الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الرئيسية / اراء / استهداف نصر الله واللعبة الأمريكية!

استهداف نصر الله واللعبة الأمريكية!

مطهر الأشموري*
لعبة أمريكا و”نتنياهو” ارتكزت على أن أمريكا لا تريد توسيع الحرب ولا تريد حرباً إقليمية، فيما “نتنياهو” يريد الحرب الإقليمية كمخرج وهدف شخصي بل يريد جرّ وإجبار أمريكا على خوض حرب إقليمية معه أو من أجله..
في ربط هذه اللعبة بكل ما جرى ومازال فالأطراف الأخرى وثقل الاصطفاف المقابل إقليمياً وحتى عالمياً صدقوا أن أمريكا لا تريد توسيع الحرب وأن نتنياهو هو فقط من يريد الحرب الإقليمية بل ويسعى لجرّ أمريكا إليها أو إجبارها عليها..
أمريكا استعملت هذه اللعبة لتضغط على محور المقاومة ـ وبالذات إيران ـ لتمتنع عن الرد لأنها بذلك تخدم “نتنياهو” في مساعيه لحرب إقليمية..
أمريكا هي من خطط بل وكان المنفذ الأهم في هذه الفترة لكل جرائم الاغتيالات من إسماعيل هنية حتى القائد العظيم السيد حسن نصر الله غير قيادات أخرى من حزب الله بما في ذلك القائد الإيراني في قوة القدس الذي أستشهد مع السيد حسن نصر الله..
مسألة أن نتنياهو يريد حرباً إقليمية وأمريكا لا تريد ذلك مجرد لعبة لشراء الوقت وتسهيل التدمير والاغتيالات ومزيداً من الإبادة الجماعية لـ “نتنياهو”، ولو كنا نصدق ونؤمن بحقيقة أن أمريكا إسرائيلية وإن إسرائيل أمريكية ما كنا صدقنا هذه اللعبة الأمريكية أصلاً..
مع كل ثقتي بالجمهورية الإسلامية في إيران وتقديري لدورها الاستثنائي في دعم المقاومة ومحور المقاومة فإني أرى أن الرد الإيراني الأخير تأخر بعض الشيء، وبين أهم أسباب التأخير تصديق هذه اللعبة وبقدر مؤثر..
يعنينا في محور المقاومة مواجهة أنفسنا بكل ما يمكن أن يؤثر سلباً بأي قدر على خطانا وخطواتنا وبالذات في الأوقات شديدة الحساسية والتأثير..
كمواطن يمني فإني ما ظليت على قيد الحياة أظل الممتن للشهيد الكبير والعظيم حسن نصر الله لأنه كان الصوت الأقوى والأعلى في الدفاع عن اليمن في ظل العدوان وفي ظل تكالب عربي ضد اليمن لم نر أي شيئاً منه في المواجهة مع الكيان الصهيوني، بل أن من تكالب ضد اليمن هو من بين من شاركوا وتواطؤا مع الكيان في حربه وإبادته للشعب الفلسطيني وامتداده إلى لبنان..
في حياتي لم أحزن على أحد كما حزني على استشهاد القائد العربي الإسلامي السيد حسن نصر الله، ولعل تركيزي على اللعبة الأمريكية لأن أمريكا من خلال تفعيلها ومفاعيلها هي من اغتالت هذا القائد وهذا يتناقض مع ما ظلت تطرحه عن كونها لا تريد توسيع الحرب، فاستهداف هذا القائد باغتياله أمريكياً هو الحرب الإقليمية بعينها..
ربما كنت أتمنى ـ ولازلت ـ أن لا نفقد هذا القائد العظيم في هذا الوقت وأربط هذا الحدث باللعبة الأمريكية، ومع ذلك فإننا نؤمن بإرادة الله وقضائه، والله أراده بين الشهداء الخالدين والأسباب عادة ما تكون في سياق الإرادة الإلهية..
ثقتي بإيران كثقل لمحور المقاومة أكبر وأقوى من أن يهزها أو يزعزعها مواويل وممولون، والإعلام العبري الناطق بالعربي هو المواجهة، وبالتالي فتركيزي هو على مدى ربط استشهاد السيد حسن نصر الله باللعبة الأمريكية فيما كل عملاء الأمركة والصهينة من العرب ليسوا في حساباتي ولا قيمة لهم ولا وزن في وعيي وتفكيري..
تركيزي في هذا الربط هو في إطار الأسباب، كما أنه يظل يعنينا أن نستفيد ونتعلم من تجاربنا ومع أمريكا تحديداً التي هي أساس كل إجرام وكل إرهاب في هذا العالم..
بعد كل ذلك أقول إن الرد الإيراني كان قوياً ومزلزلاً وأعاد الكيان الصهيوني إلى حجمه وهو بمثابة رسالة لأمريكا مؤداها “إذا أردتم حرباً إقليمية فنحن لها حتى لو تدحرجت إلى عالمية فلسنا من يكترث”..
إذا الكيان سار إلى رد على إيران كما يهدد ويتوعد فسيكون الرد على الرد أقوى وأقسى، ولنا أن نسأل أمريكا : إذا لم يكن هذا ـ إن حدث ـ هو الحرب الإقليمية فما هي الحرب الإقليمية؟..
إصرار أمريكا على استمرار استعمارها للمنطقة والانفراد بها والهيمنة عليها هو ما يجعل الحرب الإقليمية وحتى العالمية حتمية وكل ألعابها للالتفاف على هذه الحقيقة واستحقاقاتها في واقع المنطقة وواقع العالم ـ كل ألعابها ـ تجاوزها واقع المنطقة وواقع العالم بما في ذلك هذا الاستعمال العبثي و”العبيط” لنتنياهو..
ما الذي تتركه أمريكا من خيارات أكان للمقاومة ولمحور المقاومة أو حتى لقوى عظمى ودولية لها مصالح في المنطقة، وهل من مخرج غير الحرب الإقليمية أو حتى العالمية خاصة ونحن لم نعد في زمن “سايكس بيكو”، ولم يعد متاحاً ولا ممكناً التكرار في “سايكس بيكو”، وذلك ما كان طرحه الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل؟!!.
*نقلا عن الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

انتخابات امريكا وجرائم إسرائيل في غزة!

د. حامد أبو العز* يبدو أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 ستكون واحدة من أكثر الانتخابات …