الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / أيّ دفاعٍ عن النفس؟!

أيّ دفاعٍ عن النفس؟!

أحمد يحيى الديلمي*
هناك مفارقات عجيبة جداً تحدث في الغرب وفي أمريكا على وجه الخصوص تستفز المشاعر وتحير العقول ويعجز الكثيرون عن فهم أبعادها عندما نستمع إليها من وسائل الإعلام ، فبعد أن تتغنى هذه الوسائل بالنهج الديمقراطي والحريات العامة وقوانين حماية حقوق الإنسان نجدها فجأة وقد تغيرت إلى جلاد يساند المجرم وتجلد الضحية ، هذا ما يحدث الآن من مواقف انتهازية قذرة من قبل الغرب بشكل عام تجاه ما يجري في فلسطين ولبنان ، وها هو الزمن يدور دورته ويُظهر على الملأ سوءة العقول المهترئة التي تتحدث عن كل ما يتعلق بحياة الإنسان مجرد حديث وشعارات زائفة تتغنى بما لا وجود له إلا في وسائل الإعلام ، فهي من جانب تقول لا بد من خفض التصعيد وإيقاف إطلاق النار والمجازر في غزة ولبنان وتختم كل بيان أو تصريح بالقول «لكن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها»، عفواً أقول إسرائيل تجاوزاً ، وهُنا تكمن المشكلة والمعضلة التي تُظهر الحقد الدفين المكبوت في قعر النفوس من قبل بعض البشر تجاه الآخر المستضعف ، فأمريكا وأوروبا بشكل عام التي أصمت الآذان وأخرست الأفواه بالحديث عن الديمُقراطية وحقوق الإنسان تتحول إلى مجرم متأصل في الإجرام يتغنى بأنهار الدم الجارفة التي تسيل من الضحايا في غزة ولبنان وهُنا نتساءل بمرارة :
هل قتل الأطفال والنساء دفاع عن النفس ؟!!
هل هدم المنازل على رؤوس ساكنيها دفاع عن النفس ؟!!
هل هدم المساجد فوق رؤوس المصليين دفاع عن النفس ؟!!
هل هدم المدارس فوق رؤوس الطلبة والطالبات دفاع عن النفس ؟!!
هل استهداف الملاجئ ومراكز الإيواء دفاع عن النفس ؟!!
هل .. هل .. سنهلهل من اليوم حتى يوم القيامة ولن تكتمل القائمة ، لأن الكيان الصهيوني الحاقد والغادر يُترجم كل ما يعتمل داخل نفوس المسؤولين فيه من أحقاد وضغائن ضد الأبرياء والمساكين من أبناء الأرض الحقيقيين لا لشيء إلا ليُنفذ المخططات الأمريكية البريطانية المعدة سلفاً، ويكمن دور الكيان الصهيوني فيه بأنه ينفذ ما تم إعداده منذ زمن مبكر، إلى جانب إشباع غرور المراهقين من أمراء الخليج بما في ذلك السعودية الذين يتغنون بإعصار الدم ، وهنا نتساءل عن المصير المجهول لهذه الدُمى التي ارتضت أن تكون مظلة ومصدر تمويل للشر ضد أبناء جلدتها ، غير مُدركين أن دولة الكيان الصهيوني قريباً ستسقط في مستنقع التشظي والزوال ولن يظل هذا الزبد العائم على بحور المصالح المتبادلة إلى الأبد ، بل سينتصر الحق وتعلو رايته لتسقط كل معاني الاستكبار والاستعلاء والغطرسة والتباهي بالمال الحقير .
فالصهاينة اليوم يتصرفون بعنجهية مُستندين إلى مُساندة ودعم أمريكا وأوروبا والمباركة الخفية والمعلنة لمراهقي الخليج ، لذلك لن يردعها أي محظور يتصل بقيم الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية ، لأن هذا الكيان من ورائه أمريكا وبريطانيا يعتمد على افتراضات هُلامية تحاول استنهاض العواطف الساذجة في الشارع العالمي ، مع أنها لا تستند إلى أي أدلة صحيحة حتى الهيلوكوست المزعومة ها هي الأيام تكشف أنها مجرد مظلة حقيرة للتغطية على الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية .
لو تابعنا ما يجري في الواقع لوجدنا أن هناك تضارباً وتناقضاً كبيراً بين ما يُقال من شعارات وأفكار ساذجة وبين ما يعتمل في الواقع ، الكل يتغنى بالديمقراطية الكاذبة وفي الواقع يُمارس ممارسات تتعارض مع أبسط القيم الإنسانية ، وفي هذا دلالة واضحة أن هذا العالم المسمى بالحر تجرد من كل القيم والمعاني الإنسانية وأصبحت القنابل الفراغية والعنقودية والفسفورية هي واجهة هذه الديمقراطية المزعومة ، لكن كل هذه الأشياء ستنتهي كما قُلنا وسيأتي فجر الحرية الساطع الذي يُعيد الحقوق إلى أصحابها ويُسقط كل رايات الشر والضلال ويبقى النصر الحتمي للشعبين الفلسطيني واللبناني ، لتكتمل إن شاء الله وحدة العرب والمسلمين ويعودوا إلى سابق عهدهم كقوة فاعلة في هذا العالم ، بعد أن تتساقط الزعامات الهزيلة وتأتي دولة الحق التي تُعيد الأمور إلى نصابها .
نسأل الله الفرج لإخواننا في غزة والنصر المبين لهم ولرجال الرجال المجاهدين في لبنان ، وليس ذلك على الله ببعيد ، والله من وراء القصد .
*نقلا عن الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …