حمدي دوبلة*
-اللقاء الذي جمع بين الرئيس الامريكي، الطاغية والمهرج الكبير، دونالد ترامب ورئيس حكومة الكيان الصهيوني الارهابي المجرم بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي أمام جمع من الاعلاميين في البيت الأبيض، أقل ما يمكن أن يُوصف به وكل ما تخلله من ترهات وأراجيف أنه عبارة عن مسرحية هزلية “سخيفة” خلطت بين السياسة المتقلبة القائمة على حيازة أكبر قدر من المكاسب المادية، وبين الثقافة التوسعية القائمة على الاجرام والقتل والعقائد الدينية الزائفة.
-لم يكن نتنياهو ندّا حقيقيا في اللقاء، وظهر كما هي حقيقته عبدا وضيعا للسيد الأكبر، لا يجيد غير القليل من الثناء والاشادة كلما سنحت الفرصة بإجراءات وعبقرية ترامب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية وبرؤيته المثالية لقطاع غزة وخصوصا وصفه إياها بالأرض العقارية الاستثمارية المهمة، واستنكاره لقيادة الكيان الاوائل على التفريط فيها وتركها لأناس لا يستحقون الحياة كما أراد أن يقول ترامب.
-طمأن المضيف الطماع ضيفه القاتل الوضيع أن الوقت لن يطول كثيرا على غزة لتكون في تصرفه وتحت حماية جيشه، بعد أن ينجح السفاح الجالس جواره في قتل شعبها وتهجير من بقي منهم طوعا وكرها من ارضهم، غير القابلة للحياة وفقا لما يردد دائما رئيس الصفقات العقارية.
-قطاع غزة الصامد والقضية الفلسطينية برمتها من وجهة نظر ترامب ليست أكثر من ورقة للمساومة السياسية، والتكسب المادي والمناورة إزاء كثير من القضايا والملفات التي تشغل بال حاكم البيت الأبيض ولا يعنيه من قريب أو بعيد أنهار الدماء التي تسيل هناك ليل نهار، بصواريخه وقنابله منذ قرابة العامين.
-الدعم المطلق لكيان الاحتلال الصهيوني، ليس أمرا جديدا على الإدارات الامريكية المتعاقبة لكنه كان في الماضي مغلفا بشيء من الدبلوماسية والمواقف الناعمة واتضح بجلاء مؤخرا مع عودة ترامب الى البيت الابيض والافصاح عن دعمه الصريح لجرائم الاحتلال وتبرير ما تنفذه آلة القتل الصهيونية في غزة وكل الاراضي المحتلة من ابادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج.
-مسرحيات ترامب العبثية وتبنيه المطلق لمجازر الاحتلال ودفاعه المتواصل عن قادته المطلوبين للعدالة الدولية لن تؤثر كثيرا على عدالة القضية الفلسطينية فقد بدأت تتغلغل في اوساط الجماهير الامريكية والغربية أكثر وأكثر إثر المذابح الدموية اليومية بحق أطفال الشعب الفلسطيني الباحث عن الحرية والاستقلال والحياة الكريمة والانعتاق من نير احتلال همجي متخلف ظهر بصورته الحقيقية خلال العدوان المستمر على غزة منذ 18 شهرا وافتضح معه حجم ومستوى التحيز الامريكي الاعمى أكثر من أي وقت مضى.
*نقلا عن صحيفة الثورة
