الجمعة , مارس 7 2025
الرئيسية / اراء / نصيحة للحكام العرب!

نصيحة للحكام العرب!

د. عبدالله الأشعل*
هل يعلم العرب وبالذات الحكام العرب الذين يتولون أمور الدول العربية حقيقة المشروع الصهيونى. على كل حال حسمت محكمة العدل الدولية المسألة فى رايها الاستشارى فى يوليو 2024 ومن قبل ذلك فى رأيها الاستشارى بخصوص الجدار العازل عام 2004 حيث أكدت المحكمة بمفهوم المخالفة أن إسرائيل الصهيونية لا علاقة لها بفلسطين وهذه ضربة كبرى لمزاعم إسرائيل ومشروعها الصهيونى بأن فلسطين ملك لها ولا علاقة لها بالصهاينة اليهود وحتى يهود المدينة وهم أصل اليهود لا علاقة لهم بالصهاينة فإن الصهاينة ليسوا يهودا وانما هم يهود الخزر الذين خرجوا عن اليهودية الأصلية ورأينا سلوكهم فى غزة خلال حرب الابادة الأخيرة.
إذا كان الحكام العرب يعلمون أنه ليس هناك أى حق للصهاينة فى فلسطين فلماذ أقدم كبارهم فى الماضى على بيع فلسطين مقابل عروشهم ولماذا أقدم المحدثون كأنور السادات على بيع فلسطين مقابل رضى أمريكا عنه وكل الحكام الذين أبرموا معاهدات السلام مع إسرائيل رغم علمهم بأن إسرائيل صهيونية بما فى ذلك زيارة السادات للقدس وخيانة للامانة وخيانة للدين ولذلك تحرص إسرائيل دائما على تقديم الاعتراف بها على ما عداها من علاقات وهى تعلم أن مجرد الاعتراف هو اقرار بأن اليهود الصهاينة كانوا فى فلسطين فكيف يجرؤ حاكم عربى على مغالطة التاريخ وبيع ضميره مقابل كرسى الحكم الزائل.
وإذا تأملنا الموقف الرسمى العربى من إسرائيل وجدنا أنه بالتدريج يعترف لاسرائيل بالحق فى فلسطين وأولي بالحكام العرب أن يجلبوا الصهاينة إلى أرضهم وليس أرض غيرهم فارتكبوا جريمة كبرى فى حق فلسطين كما ارتكب الفلسطينيون وأولهم ياسر عرفات نفس الجريمة فى حق فلسطين عندما اعترف بإسرائيل وبلع طعم إسرائيل بتسمية هذا الاعتراف بالاعتراف المتبادل وهناك فرق بين إقرار الحق وبين الحصول عليه فالصهاينة لم يكن الواقع يشجعهم على النظق بالمشروع الصهيونى والترويج لهم وفى نفس الوقت فإن الواقع الحالى فى العالم العربى أعجز بعض العرب عن اقرار الحق وكان أشهرهم وأبلغهم مثالا أنور السادات عندما برر التقارب من إسرائيل بأن القوى متفاوته ولا قبل بها ببساطة لاننا سوف نحارب أمريكا شخصيا ولابد أن أنور السادات فى قبره يتابع تدنى حجته أمام جسارة المقاومة الفلسطينية على التواطؤ الامريكى والغربى وتواطؤ العالم كله مع إسرائيل .ومع ذلك سجلت المقاومة أعلى درجات الصدق مع الحقيقة وانكشف اللص فى مواجهة صاحب الحق ولذلك اعتمد اللص على القوة الخارقة فى الانتقام من صاحب الحق وهذا هو التفسير المنطقى لابادة صاحب الحق ولا أظن أن الموقف العربى التقليدى الرسمى سوف يكون له معنى بعد هذه المواجهة إلا أن يكون فصلا من المؤامرة الجديدة العربية على فلسطين.
وإذا حاولنا أن نقرأ الموقف العربى الرسمى فى ضوء هذه الحقيقة وجدنا فارقا كبيرا بين الطرفين :العرب اتفقوا على الاعتراف باللص إذا وافق على قبول صاحب البيت إلى جانبه ومعنى ذلك أن العرب يقبلون بإسرائيل الصهيونية بشروط مهينة ولا تنسجم مع المنطق بل أن الموقف العربى الرسمى يطالب للفلسطينيين بأقل القليل وهو دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 أى أنهم يعترفون لإسرائيل بربع الأراضى الفلسطينية مكافأة لها على جلد العرب وهم ينحنون مقابل بقاء عروشهم التى تسندها إسرائيل وأمريكا ثم يتخلون عن القدس وهى مسألة دينية حين يعترفون بأن الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحدها ويتخلون عن غرب القدس .
فليعلم الحكام العرب بأنهم بهذا الموقف يتأمرون على فلسطين وأنهم يعترفون للص بحقه فى الأرض وأزعم أن الموقف العربى هو الذى أغرى إسرائيل بأن تتحدى العالم كله وأن تصرح بوضوح بأن فلسطين كلها ملك للصهاينة الذين يتسترون بالشريعة اليهودية لتبرير فعلتهم الاجرامية .
ولذلك أدعوا الحكام العرب الذين أبرموا صفقات مع إسرائيل ألا يتحدثوا نيابة عن فلسطين ، فالمقاومة وحدها هى صاحبة الحق فى تمثيل فلسطين وعليهم أن يعودوا إلى الله وإلى العروبة بدلا من خدمة الصهيونية وخدمة عروشهم الذليلة وأن يعودوا إلى شعوبهم التى غيبوا وعيها وجعلوها عرضة لتهكم الشعوب الأخرى عليها.
هذه شهادتى وقد عاصرت مراحل الصراع وراقبت الموقف العربى منذ تشكله وأعلم جازما أسباب تمسك الحكام العرب بهذا الموقف كما لست واثقا بأن كل الحكام العرب يدركون هذه الحقائق.
وها أنا ذا أفضى إليهم بالحقيقة ،فإن كانوا حريصين على لقاء ربهم فليعودوا عن غييهم وليعترفوا بأن فلسطين كلها للفلسطينيين وأنه لاعبرة مطلقا بقرارات الأمم المتحدة وأولها قرار التقسيم .
وإذا كانت الجيوش العربية لا تستطيع أن تنفذ هذه الحقائق على الأرض فلتكن المقاومة فى جميع الدول العربية على أن يرأسها فلسطينى مخلص وليس تجربة الجيوش العربية الستة التى دخلت فلسطين لتمنع العصابات الصهيونية من الاستيلاء على فلسطين ببعيد فعمر الأمم لا يقاس بالسنين كعمر الأفراد وإنما يقاس بالقرون .
*كاتب مصري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نظرة سريعة على قمة لم تكن جامعة!

د.محيي الدين عميمور* قبل أن تمر 24 ساعة على صدور بيان القمة العربية الطارئة الذي …