حسن الوريث .
قبل أيام تعرض أحد الإعلاميين الشباب لحادث مروري بدراجة نارية واليوم وانا في طريقي إلى البيت في الجراف شاهدت حادثا مروعا لاصطدام دراجة نارية مع أحد الاطقم العسكرية وكل يوم بل في كل لحظة تطالعنا الأخبار عن وفيات وإصابات نتيجة الحوادث المرورية في كل شوارعنا وطرقاتنا وهذا يؤكد أن المشهد المروري في اليمن هو الأسوأ على الإطلاق في العالم حيث تحصد الحوادث المرورية أرواح عشرات الآلاف من المواطنين وتخسر البلاد مليارات الريالات ما يجعلها حرب غير معلنة تحصد أرواح المواطنين وممتلكاتهم وبالتأكيد ان هذه الأرقام المعلنة تستحق الوقوف عندها طويلاً بل يجب على الدولة والحكومة أن تعلن حالة الطوارئ في كافة ارجاء البلاد وفي كل أجهزة الدولة لوقف هذا النزيف من الدماء التي تذهب بسبب الحوادث المرورية ووضع معالجات جذرية لهذه الحرب غير المعلنة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين وستستمر في حصد المزيد ما لم نتحرك عاجلاً ونتحمل مسئوليتنا أمام الله وأمام أبناء شعبنا المغلوب على أمره ..
وقبل أيام طالعتنا الأخبار عن اجتماع طويل عريض لمناقشة ماتم تسميته بالخطة المرورية للعام ٢٠٢٥م وكلها م مجرد كذب في كذب لان الهدف منها هو نشر المزيد من المقربعين والمتهبشين ومناقشة كيفية حماية البلاطجة واللصوص في الطرقات والشوارع وساروي لكم مشهد مزري ومخزي أراه كل يوم بين التحرير وشارع القيادة حيث أحد أفراد شرطة المقربعين وفي يده قفل يقوم بوضعه على السيارات ليس الغرض انها مخالفة ولكن الغرض هو ما سيحصل عليه من أصحاب السيارات من مبالغ تتراوح بين الف والفين ريال والمضحك في الأمر أن هناك دراجة نارية تابعة للمقربعين رقمها ” ٩٩٩ ” يكون السائق هو الوسيط بين صاحب القفل والسائقين وبعد أخذ الفلوس يستقلان الدراجة ويذهبان لتقاسم الغلة والبحث عن ضحايا جدد وهكذا وسبق وان تحدثنا عن أفراد شرطة المقربعين في كثير من الشوارع الذين يكسرون كل الأنظمة والقوانين مقابل الحبحب أو كيلو برتقال أو موز أو وجبة صبوح أو عشاء أو غداء في المطاعم والبوفيات وهم لا يهينون اتفسهم فقط ولكنهم يهينون الدولة والحكومة مقابل مبلغ زهيد والناس يموتون كل يوم والشوارع تعج بالفوضى والبلاطجة ..
ما تشهده بلادنا عموماً وعاصمتنا خاصة من فوضى مرورية جعلت الانسان اليمني يعيش في اخطار حقيقية ومعرض للموت في اي لحظة إما عبر دراجة نارية او دهساً بسيارة أو في حادث انقلاب او تصادم او نتيجة امراض السكر والضغط التي يصاب بها نتيجة تعرضه لمواقف مخيفة ولاشك ان الكثير منا يشهد بنفسه هذه المعارك التي تدور في كل الشوارع والطرقات بين السائقين وما تسببه من حوادث مرورية وخسائر مادية وبشرية كبيرة تجعل اليمن من أكثر الدول في العالم التي يسقط فيها ضحايا بسبب الحوادث المرورية وجهاز شرطة المقربعين ومديرهم الكذاب في واد آخر لايهمهم مايحدث ..
كارثة أن تتحول حياة المواطنين إلى مجرد أرقام يتم إعلانها في وسائل الإعلام فقط وأم الكوارث أن تتخلى الدولة والحكومة عن مواطنيها وان لايتم محاسبة كل من تسبب في هذه الحوادث والقتل اليومي المجاني والكارثة الاكبر أن تتحول القضية المرورية في بلادنا إلى مجرد جباية أموال وحملات وهمية لا تغني ولاتسمن من جوع بل إنها صارت دجاجة تبيض ذهبا للبعص وفرصة للهروب من المسئولية عن هذه الأرواح والممتلكات التي نخسرها يوميا وشهريا وسنويا وبدلا من أن يقوم جهاز المرور ومديره الكذاب بدورهم نراهم يكذبون على الشعب ويهربون من مسئولياتهم وواجباتهم إلى مواضيع هامشية والمصيبة أن هذا المدير الكذاب استأجر مجموعة من المطبلين والمداحين الذين يكذبون على الناس بمنجزات وهمية بينما الواقع ان آلاف المواطنين يموتون ويقتلون جراء عدم وجود جهاز مروري يؤدي واجبه ومسؤوليته بل إنه يجهل أبجديات واساسيات القضية المرورية فهل ارواخ الناس وممتلكاتهم لعبة ؟ وهل تعرف الدولة والحكومة وكل مسئوليها أنهم يتحملون هذه الدماء التي تسيل يوميا جراء اهمالهم وترك الأمر بيد مدير كذاب لايهمه سوى الجباية والجباية وتلميع نفسه ؟ وهل هذا هو المطلوب من اي مسئول أن يحقق إيرادات بغض النظر عن قيامه بمسئولياته وواجباته الحقيقية؟ وهل المطلوب مسئول يكذب على الناس ولو على حساب ارواحهم ؟ وهل تعرف الدولة والحكومة أن المشهد المروري في بلاد اليمن هو الأسوأ على الإطلاق في العالم كله ام أن المال الذي يتم جبايته يعمي البصر والبصيرة؟ وهل يمكن للمواطن المغلوب على أمره أن يرى تحركا حقيقيا من الدولة والحكومة لوقف نزيف الدم اليومي جراء الحوادث المرورية؟ وهل سنرى قرارا شجاعا بإقالة مدير عام المرور الكذاب الذي يتفاخر بين الناس أن الجماعة لايمكن أن تستغني عنه لأنه يضخ لهم أموال وجبايات لا يمكن أن يحلموا بها ؟ وهل سنرى دولة وحكومة تحترم نفسها وتستحي على نفسها وتقوم بواجبها تجاه الشعب المظلوم وتنقذه من براثن الكذابين والفاشلين والعاجزين والفاسدين ام أن الأمر بعيد المنال؟ .. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو وسنظل نشهد الموت والقتل اليومي المجاني لأننا فعلا في دولة وحكومة كراتين لا تحترم نفسها ولا تحترم شعبها ولاتستحي على نفسها وأرواح الناس لاتهمها بقدر مايهمها الجبايات التي تحصل عليها وتنفيذ خطة القربعة والبلطجة والقتل المجاني والدراجة ” ٩٩٩” ؟ نسأل الله السلامة والعافية ولشعبنا الخلاص من كل مسئول فاسد وعاجز وفاشل ونطلب الرحمة والمغفرة لكل الأرواح التي تسقط ضحية الحوادث المرورية وضحية العجز والفشل الحكومي في كل المجالات ..