهدف جهة بعينها أو شخصا بعينه لكني سأضع هنا تساؤلات واتمنى من الجميع ان يعرف كل منهم مسئوليته سواء الجهات أو الأشخاص .. من هي الجهة المسئولة عن هذه الفئة وتركها هكذا في الشوارع دون رعاية أو عناية ؟ وكم هي الجهات التي يفترض أن تكون مسئولة عن هذه الفئة؟ وهل يمكن أن يكون هناك مشروع مشترك تقوم به هذه الجهات مجتمعة لرعاية هذه الفئة وانقاذها ؟ وهل هؤلاء هم بشر ومواطنين لهم الحق في الحصول على الرعاية من الدولة والحكومة أم انهم خارج إطار الاهتمام ولا يستحقون أن نهتم بهم ؟ وهل يعقل أن كل تلك المشاريع التي نسمع عنها ونتابعها في الاعلام لم يكن أحدها لهذه الفئة المنسية ؟ وهل كل ذلك الاستعراض الذي نشاهده من المسئولين عن مشاريع بمليارات الريالات لم يكن لهؤلاء نصيب فيها وجهتها الحقيقية ومن يستحقها ؟ وهل ستختفي هذه الفئة من الشوارع أم أنها ستظل باقية فيها ضحية لأهالي يتخلصون من أبنائهم إلى الشوارع ومجتمع لا يرحم ودولة إنسانيتها غائبة ؟ ..
قبل فترة سمعنا وتابعنا أن فخامة الرئيس قام بافتتاح مستشفى للأمراض النفسية وظننت انا وغيري من الناس اننا لن نجد اي مريض نفسي في الشارع وسيتم نقلهم جميعا إلى هذا المستشفى لكن بعض الظن اثم فقد اتضح أن ذلك كان مجرد كذبة على الناس وان هؤلاء وقعوا في الفخ وكان يفترض على فخامة الرئيس أن يحاسب كل من خدعه بهذا المشروع الوهمي ..
ختاما بالتاكيد أن على الدولة ان تعود إلى انسانيتها وتهتم بجميع رعاياها وفي مقدمتهم تلك الفئات الضعيفة ومنهم هذه الفئة المنسية تماما والأمر ليس صعبا أو مستحيلا فقط يحتاج إلى نية صادقة وإرادة حقيقية وليس مجرد مظاهر وإعلام لتضليل وخداع الناس .. اتمنى ان تكون الرسالة وصلت نيابة عن هذه الفئة وغيرها من الفئات الضعيفى التي مازالت تعيش بلا وطن وتحلم به كحق من حقوقها ..
موضوعنا القادم سيكون بعنوان .. أقسام الشرطة يد لتطفيش المواطن ..