الخميس , يناير 30 2025
الرئيسية / اراء / رئيس كولومبيا المحترم!

رئيس كولومبيا المحترم!

د. محمد أبو بكر*
المحترم غوستافو بيترو رئيس جمهورية كولومبيا، الواقعة في أمريكا الجنوبية، والذي سبق أن طرد سفير الكيان الصهيوني من بلاده، وقطع العلاقات نهائيا مع الكيان على ضوء جرائم الإحتلال في غزة، هذا الرئيس وجّه خطابا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يقدر عليه غير الرجال الأحرار، وليس اولئك الذين استساغوا العبودية والذلّ.
جاء في الخطاب.. أنا أعند شخص على وجه الأرض، سأقاوم غطرستك، حتى لو كان ثمن ذلك تنفيذ انقلاب عسكري ضدي، كما حدث مع رئيس تشيلي الراحل سلفادور ألندي في سبعينيات القرن الماضي، لا أحبّ بلادك ولا السفر إليها لأنها مملّة، وأنت شخص جشع جدا، لا نريد نفطك، جشعك سيؤدّي إلى القضاء على الجنس البشري.
ويواصل المحترم بيتروقائلا.. أنت تعتبرنا من عرق أدنى، ونحن لسنا كذلك ولا أيّ كولومبي، وتعرف بأنني أعند شخص على وجه الأرض، وعليك أن تعلم بأنني سأموت على مبادئي، لقد قاومت التعذيب سابقا، وسوف أقاومك أنت أيضا، فنحن عشّاق الحرية ولسنا عبيدا.
أنت لا تفهم بأنّ كولومبيا قلب العالم، قد تقتلني ياترامب، لكنني سأعيش في شعبي الذي سبق شعبك، نحن شعوب الرياح والجبال والبحر والحريّة، لن أمدّ يدي لمصافحة تجّار العبيد البيض، بل أصافح الأحرار، أسقطني أيها الرئيس، حينها ستردّ عليك كل كولومبيا وأحرار الأمريكيتين.
هذا الرئيس الأكثر من محترم، هو الأقرب إلينا، رغم أن بلاده تبعد عن فلسطين آلاف الأميال، عبّر في خطابه لترامب عمّا يجول في خواطرنا وربما أكثر، لأنّ حكّام العرب والمسلمين لا يجرؤون على ما أقدم عليه رئيس كولومبيا، لأنه رئيس حرّ ويعشق الحرية، وهو يدرك بأن ترامب شخصية انتهازية يمارس الإبتزاز بكلّ وقاحة، ولا أحد بقادر على الردّ عليه أو اعتراضه.
الشعب الكولومبي سعيد برئيسه، لأنه رجل بكل ما في الكلمة من معنى، في حين أن غالبية الحكّام العرب والمسلمين في حالة خصام مع شعوبهم، ولذلك ليست لديهم القدرة على مواجهة ترامب، كل ما هو مطلوب منهم هو السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر والتعليمات دون اعتراض .
غوستافو بيترو طرد سفير الإحتلال، وعندما نطالب بطرد سفير في عاصمة عربية، يخرج مسؤول قائلا .. إنّ وجود السفير واستمرار العلاقات مع كيان الإحتلال هو لمصلحة القضية الفلسطينية !
على فكرة.. قمت بصياغة المقال بأدب كبير، لأنني شعرت باحتقان وتوتر وغضب شديد، فحينما قرأت خطاب الرئيس بيترو، لعنت سنسفيل هذه الأمّة المتخاذلة، وحكّام الردّة المتصهينين الذين يعشقون الهوان، فلماذا لا يكون لدينا زعيم مثل غوستافو بيترو يقف في وجه ترامب ويتحداه، ويوقفه عند حدوده؟
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

تحليل..الحرب مع السعودية والإمارات حتمية «ترامبية»!!

مطهر الأشموري* نقول لأمريكا ترامب وقبله بايدن- ومن قبلهما وحتى من بعدهما- لستم منحازين لإسرائيل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *