بقلم /علي ناصر محمد*
تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ رحيل الكاتب والصحافي الكبير رياض نجيب الريس بعد أن ملأ الدنيا بنشاطه السياسي والصحافي والنشر، وأصبح رمزاً للحركة الثقافية في المنطقة العربية وعَلماً من أعلام هذه الأمة، فقد ارتبط بعلاقات واسعة مع الأدباء والكتاب والمثقفين العرب والأجانب ومع الزعماء والسياسيين العرب. وقد زار اليمن أثناء حرب الملكيين والجمهوريين وبعد ذلك زارها مرة أخرى والتقى المسؤولين هناك وألف كتاباً عنوانه رياح الجنوب: اليمن ودوره في الجزيرة العربية 1990-1997م.
وقد سمعتُ وقرأتُ عنه كثيراً ولكنني لم ألتقي به إلّا في بيروت في لقاء جمعنا معه ومع صديقنا المشترك خالد حريري ولم ينقطع التواصل بيننا بعد ذلك، وقد خصّيتُه بنشرِ أول كتاب من مذكراتي بعنوان: ذاكرة وطن عدن من الاحتلال الى الاستقلال.. لما تتمتع به دار الريس من سمعة ممتازة من بين دور النشر الأخرى في المنطقة العربية.
والتقينا معه أكثر من مرة في مكتبه وخارجه، وتدهورت بعد ذلك حالته الصحية ولكن معنوياته كانت عالية وصمد أمام المرض، وكنتُ أُشفق عليه وهو يقبع خلف مكتبه في بناية اليونيون في شارع الحمرا ببيروت ولكن زواره ومحبيه لم ينقطعوا عنه لكونه رمزاً ثقافياً وسياسياً من رموز هذه الأمة.
تعتبر وفاته خسارة أدبية وثقافية واجتماعية وسياسية لما كان يتمتع به من سمعة طيبة وهو سليل أسرة نجيب الريس الدمشقية العريقة والمشهورة في بلاد الشام.
فقدتُ بوفاته صديقاً عزيزاً، ولكن الخسارة الكبرى هي لأسرته ولدار الريس للنشر.. تعازينا الحارة لهم..
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*الرئيس اليمني الاسبق
شاهد أيضاً
الخريف الثاني..!
محمد يعقوبي* التمردات المسلحة داخل الأوطان عبر التاريخ، لا تجلب الا الخراب والدمار والمزيد من …